اختلفت الأهداف بين مختلف الاتحادات الكروية في كافة أنحاء العالم، فمنها من يضع الأسس الصحيحة والسليمة لبناء قاعدة من اللاعبين الناشئين متينة بفنونها الكروية، ومنها من يستعجل النتائج بحثا عن انجاز يسمع صداه لدى دول الجيران أو القارة، ولعل القارتين الآسيوية والأفريقية الأكثر في اكتشاف حالات عدد اللاعبين المزورة أعمارهم في مسابقات المراحل السنية.

وما يهمنا نحن الإشارة إلى الجانب الآسيوي، ولعل التجربة التي مر بها منتخبنا للناشئين خير مثال على هذا، فالفريق تأهل إلى نهائيات كأس آسيا بعد اكتشاف حالة تزوير في بعض أعمار لاعبي منتخب طاجكستان، ثم تأهل الأبيض الصغير إلى الدور الثاني من البطولة الآسيوية بعد قرار الاتحاد الآسيوي باستبعاد اليمن لتزوير عمر اللاعب وسام الورافي.

فيما لابد من الإشارة إلى أن التأهل إلى مونديال نيجيريا 2009 جاء بعد تألق لافت للاعبي منتخبنا أمام أستراليا.

ربما تعدت طرق التزوير التي تقدم عليها بعض المنتخبات، إلا أن العلم كان بالمرصاد لهذه الطرق، ولعل الاكتشاف الطبي المتمثل بالرنين المغناطيسي بات كمطرقة على رؤوس المزورين بعد أن كان الاعتماد في البداية على صور الأشعة، ولكن حاليا يتم استخدام تصوير الرنين المغناطيسي من أجل تحديد أعمار اللاعبين بدقة، حيث تعد نتيجة سليمة بنسبة 99%، وبالتالي لا يمكن الهروب من مقصلة هذا الاكتشاف الطبي.

وبتعريف مفهوم الرنين المغناطيسي (تصوير رنين مغناطيسي) هي وسيلة تصوير طبي لتوضيح التغييرات الباثولوجية في الأنسجة الحية وللرنين المغناطيسي استخدامات غير طبية ومن الناحية الفيزيائية فهي تعتمد على ما يسمى بالطنين المغناطيسي النووي (RMN).

«البيان الرياضي» تحدث إلى الدكتور خلدون كلوب الطبيب المرافق لبعثة منتخبنا للناشئين إلى البطولة الآسيوية وهو خبير معتمد من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي في فحص المنشطات والكشف على أعمار اللاعبين.

وقال معلقا على حالات التزوير التي باتت ملحوظة في بطولات المراحل السنية للبطولات الآسيوية، لاسيما ما حدث مؤخرا في نهائيات الناشئين التي استضافتها أوزبكستان مؤخرا: بداية لابد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي بذله الأخ جمال بوهندي مدير المنتخب في كشف أعمار لاعبي المنتخب اليمني لاسيما وسام الورافي الذي أثبتت الفحوصات عمليا تجاوزه السن القانوني.

وبالنسبة للفحص، فإن صورة الفحص تتسلسل من 1 إلى 6 درجات، ويضيف: بالمناسبة، أكدت صور الفحص أن اللاعب اليمني عظمته من الدرجة السادسة، وهو ما يعني أنه إنسان نامي، ومكتمل نومه.

ويتابع: أقر اثنان من اللجنة الطبية في الاتحاد الآسيوي أن عظمة اللاعب اليمني من الدرجة السادس.

فيما أشار الثالث إلى أنها من الدرجة الخامسة، وأيضا تعتبر الدرجة الخامسة أعلى من العمر المسموح به في البطولة.

وعن مقدار النسبة المئوية في صحة الكشف بالرنين المغناطيسي، قال د. كلوب: نسبة صحتها تصل إلى 99%، ويستطرد: إن العين المجردة تكون المؤشر الأول للشك في عمر اللاعبين المتجاوزة أعمارهم السن القانوني في مثل هذه البطولات، وذلك من خلال تركيبته الجسمانية، ووجهه، وبنيته العضلية التي تتميز عن اللاعبين الأصغر سنا.

طريقة الفحص

ويكشف طبيب منتخبنا للناشئين عن طريقة فحص اللاعبين بالرنين المغناطيسي (حزة)، فيقول: يأخذ اللاعب ويصور رسغه الأيسر، وتحديدا في المنطقة من 7 ـ 8 سنتمترات من فوق الرسغ (من نهاية الأصابع للرسغ)، وإذا كان الظل في الصورة باللون الأبيض يكون اللاعب مازال تحت 16 سنة، فيما لو كان الظل في الصورة باللون الأسود يعني أن عظمة النمو أغلقت، وهو ما يعني أن اللاعب تجاوز 16 سنة.

