استقبال العيد

العيد في معناه الديني هو شكر لله على تمام العبادة، ومعناه الإنساني والاجتماعي هو التزاور والتراحم وإظهار السرور والبهجة، هو عيدنا الذي سمي عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح متجدد، وقد جرت العادة لانشغال الناس للتجهيز لهذا اليوم من حيث إعداد الطعام وتهيئة المجالس في البيوت و ظهور الأطفال بأحلى حلّة وتجمعات العائلة والنزهات ونحوها من مظاهر الفرحة.

نستعد أولاً لعيد الفطر بعبادة زكاة الفطر فهي واجبة على كل مسلم، شرعت مواساة للفقراء وطعمة للمساكين وطهرة للصائم، لها أحكام فقهية معينة ننصح الناس بضرورة تعلم أحكامها والاهتمام بها وسؤال جهة الإفتاء الرسمية عند الحاجة لتؤدّى هذه الشعيرة بصورة صحيحة ومقبولة شرعاً.

هناك سنن شرعية عديدة في هذا اليوم من المهم معرفتها وتطبيقها إلا أني سأتطرق للجوانب الاجتماعية المهمة، مثل صلة الأرحام والزيارات والتي تعد من أهم مظاهر فرحة العيد وبحضور أطفالنا حتى يعتادوا على هذه الأجواء الاجتماعية الجميلة.

لأن العادات تثبت بالاستمرارية عليها وتحبيب الأجيال لها، لذا ربما يخطئ البعض الذي يقضي صباحه في العيد نائماً، ثم يبدأ عيده في الفترة المسائية وهذا لا ننصح به لأنه مع الوقت يضعف قيمة هذا اليوم، ويؤدي ذلك إلى تضييع سنة صلاة العيد وفضلها.

بالإضافة إلى العادة الجميلة؛ وهي عادة «العيدية» والتي تعطي للعيد بهجة إضافية للأطفال بل حتى للكبار بحسب الظروف الخاصة لكل بيت، وهنا أشير إلى نقطة مهمة وحتى لا تخرج العيد عن مقاصدها الجميلة والبريئة.

حيث إن البعض ربط العيدية بالمظاهر أو المبالغات التي ترهق كاهل الناس وتكلفهم فوق طاقتهم، وأنا أذكر إحدى الاستشارات من أحد الأشخاص، حيث قال: كيف أتصرف في العيد، حيث إني بدأت أشعر بالحرج الشديد عندما نجتمع صباحاً في بيت العائلة وأنا أرى إخوتي يسعدون الأطفال بالعيدية بمبالغ لا أقوى عليها نظراً لظروفهم المادية الممتازة بخلاف حالتي؟

والحل في مثل هذه المواقف بأننا لا نترك الزيارات من أجل هذا الحرج مع أني في نفس الوقت أرفض أن نعتبره إحراجاً لأن العيدية ليس القصد منها مبالغ معينة وإنما هي فرحة عفوية، وهنا دور الأهل في إفهام أطفالهم بشكر من قدمها لهم، وأنه لا يشترط فيها المبالغ الكبيرة حتى لا تخرج عن أصلها الجميل إلى بعد سلبي نحن في غنى عنه.

مع التذكير بقيمة وأهمية إسعاد الوالدين في هذا اليوم، وأكبر سعادة لهم في هذا اليوم وغيرها من الأيام أن يروا أبناءهم مجتمعين ومتحابين يسودهم الود والمرح متحلقين حولهم، بالإضافة إلى النزهات العائلية وغيرها من الجوانب التي تدخل السرور وتجعل العيد مختلفاً. افرحوا واجتمعوا وتسامحوا، وعيدكم مبارك.