المكتبة المدرسية في ظل التقنيات الحديثة

تظل المكتبة المدرسية مصدراً للثقافة المتجددة والمعرفة المتطورة، التي تبقي الطالب والمعلم في اتصال دائم مع الانفجار المعرفي، كما تبقيهما أيضاً على طريق التقدم العلمي والحضاري، بعيداً عن الجمود والركود الفكري، وتؤكد أهمية التنمية المهنية والثقافية للمعلم، كما أن المكتبة المدرسية هي السند الحقيقي للعملية التعليمية.

المكتبة المدرسية في مفهومها الوظيفي، تعتبر من أهم مظاهر النهضة والتطور التي تتميز بهما المدرسة العصرية الحديثة، ولم يعد أحد يشك في أهمية المكتبة المدرسية أو يقلل من قيمتها التربوية في ظل تحديث العملية التعليمية، إذ أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المنهج الدراسي.

النظريات التربوية الحديثة قلصت دور المعلم الذي يقدم الدرس بالسبورة والطباشير، إلى نقل المعلومات بالوسائل التقنية الحديثة. وهذا لا يتأتى إلا بوجود مكتبة مدرسية حديثة، لأنها المكان الأنسب لتوثيق صلات المؤسسات التعليمية بمطالب العصر وحاجاته المتطورة، إذ ليس هناك مكان تربوي ثقافي أفضل من المكان الذي توجد فيه أوعية المعلومات بأشكالها التقليدية والتقنية.

دور المكتبة المدرسية في خدمة المنهج الدراسي

تعد المكتبة مرفقاً من أهم مرافق المدرسة العصرية التي تطبق الأساليب الحديثة، ولا يمكن للمدرسة أن تحقق المفهوم الحديث بدون مكتبة متكاملة مزودة بمختلف أوعية المعلومات، فالمكتبة المدرسية هي مركز المدرسة التربوي والتعليمي والثقافي، ووسيلة من وسائل إكساب الطلبة والمعلمين مهارات التعلم الذاتي.

ويؤكد علماء التربية مكتبة تعكس أهميتها الكبرى على تربية الفرد، لأنها تساهم بشكل فعال في إثراء ثقافة الطالب والمعلم بكل أنواع الأنشطة من خلال إطلاعهم على كتب المكتبة، التي بدورها تتيح الفرص الكافية لتعليمهم وفق أسس تربوية سليمة لتحقيق مختلف الأغراض، مثل استكمال دراسة المواد المقررة، أو لزيادة الفهم أو الحصول على معلومات جديدة تعزز المناهج الدراسية، أو حل مشكلة، أو الإجابة عن الأسئلة والاستفسارات الغامضة، أو لغرض التسلية والترفيه.

ويعتبر خبراء المكتبات المدرسية أن المكتبة المدرسية شريك حيوي في إدارة المعلومات، وبهذا يجب ألا تكون بعيدة عن جوهر العملية التعليمية. وينعكس الدور الإيجابي للمكتبة المدرسية في تدعيم المناهج الدراسية إلى توسيع آفاق المعلم بتدريبه على قضية البحث العلمي وملاحقة تطورات العصر الذي يقفز بسرعة خاطفة، حتى أصبح من الصعب على أي فرد أن يطلع على كل ما أنتجته القريحة الإنسانية في مجال تخصصه. ومن هنا كان للاعتماد على المكتبات دور خطير في مواكبة العصر حتى نستطيع تخريج كوادر مؤهلة تساهم في الرفع من كفاءة المجتمع.