عبر أولياء الأمور عن فرحتهم حيال إقرار قانون الخدمة الوطنية في الدولة، والذي يصب على حد تعبيرهم، في خدمة الفرد والدولة والمجتمع، إذ قال عبيد المزروعي ولي أمر، إن الطالب سيدرك من خلال العسكرية الكثير من متطلبات الحياة التي تخدمه، أبرزها الاعتماد على النفس والمسؤولية، والقدرة على تحمل الشدائد والصبر، مما يساهم في نهاية المطاف في تعزيز قيم الرجولة لدى الفرد، ويرفع مستوى الوعي بعد الزواج، وحتماً فإن ذلك سينعكس على الأجيال المقبلة، ويعالج الخلل المتمثل في سلوك بعض الطلبة اليوم.
الطاقات الكامنة
وذكر المزروعي أن التربية العسكرية ليست محصورة في تعلم بعض الفنون القتالية أو سواها، بل هي بمثابة تجربة ثرية ينهل منها الطالب زبدة الحياة، فضلاً عن دورها في تطوير مستوى العمل، وإبراز الطاقات الكامنة لدى الأفراد، ومعرفة التوجهات والقدرات وفقاً للتدريبات العسكرية والاختبارات التطبيقية التي يخوضها الفرد في برنامجه العسكري، مؤكداً أن الخدمة الوطنية تختصر نصف الطريق أمام أولياء الأمور، في تربية الأبناء ورعايتهم وتوجيههم.
وأضاف أحمد السعدي ولي أمر، إن الآباء عندما يتحدثون اليوم أمام أبنائهم عن «العسكرية» وأهميتها، قد لا يدرك الكثير من الأبناء حقيقة الدورات العسكرية وفحواها وما تقدمه إليهم، لكن في ظل التطورات الحالية، سيدرك الجميع مفاهيم العسكرية من خلال المجالس وما يتم تداوله وترقيه خلال الأيام المقبلة، وسيزداد تفاعل الشباب اجتماعياً ووطنياً..
وفي النهاية سيجد أولياء الأمور أنفسهم في موقع الاطمئنان على المستقبل والشخصية بالنسبة للأبناء، خاصة وأن العسكرية تحارب سمات الاتكالية والانطواء والسلبية، وغيرها الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية الجاثمة على مستقبل أبنائنا.
وأوضح السعدي أن الواقع المعاش في بعض المدارس، يؤكد أن قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية الاتحادي، جاء في الوقت المناسب وفقاً لرغبة الكثير من أولياء الأمور في تكثيف الجانب العسكري في حياة الطالب، إذ بدا واضحاً للعيان ظهور حالات «مخجلة» لبعض الطلبة في المدارس أو الذين أنهوا دراستهم في المدرسة، تتمثل في إطالة الشعر، أو عمل قصات وارتداء أزياء تتعارض مع العادات والتقاليد.
واقع مرير
وعبرت مريم الشحي رئيسة مفوضية المرشدات برأس الخيمة وولية أمر، عن فرحتها إزاء إصدار قانون يوجه الطلبة بعد الانتهاء من الدراسة نحو الخدمة العسكرية، نظراً لظهور حالات سلبية في مدارسنا، تعكس واقعاً مريراً معاشاً، من صورها اختلال بعض الطلبة أثناء المشي، وانسلاخهم من العادات والتقاليد عبر ارتداء ملابس غير لائقة، وأكثر من ذلك نتيجة الدلال المفرط والرفاهية المبالغ فيها من قبل بعض الأسر.
وأشارت إلى أن «العسكرية» بمثابة مدرسة للرجال، وفقاً لما يتردد على ألسنة الآباء في الماضي، وتعد تجربة حياتية يجب أن يتسلح به الطلاب على غرار تسلحهم بالعلم والمعرفة، خصوصاً وأن الحياة تجرفنا ببطء نحو الاتكالية والكسل، نظراً لتوفر الكثير من أدوات الرفاهية والترف في ظل التطور التكنولوجي الشاسع.
العسكريات
قالت مريم الشحي إن قانون الخدمة الوطنية سيخدم الإناث في نواح مختلفة من الحياة على غرار الطلاب الذكور، مما سيؤثر في رفع مستوى الإدراك بين شريحة البنات، ويجعل الفتاة أكثر نضجاً ومعرفة. علاوة على دور الخدمة الوطنية في تعليم الفتيات كيفية الدفاع عن النفس عند مواجهة الخطر، وتعزيز المهارات الذاتية والاجتماعية مثل القدرة على تحمل المسؤولية، ورفع مستوى الوعي الأسري والمجتمعي والوطني، مما يعالج مستقبلاً الكثير من المشكلات في البيت في ظل ارتفاع نسبة الطلاق الناتجة عن الجهل الأسري والاجتماعي الذي تعاني منه الكثير من الفتيات.