العلم هو الجناح الذي يطير به المجتمع إلى أجواء الرقي، وهو يجعل الفرد يشعر بالثقة في نفسه، وباكتمال عناصر شخصيته. والحصول عليه بأكمل ميزاته ليس يسيراً كما نظنه. فهو يحتاج إلى أمور نورد أهمها في ما يلي: أولاً: التعلم والتعليم بالحب لا بالكد؛ يجب أن تكون المادة المدروسة محبوبة لدى الطالب؛ وعلى المعلم إبراز كل مادة ميسرة للطالب حتى يحبه الطالب، فمن المعروف نفسياً أن الإنسان لا يشعر بالتعب إن كان يحب ما يقوم به.

ثانياً: توفر الحماس لدى الفرد لبذل الجهد الموصول، وعلى الطالب أن يخلق في نفسه هذا الدافع، كما أن على الجهات المعنية توفير حوافز للجادين. فالتشجيع ممن يحترمهم الطالب، يحرضه على بذل الكثير.

ثالثاً: التكرار؛ ومما ييسر عملية المذاكرة، تكرار القراءة بشرط أن يكون ذلك تكراراً واعياً دون أن يكون خالياً من الذهن، فإنه لن يفيد. ويستحسن للطالب أن يوزع أوقات تعلمه إلى قطع يخصص معظمها للقراءة، وجزء منها للمرور السريع على المواد المقروءة.

رابعاً: اختيار الأوقات المناسبة؛ وللوقت دور مهم في تنفيذ عملية المذاكرة، وقد اعترف المختصون أن أوائل الصبح أفضل الأوقات للقراءة والمذاكرة والمطالعة.. لاغتنام هذه الفرصة على أولياء الأمور ألا يعرضوا على الأبناء أموراً تافهة على حساب ساعات النوم. كما أن عليهم الاهتمام الكامل بتوفير الوقت المناسب للنوم، كي يتمكنوا من الاستيقاظ والمذاكرة في الصباح.

خامساً: توزيع الجهد المطلوب؛ فمثلاً لحفظ درس معين لا بد من توزيع الجهد على جلسات عدة بدلاً من الجهد المركز في جلسة، لأن تخلل عملية المذاكرة فترات من الاستجمام يؤدي إلى الثبات.

سادساً: فَهْم معنى المادة المتعلمة جيداً؛ فلن يفيد مجرد المرور على المادة دون تركيز على مطالبها، ومن واجبات المعلمين أيضاً، ابتكار أساليب وطرق تقرب المادة إلى الطلبة، فكلما ازداد المعلم مهارة واستعداداً ازداد الطالب معرفة وفهماً، وعلى المعلم أن يدرك أنه حين يضيّع على الطلبة أوقاتهم، فإنه يضيّع في حصة واحدة أياماً عدة. فلو وجد في الصف 48 طالباً، فالحصة الواحدة تعني يومين كاملين.