لا يخفى على أحد، أهمية مواقع الشبكات الاجتماعية في الوقت الحالي، نظراً لما تلعبه من دور فاعل في الحياة اليومية، لإمكانية كونها أدوات تسويق أو نشر معتقدات أو جمع أتباع ومناصرين، فضلاً عن كمية المتعة وقضاء الوقت فيها. وبصرف النظر عن من يدعو إلى التخلي عن استخدام هذه المواقع بسبب أضرارها ومخاطرها من النواحي القانونية والاجتماعية والإحراجات الشخصية أو المشاكل التقنية الأمنية.
فالواقع إن مكاسبها على الأفراد كثيرة ولا تحصى، كسرعة التواصل وسهولة الحصول على المعلومة، وتقوية العلاقات الاجتماعية.لكن السؤال الذي يطرح نفسه عند التطرق إلى أهمية وفوائد مواقع التواصل الاجتماعي، هو الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المواقع في خدمة التعليم وطرق التدريس؟ والإجابة كما يؤكدها كثيرون: نعم.. ذلك لا لشيء إلا لأنها أصبحت الأداة الأولى لتبادل المعلومات بلا منازع.
ثورة معلوماتية
المواقع الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية، هي واحدة من أهم الظواهر التكنولوجية في القرن الحالي، إذ تزايد عدد مستخدميها في السنوات الأخيرة إلى أرقام فلكية، وأسهم الانتشار الواسع للحواسيب المحمولة وهواتف الجيل الثالث، إلى زيادة تعلق ومتابعة المستخدمين لهذه الشبكات الاجتماعية. كما أن رتم الحياة الحديثة السريع، قد أسهم في انتشارها، فالجميع يتبادل الرسائل والمحادثات ويشارك الصور ومقاطع الفيديو من خلال هذه الشبكات، نظراً لانشغاله عن الحياة الاجتماعية الواقعية.
وقد أثبت علم النفس، أن عملية تخزين العقل البشري للمعلومات أو المفردات اللغوية، تتحدد بطبيعة الحالة النفسية للمتلقي. كما وجدت هذه الفكرة ما يدعمها في الفلسفة اليونانية، حيث أكد أرسطو في حديثه عن نظرية المعرفة على ضرورة الالتزام بالبعد الترفيهي أثناء عملية إلقاء الدروس. لذا فإن هذه المواقع ستكون من أكثر الأشياء التي يمكن أن تولد ثورة في مجال التعليم لو تم توظيفها بما يتماشى مع متطلبات الخطاب المعرفي والعلمي. فالطلبة سيكونون أكثر حماساً، خاصة عندما يتعلق الأمر باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في دروس قد يراها البعض «معقدة».
من بين هذه الدروس نذكر على سبيل المثال اللغات الأجنبية التي تعتمد بشكل أساسي على الانفتاح والحوار والانسجام داخل المحيط الدراسي وغيرها من المواد كالرياضيات والفلسفة.
مشاكل تربوية
ويري الكثيرون أن الشبكة الاجتماعية ساعدت في حل مشكلة تربوية تمثلت في افتقاد التعليم الإلكتروني للجانب الإنساني «تعليم جامد»، حيث أضافت الشكل الإنساني من خلال مشاركة وتفاعل العنصر البشرى مع العملية التعليمية، مما ساعد على جذب المتعلمين وزيادة الرغبة في التعلم.
وإن المرحلة القادمة كما يشير الكثيرون، ستشهد أنماطاً جديدة للتعلم تلعب فيها شبكة الإنترنت وأدواتها المختلفة بما فيه مواقع التواصل الاجتماعي، دوراً محورياً، ولن يكون التعليم بمعزل عن هذه التطورات، وفي كل الأحوال يمكن أن يساهم الاستخدام الإيجابي لهذه المواقع في ترسيخ العديد من الايجابيات، ويمكن حصرها في أن تلك المواقع:
1- توفر خدمات تعليمية أفضل، حيث تساعد على التعلّم عن طريق تبادل المعلومات مع الآخرين، والمناقشة البناءة للوصول إلى اتفاق حول نقطة النقاش.
2-1تساعد على تنشيط المهارات لدى المتعلمين، كما توفر فرصة للتعلّم، وتزيد من قدرتهم وتحفزهم على التفكير الإبداعي وبأنماط وطرق مختلفة وذلك لأن التواصل والتفاعل يتم بين أشخاص مثقفين ومن بيئات مختلفة.
3- تعمق المشاركة والتواصل والتفاعل مع الآخرين، وتعلم أساليب التواصل الفعال، كما أنها تجعل المتعلم إيجابياً له دور في الحوار، ورأي يشارك به مع الآخرين، لذلك فهي تعمل على التخلص من جعل دوره سلبياً.
4-تكفل للمتعلمين الحصول على وسيلة تعليمية قوية وفورية، كما تساعد في تعزيز الأساليب التربوية للتعلم، فعملية التعلم تتطلب بيئة تعاونية يكون المتعلم فيها محوراً لعملية التعلم.
5-تحقق قدراً من الترفيه والتسلية للمتعلمين، في حين أن هذا الترفيه يكون لهدف تعليمي محدد من قبل المعلم.
6-هذه المواقع، فتحت وأنتجت لغة جديدة بين المستخدمين بعضهم البعض، التي تختلف عن اللغة العربية أو الإنجليزية.
7-أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، فقد غزت جميع المجالات لما توفره من خدمات تدريبية أو تعليمية أو ترفيهية.
8-تعزز روح التواصل بين الطلبة والمعلمين، مستفيدين مما تقدمة هذه المواقع من خدمات تساعد المعلم على بناء تدريبات تساعد الطالب على المذاكرة.
9-إدخال أساليب جديدة تشجع على طرح الأفكار والإبداع، أو تبادل الكتب وإعارتها بين الطلبة.