هو واحد من أفضل الرياضيين، وشهد مراحل ميلاد الحركة الرياضية عن قرب، تألق لاعباً وبرع في العديد من اللعبات، ومثل دولة الكويت في لعبات القدم واليد والسلة، أدخل لعبة كرة اليد إلى الإمارات ومثّلها دولياً، أعرف مسبقاً أنه لا يميل إلى الأضواء، ولا يحب التحدّث إلى الصحافة، فهو بالفعل نموذج طيّب لشباب هذا الجيل، وأن مشواره الرياضي وتاريخه يكاد يتبخر بفعل الزمن.
إنه ربيع إبراهيم نجم تألّق في سماء كرة القدم واليد والسلة، ولعله الوحيد في دولة الإمارات الذي كان ينفرد بهذه الموهبة، عاشق للرياضة، وعيناوي مُتيّم بناديه، يسعى بكل جهده وفكره من أجل الارتقاء بالرياضة، ورياضة العين بصفة خاصة، العطاء من أجل رياضة بلدهم، هؤلاء المخضرمين نحاول نفض الغبار الذي علق بالذاكرة في محاولة جادة نحو استخلاص ما يصلح لخدمة النهج الجديد الذي نسعى إليه دائما. قال: لقد كانت بداياتي عادية كأي رياضي، بدأت ممارسة كرة القدم في الحواري والطرقات، ولكن في دولة الكويت التي كان يعمل بها والدي في ذلك الوقت، وفي بداية الستينات التحقت بالمدرسة بالكويت وبدأت أمارس أكثر من لعبة حيث كانت الإمكانيات في ذلك الوقت متاحة، ولعبت بالفعل بالمدرسة كرة القدم والسلة.
أضاف ربيع: وفي عام 1963 تأسس نادي الشباب الكويتي بالأحمدية وكنتُ أحد المؤسسين، ولعبت له رسمياً كرة قدم وسلة، وفي عام 1965 بدأت دولة الكويت في إدخال لعبة كرة اليد، ولأن مهاراتها قريبة من مهارات كرة السلة لعبت كرة اليد منذ دخولها إلى الكويت وكانت ممارستي لها هي الأبرز، وفي نفس الوقت انضممت إلى منتخب مدارس الكويت في كرة القدم وكان معي اللاعب زيد ربيع وهو لاعب موهوب من دبي والى يومنا هذا الناس تتحدث عنه في الكويت. ويتذكر عبدالرحمن الحساوي من أبرز نجوم لعبة كرة السلة بالكويت في ذلك الوقت، ولحسن الحظ كان منزله بجوار منزل أسرتي، فكان يأخذني معه إلى التدريبات والمباريات، وكان صاحب الفضل في إجادتي لكرة السلة، وتشرفت بأني لعبت بجواره ولحبي له كوّنا ثنائياً رائعاً كانت الكويت تحكي عنه، ولعبتُ لمنتخب مدارس الكويت أيضاً كرة سلة.
وأضاف: لا أنسى فضل الكابتن محمد عبده صالح الوحش الذي شجعني وتولاني بالرعاية والتدريب الجيّد وأنا ضمن منتخب مدارس الكويت. والناس استغربت سر الاهتمام بي من قبل الوحش ويعود ذلك أن مدربي في فريق الشباب بوجحافة وهو رياضي كروي معروف في مصر كان يلعب نفس طريقة الوحش وفي نفس المركز لهذا كان الاهتمام المتبادل مني تجاه الوحش وقد أسعدني كثيرا وأفرحني، وسافرت إلى تونس ضمن منتخب مدارس الكويت في كرة القدم وكرة اليد لعبنا هناك عدة مباريات ودية، وقبلها كانت لنا سفرة إلى بغداد حيث لعبنا ضد منتخب مدارس العراق وكانت أول بعثة خليجية تذهب إلى تونس.
وعن مشاركاته الرسمية مع المنتخبات الكويتية، رغم أنه إماراتي قلباً وقالباً قال: الحقيقة لعبتُ مع منتخبي كرة القدم واليد في الدورة المدرسية التي أقيمت في دمشق العاصمة السورية عام 1966 وأديت مباريات جيدة وتم اختياري من أفضل لاعبي الدورة.