لماذا؟

وبسؤال د. كلوب عن أسباب اختيار هذه العظمة بالذات في الرسغ الأيسر للاعب، ولماذا الرسغ الأيسر وليس الأيمن؟.. جاءت إجابته: لأن أحد وظائف هذه العظمة هو تحديد عمر الإنسان، أما لماذا الرسغ الأيسر وليس الأيمن، لأن (الأيسر) قليل الاستعمال، إلا أنه يتم فحص الرسغ الأيمن للاعب الأشول.

سياسة الاتحاد الآسيوي

وكشف د. خلدون كلوب ل«البيان الرياضي» أن سياسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في المجال الطبي تعمل لمكافحة المنشطات وتحديد أعمار اللاعبين وتحديد الجنس كذلك. كما أكد د. كلوب أنه لا يوجد فحص (حزة) في نهائيات كأس العالم لمنتخبات المراحل السنية.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد شدد على أنه لم يعد لتزوير الأعمار مكان في بطولاته في أعقاب العقوبات الحاسمة التي فرضت على الدول التي تخالف تعليمات البطولات ومبادئ الروح الرياضية. فقد قام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هذا العام باستبعاد ثلاث دول من المشاركة في بطولة آسيا للناشئين تحت 16 عاما، بعدما تم في السابق فرض عقوبة الإيقاف لمدة عامين على 16 لاعبا في نهائيات عام 2000 وثمانية لاعبين في نهائيات عام 2002.

بن همام:

الاعتماد على العلم يحافظ على «شرف المنافسة»

طالب محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي أكثر من مرة بوضع حد لمشاركة اللاعبين الذين يتجاوزون السن القانونية، مشيرا إلى أن الاعتماد على العلم سيحافظ على «شرف المنافسة» في بطولات الفئات العمرية.

وقال ابن همام في تصريح سابق له عبر الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي: إن الاتحادات الوطنية التي تقوم بإشراك لاعبين تجاوزوا السن القانونية لا تهتم بإعداد فرقها بقدر اهتمامها بالاعتماد على لاعبين من أجل تحقيق الفوز أو على الأقل تجنب التعرض لخسائر قاسية. وأضاف: في الرياضة يجب أن نتنافس بشرف وأن نحترم أنفسنا، من خلال دعم الاتحاد الدولي قمنا باستخدام فحص الرنين المغناطيسي من أجل التأكد من أعمار اللاعبين.

وأشار الاتحاد القاري في تقرير سابق أن موضوع التلاعب بأعمار اللاعبين لا يعتبر من الأمور الجديدة ، حيث إن بعض أولياء الأمور والمدربين والأندية والمدارس بل وحتى بعض الاتحادات الوطنية اعتمدت على تزوير أعمار اللاعبين، وذلك لأن الاتحاد الآسيوي في الماضي لم يكن أمامه أي خيار سوى القبول بالوثائق الرسمية مثل جواز السفر وشهادة الميلاد، بحسب الاتحاد. لكن الأمور بدأت بالتغير منذ عام 2000 بعدما اعتمد الاتحاد الآسيوي إجراء الفحص الطبي على أعمار اللاعبين ..

معلومات آسيوية

ــ تم استبعاد منتخبات العراق وطاجيكستان وكوريا الشمالية من بطولة آسيا للناشئين هذا العام رغم نجاحها في عبور التصفيات نتيجة إشراك لاعبين فوق السن القانوني، ثم تحطم حلم المنتخب اليمني في بلوغ نهائيات بطولة العالم تحت 17 سنة بعدما كشف تصوير الرنين المغناطيسي أن اللاعب وسام صالح الورافي يتجاوز 16 عاما.

ــ في نهائيات بطولة آسيا للناشئين عام 2000 تم إيقاف 16 لاعبا من أربع دول (خمسة من إيران وستة من عمان واثنان من تايلاند وثلاثة من بنجلادش) من المشاركة الدولية لمدة عامين إلى جانب حرمان منتخبات بلادهم من المشاركة في البطولة عام 2002.

ــ في نهائيات عام 2002 فقد تم اكتشاف مشاركة ثمانية لاعبين تجاوزوا السن القانوني من اليمن وباكستان.

عمر جمعة