اعتبر طلبة المدارس، التجربة العسكرية ميدانا مثيرا وحافلا بالكثير، وهو ما يأتي لدعم واقعهم وتأكيد مستقبلهم، وذلك بعد تجربتهم مع النسخة المصغرة للعسكرية تحت اسم «البيارق»، مشيرين إلى أن العسكرية تساهم في تنظيم حياة الفرد من جوانب مختلفة. وفي هذا الصدد؛ أوضح الطالب محمد خليل، أن هذه التجربة المنتظرة لدى جيل الشباب تكشف عن الملامح الأقوى للشخصية، وتبرز الخصائص التي يتميز بها، وتضعه على أول طريق القيادة للمستقبل، معتبراً أن العسكرية قادرة على تنمية القدرات والمواهب والطموحات التي تخدم مستقبل المواطن والوطن عموماً.
الدفعات الأولى
وأضاف خليل إنه يرغب في الدراسة في كليات التقنية العليا، ولا يرى أن قرار الخدمة الوطنية يتعارض مع طموحه هذا، إذ أكد ضرورة ازدواجية معرفة الطالب بالتعليم الأكاديمي والتجنيد الوطني، ليظفر في النهاية بصورة عامة عن الحياة تختزل سنوات من الخبرة في كيانه، وسيدرك آثارها مستقبلاً بعد تخرج الدفعة الأولى من المشروع. وأشار الطالب عبدالله الطاهري إلى أن هذا المشروع الوطني..
حتماً سيعيد صياغة وجهات النظر ويغير قناعات خاطئة لدى بعض الشباب، نتيجة عزوف البعض عن التفكير بالعسكرية لاتهامها بالمشقة، إذ تجد شريحة من الطلبة تبحث عن العمل بعد التخرج من المدرسة، لكنها ترفض الخيار العسكري إن توفر، نظراً للتفكير السلبي لدى البعض حيال العمل الشرطي أو العسكري.
وأكد أنه عند تدشين برنامج «البيارق» العسكري، أبدى بعض الطلبة قلقهم ورفضهم المبطن للفكرة، لكن وبعد انخراطهم في البرنامج، فقد خالفت ردود افعالهم التوقعات وما كان قبل البداية، موضحاً أن معظم توجهات الطلبة العسكرية، تسير نحو الالتحاق بالقوات المسلحة، وقد أمست نسبة الراغبين في الانتساب إلى العمل الشرطي أقل.
الانطواء والعزلة
ولفت الطالب علي عبدالله، إلى أن الانضمام إلى صفوف العسكرية سيساهم في معالجة بعض المشكلات والقضايا المجتمعية والتربوية أبرزها، مشكلة الانطواء والعزلة التي يعاني منها بعض الطلبة، وسيعزز حتماً من تفاعلهم الاجتماعي على غرار نتائج برنامجي التربية الأمنية و«البيارق» العسكري، اللذين انتشلا بعض الطلبة من عزلتهم إلى آفاق تربوية واجتماعية رحبة، عازياً السبب إلى خلل التربية عند الصغر المتمثل في عدم اصطحاب أولياء الأمور لأبنائهم في المناسبات الاجتماعية المختلفة..
فضلاً عن تأثير التكنولوجيا والهواتف الذكية التي أبعدت الطالب نسبياً عن محيطه الاجتماعي. وذكر أن الخدمة الوطنية ستفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة، وستوسع مداركهم مستقبلاً أثناء الدراسة أو العمل، لأن مدة التدريب تتراوح بين تسعة أشهر وسنتين، وهذه المدة الزمنية كفيلة بتزويد الطالب بالكثير من المهارات، مشيراً إلى أنه يرغب في إكمال دراسته الجامعية، وستكون فترة التدريب العسكري بمثابة شهادة خبرة بعد التخرج من الجامعة.
الأفلام الحربية
ولفت الطالب فارس يوسف، إلى أن الطلبة أو الشباب المراهقين، أكثر ميولاً إلى الأفلام الحربية، إضافة إلى ألعاب الكمبيوتر ذات الطابع الحربي أو العسكري، ما يؤكد أن الطلبة لديهم الرغبة الحقيقية في تجربة الأدوات العسكرية، فضلاً عن الهدف الأول والأسمى المتمثل في تلبية نداء الوطن باعتبار أن الانضمام إلى الخدمة الوطنية واجب وطني ورسالة يؤديها كل مواطن على أرض الدولة، مضيفاً إن الطلبة تعرفوا خلال السنوات الماضية على خطوات فك وتركيب السلاح، وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالرماية، وهو ما يسهل مهمتهم المنتظرة بفارغ الصبر في ميدان تدريب العسكرية.