ومرة أخرى عُدنا إلى الكويت وسألته عن الأندية التي لعب لها، قال: مع بداية دخول لعبة كرة اليد لعبتُ لنادي القادسية الكويتي كرة يد، وبعد عام انضممت إلى نادي العربي، وكان النظام يسمح بذلك، وفي العام التالي حاول نادي القادسية إعادتي إلى صفوفه فرفضتُ، وبسبب هذا الرفض تم إيقافي لمدة عام، وبعد فك الإيقاف انتظمت في اللعب لنادي العربي الكويتي ثلاثة مواسم تم حصولي خلالها على جائزة أفضل لاعب دائرة، كل هذا وأنا ألعب كرة قدم مع نادي الشباب الكويتي بالأحمدية، وهنا أتذكر أني كنتُ اللاعب الوحيد الذي يحصل على راتب (30) ديناراً كويتياً شهرياً في النادي العربي.
تجربتي مع العين
وأضاف: وفي 1971 عدتُ إلى دولة الإمارات مع أسرتي، وفور عودتي لعبتُ للنادي الأهلي (الوحدة) حالياً موسماً كاملاً، وكان أول دوري تنشيطي في أبوظبي شاركت فيها الاتحاد والفالح والبطين والخالدية والشرطة والوحدة وغيرها وهنا التقيت بناضر ضاعن.
وفي الموسم الثاني 1972 انتقلت إلى نادي العين لاعباً أساسياً حتى عام لان قلبي كان مولعا بالعين 1977، وكان معي بالفريق في ذلك الوقت كل من: الأخ العزيز ناصر ضاعن وكان كابتن الفريق، وإبراهيم محمد رسول، والعقيد عبدالله مطر، ومانع عجلان.
وأريد هنا أن أتوقف عند مانع عجلان اللاعب الفذ الذي لم يأخذ حقه الاعلامي فكان موهبة ويذكرنا بالنجوم الكبار أمثال بوشنين وسهيل يالم والعصيمي وغيرهم سالم عبيد الشامسي، والعميد طالب حسين، والعميد عتيق هاشم، وكنتُ ألعب في مركز (الليبرو)، وكان فريقنا من الفرق الجيدة التي تمتاز بالتفاهم والتناغم في الأداء، وكانت تربطنا علاقات حب قوية بالإضافة إلى ما كان يربطنا بالإدارة من علاقات احترام متبادل وثقة وتفاهم.
ثقة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ودخولي المجلس أول مرة عام 83 مع احمد ناصري حيث توليت المهمة على إشرافي للفريق الأول وفزنا بالدوري في عهد البرازيلي نيلسون وهي تجربة صعبة ومسؤولية كبيرة ولا أنسى حدثا كبيرا في حياتي عندما نزل سمو الشيخ محمد بن زايد وجلس معنا في لقاء العراق والذي انتهى بالتعادل وثم اصبحت إداريا بالمنتخب في عام 84 بمسقط كأس الخليج السابعة
مرحلة إدخال كرة اليد إلى الإمارات عام 1975
وعن مراحل إدخال لعبة كرة اليد التي شهدتها دولة الإمارات في بداية زحفها إلى الأندية قال: في عام 1975 ومن كثرة حبي وحنيني إلى كرة اليد، فكرتُ في كيفية إدخالها إلى دولة الإمارات وخاصة أن اللعبة قد زحفت إلى كافة دول مجلس التعاون، وبالفعل ساهم معي الكابتن محمود نصار (وكان ملازم أول بالشرطة في ذلك الوقت) والأستاذ محمد علي حسين (أول حكم دولي بالإمارات) ساهمنا ثلاثتنا في إدخال اللعبة.. وشكّلنا أول فريق في نادي العين، ونظّمنا أول مباراة من أجل أن يشاهدها أكبر عدد، وكانت بين فريق العين الذي ألعب له وفريق من مُدرِّسي التربية البدنية.
