كثير منا لا يدرك أهمية الوقت واستغلاله في ما يعود بالنفع على الطالبات، ولاسيما في حصص الاحتياط التي لا تستغل بالشكل الأمثل، ومعظمها يذهب سدى ودون استثمار لدعم مواهب الطالبات.

(فريق الموهبة والتفوق) في مدرسة قرطبة للتعليم الأساسي اعتمد أخيراً، مشروعاً تربوياً تعليمياً لتحويل حصص الاحتياط إلى حصص مثمرة لجميع طالبات المدرسة، والتركيز على الموهوبات في تلك الفترة.

هذه التجربة وجدت قبولاً في الميدان التربوي، خاصة وأن استثمار حصص الاحتياط ومواهب الطالبات وتوجيهها ضمن إطار مدروس، يوفر ببيئة تعليمية متكاملة، تُشبع حاجات عقلية واجتماعية، ..

وتهذب النفوس وتبني المجتمع، وتعالج الكثير من السلوكيات الخاطئة وتوجه الطلبة نحو تطوير مهاراتهم، كما أنها تحفز الطموحين لاستبصار آفاق المستقبل.

وتنمي مهارات الحوار والمناقشة وإبداء الرأي، وتزيد من دافعية الطالبات وتزرع فيهن قيماً سلوكية حميدة، ناهيك عن اكتشاف طاقات الموهوبات وتطويرها من خلال تنفيذ دورات وورش عمل وبرامج إثرائية وإرشادية متنوعة، تنمي مهارات التفكير والإبداع،..

ومنها برنامج: حل المشكلات بطرق إبداعية، والإرشاد السلوكي، وتحوير المنهج للطلبة الموهوبين والمتفوقين.

وتبرز فاعلية الاستراتيجيات التي اعتمدتها المدرسة من خلال ما ذكره ماكبث:

(أن الطلبة يمكنهم التحدث عن تعلمهم واحتياجاتهم) ولوحظ ذلك في برنامج الإرشاد، الذي ترك الأثر في سلوك الطالبات، من حيث الإحساس بالمسؤولية تجاه الجميع، وعالج البرنامج كثيراً من السلوكيات والتصرفات، ومن تلك البرامج:

(النجم المسؤول، وتاج المسؤولية، وتذكرة المسؤولية)، وبالنسبة لبرنامج «حل المشكلات»، فقد ساعد الطالبات على تنمية مهارات التفكير العليا، ووضع الفرص والتحديات والأفكار أمام المشكلة للتوصل إلى الحل الأمثل.

ويمكن قياس مدى فاعلية الممارسة، من خلال النتائج الإيجابية المحققة في مجال استغلال حصص الاحتياط وتحويلها إلى حصص مفيدة للطالبات ورعاية الموهوبات، ..

وهو ما زاد من دافعية الطالبات وارتقى بمستواهن التحصيلي، وحقق التواصل وتبادل الخبرات بين المعلمات والطالبات والمؤسسات المجتمعية، مع زيادة ثقة أولياء الأمور في المدرسة لرعاية بناتهن وتحقيق حاجاتهن وتحسين السلوكيات لديهن.

كما سمحت المبادرة للمعلمات بتطوير أنفسهن بتقديم دورات وورش عمل في حصص الاحتياط، وهو ما زرع الثقة بين المعلمة والطالبة، على أمل إيجاد شخصيات طلابية قيادية من خلال تكليف الموهوبات بتنفيذ ورش عمل ودورات لزميلاتهن.

هذه الفكرة تكللت بالنجاح على الصعيد التربوي والشخصي والمدرسي، وساهمت بقوة في تغيير خط اليوم الدراسي في حصص تحقق حاجات الطالبات وتحفظ رغباتهن، وتغذيهن بقيم سلوكية نريدها لأبنائنا، وتلك خطوة مهمة على طريق إيجاد نماذج مواطنة متفتحة وقادرة على مجاراة التطور ومواكبة التغيير.