هل ما يحمله الطلبة في أيديهم من هواتف محمولة، يمكن استخدامها وتوظيفها في تحصيلهم العلمي؟ أو يقتصر استخدامها على إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية؟ هل يمكن أن يكون للتقنيات اللاسلكية فوائد في العملية التعليمية إذا تم دمجها في التعليم، في ضوء التوجه الجديد لدمج تقنية المعلومات والاتصالات في التعليم؟
كل هذه الأسئلة باتت تُطرح بشكل واسع في الآونة الأخيرة. فبعد انتقال التعليم من المرحلة التقليدية إلى مرحلة التعليم الإلكتروني، وتنوع الأشكال في هذا النوع من التعليم، جاءت الهواتف الذكية لتقود ثورة جديدة، ثورة يطلق عليها "التعليم النقال" وهي من أحدث طرق التعليم الحديثة في الوقت الحالي وأسهلها للوصول إلى المعلومات وبسرعة كبيرة جدا، وفي أي وقت وأي مكان.
المختصون والتربويون أكدوا في نتائج دراساتهم وبحوثهم بأن مثل هذه الهواتف يمكن أن تساعد حقاً في تعزيز العملية التعليمية في الصف الدراسي، إذا ما استخدمت بحكمةٍ وبشكلٍ إبداعي، إذ يمكن للطلاب أن يرسلوا أعمالهم إلى بعضهم البعض عن طريق تقنية البلوتوث والتقنية اللاسلكية الواي فاي.
كما يمكنهم وضع المواعيد النهائية لتسليم هذه الأعمال على مفكراتهم الرقمية، وقضايا البحث على شبكة الانترنت، وكذلك أخذ لقطات الفيديو للمعلمين وهم يشرحون النقاط الرئيسة من الدرس. كما أن هناك جيلاً جديداً من الهواتف الذكية ذات شاشات عرض وذاكرة كبيرة يمكن أن تحتوي على كتب إلكترونية (e-books)، ويمكن للتلاميذ أن يخزنوا فيها كتبهم الدراسية على هواتفهم المحمولة، ثم رفعها على شبكة الانترنت لحفظها. وبالتأكيد سيكون ادعاء نسيان الكتب المدرسية، أو دفتر الواجبات، في البيت شيئاً من الماضي، إذا ما أصبحت هذه الهواتف الذكية قوام المدرسة الحديثة.
يؤكد أحد المعلمين أنه كان من أفضل الدروس التي قام بتدريسها أنه طلب من تلاميذه أن يكتبوا أسئلتهم في شكل رسائل نصية ثم يتبادلونها فيما بينهم، وبعد ذلك يقومون بإرسال الإجابات لبعضهم البعض. ولقد تمكن من جعل بعض الدروس شيقة ومثيرة، إذ قام الطلابُ بطرح الأسئلة، وأرسلوا إجاباتٍ مناسبةٍ لبعضهم البعض، ثم قاموا بعد ذلك بتلخيص النقاط الرئيسة للدرس في شكل رسائل قصيرة. ويعلق بقوله "إنه كان درساً ممتعاً لا يمكن نسيانه، وكان أفضل بكثير من أن أطلب منهم كتابة ملخصٍ عن الدرس".
54%
من المتوقع أن تتخطى نسبة مبيعات الهواتف الذكية متعددة الوسائط نصف إجمالي الهواتف الخلوية المباعة في العالم، للمرة الأولى العام المقبل، بعد تخطي الطلب المتوقع عليها، بحسب التقديرات التي نشرتها شركة الأبحاث "آي إتش أس آيسابلاي". ومن المرتقب أن تشكل الهواتف الذكية 54% من مبيعات الهواتف الخلوية في العام 2013، مقابل 46% هذه السنة و35% في العام 2011، على ما أوضحت شركة الأبحاث، وكانت التوقعات السابقة تفيد بأن من المرتقب تخطي عتبة الخمسين في المئة بحلول العام 2015.
مزايا
يؤكد الدكتور جمال الدهشان في أحد بحوثه المتخصصة على أن للهواتف المحمولة العديد من المزايا التي تعود بالنفع على العملية التعليمية، كما يتضح مما يلي:
يمكن للطلاب التفاعل مع بعضهم البعض، ومع المعلم بدلاً من الاختباء وراء الشاشات الكبيرة.
سهولة وضع الكثير من تلك الأجهزة داخل الصف الدراسي، مقارنة بتلك الحواسيب المكتبية.
معظم تلك الأجهزة التي تحمل المذكرات والكتب الإلكترونية تكون أخف وزناً وأصغر حجماً وأسهل حملاً من الحقائب التقليدية.
الكتابة اليدوية باستخدام القلم Stylus Pen هي أكثر سهولة من استخدام لوحة المفاتيح والفأرة.
سهولة تدوين الملاحظات باليد أو بالصوت مباشرة على الجهاز أثناء الدروس الخارجية أو الرحلات.
تؤدي تلك الأجهزة إلى سد الفجوة الرقمية، لأن تلك الأجهزة تكون أقل تكلفة من الحاسبات المكتبية.
تستخدم كتقنية مساعدة للمتعلمين الذين يواجهون صعوبات تعلم.