وأضاف: وبعد ذلك بدأنا الاتصال بالإخوة الذين نعرفهم كمحاولة لإدخال اللعبة إلى أندية الدولة، واستجاب من الشارقة الأخ محمد عيد وعبدالله محمد وحميد خليفة، وبالفعل تشكّل فريق كرة يد بنادي الشارقة، وتم تشكيل فريق آخر في أبوظبي، وبهذه الفرق الثلاثة بدأ سعينا إلى الأندية لإيجاد فرق أخرى، فكان النادي الأهلي في دبي أول المستجيبين وكوّن فريقاً أذكر منهم حميد خليفة ومطر أمان وحمدون، وكان فريق العين يضم عبدالناصر النقيب وهاشم إسحاق وعبدالرزاق وعبيد درويش وإبراهيم مختار.
واستمرت كرة اليد منذ ذلك الوقت في تطوّر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حالياً، وأثناء ممارستي لكرة اليد كنتُ أيضاً ألعب لنادي العين كرة قدم حتى موسم 1977 وانضممت إلى المنتخب الوطني الذي تم تشكيله لأول مرة بدولة الإمارات عام 1976 لكرة اليد وكنت أول كابتن للفريق ومعي عبدالله محمد ومحمد عيد وحميد ومطر أمان وحمدون وعيسى مهني وخليفة غانم ومحمد برغوه وفوزي عبيد واستمريت حتى موسم 1983.
كان فارق الإمكانيات هائلاً
وعن فارق الإمكانيات التي لمسها بين الكويت والإمارات باعتباره أحد المعايشين لواقعها قال: بالطبع حينما عدتُ إلى بلدي الإمارات وانضممت إلى نادي الأهلي في أبوظبي، بالمناسبة النادي الأهلي بأبوظبي مرّ بثلاث مراحل، الأولى تحت اسم نادي الإمارات وأخيراً نادي الوحدة (حالياً)، حينما عدتُ إلى نادي الأهلي شعرتُ بفارق الإمكانيات الهائل.
حيث كانت الكويت تتقدم علينا كثيراً في الإمكانيات من حيث المنشآت والملاعب والمدربين، كل هذه أسباب أساسية لتقدم الرياضة، لم تكن في بداية السبعينات الحياة وممارسة الرياضة بالسهولة واليسر الموجودة عليه الآن من خلال مدربين على مستوى عالٍ ومنشآت على أحدث طراز وملاعب مهيأة تماماً، ورغم ذلك كُنا كلاعبين نلعب بالجهود الذاتية دون أن ننتظر المقابل، فحُبنا للبلد وسعادتي أنا شخصياً بعودتي جعلتني أجتهد في تقديم قصارى جهدي من خلال لعبتي كرة القدم واليد، حيث لم تكن لعبة كرة السلة قد شهدت النور بالإمارات في ذلك الوقت، فقد كُنا نلعب كرة القدم على أرض رملية، ونلعب كرة اليد على أرض أسفلت في العراء.
اعتذرتُ لليد من أجل عيون العين
أتذكر أنه في عام 1976 كان منتخب اليد يستعد للمشاركة في الدورة العربية بسوريا، وذهبنا وأنا معهم إلى الإسكندرية لعمل معسكر إعداد خارجي، وعُدنا من المعسكر والتحقتُ بفريق العين لكرة القدم الذي يستعد في ذلك الوقت للدوري ولديه معسكر خارجي بالمغرب، ونظراً للالتزام الأدبي مع فريق العين وحبي له فضلتُ الانتظام مع الفريق في معسكره بالمغرب واعتذرت لمنتخب اليد عن الاستمرار.
في دبي الرياضية
مسعود عبيد
اليوم موعدنا مع اللاعب الكروي المخضرم مسعود عبيد نجم النادي الأهلي والمنتخب سابقا يتناول فيها مسيرته الكروية منذ تألقه في نادي النجاح في فترة السبعينات قبل أن يرتدي الفانيلة الحمراء وشعار المنتخب الوطني والذي سيحل ضيفاً على برنامج أيام زمان في قناة دبي الرياضية ويتناول ذكرياته التاريخية..
ويكشف بومحمد عن بطولة الملاكمة التي جرت في دبي بين شبابنا المواطنين والحلبة التي أقيمت بسوق السبخة بديرة وغيرها من الروايات الطريفة.