الوصل داري ومرباي هو اسم دبي القديم وهي قصة جميلة للرياضة الإماراتية فقد تأسس نادي الوصل عام 1960 حسب ما نشره موقع النادي الرسمي باسم الزمالك قبل أن يتحول للوصل، فالتاريخ يقول انه عندما التقى مجموعة من الشباب في منطقة زعبيل في غرفة داخل منزل بخيت سالم ليقرروا تأسيس نادي الزمالك كناد رياضي يمارسون فيه هواياتهم الرياضية المختلفة وأهمها بلا شك كرة القدم. ومن هذه الغرفة بدأت البداية إلى استئجار منزل من غرفتين بعد الازدياد الكبير في عدد الأعضاء و الإقبال على هذا النادي الوليد.
كان الأعضاء يدفعون من جيوبهم الخاصة لشراء المعدات و الكرات والفانيلات ثم تم فرض مبلغ و قدره عشرة دراهم على كل عضو لدعم ميزانية النادي. ثم انتقل الزمالك إلى منزل صغير تملكه الشيخة مدية بنت سلطان. وقد لعب سمو الشيخ احمد بن راشد آل مكتوم رئيس نادي الوصل الرياضي. فهو الوصل بحد ذاته إن أحسنا التعبير. ارتبط اسمه بالوصل ارتباطا وثيقا منذ أن كان نادي الوصل طفلاً رضيعاً يسمى «الزمالك». حينها ارتبط به كلاعب ومن ثم كقائد وداعم قوي إلى لحظتنا هذه حتى غدا الوصل قلعة تجذب إليها أروع الانتصارات وأعز الأمجاد، ففي ظل قيادته الحكيمة أضحى الوصل من أفضل الأندية الإماراتية والخليجية على مستوى كل المراحل والألعاب.
يعتبر سموه أحد الأقطاب الرياضية الكبيرة والبارزة، فالاستقرار وراء نجاح الهيئات الرياضية خاصة الأندية التي تعتبر القاعدة الحقيقية للرياضة عامة، وهذا العنصر مطلب أساسي في التغلب على الكثير من الصعوبات التي تواجه رياضتنا.. فطالما وجد الاستقرار الفني والإداري داخل الأندية يأتي النجاح بدون شك وجدناه في الوصل زمان والذي عانى قبل فترة بسبب تدهور نتائجه ووصل الأمر إلى محاولة بعض الجماهير الخروج عن المألوف على إدارته ليتحملوا بشجاعة من أجل حب هذه القلعة التي تحمل اسم دبي القديم، وعندما تم اتخاذ تسمية النادي بعد دمجه بين الزمالك والعروبة وقع الاختيار على اسم الوصل.
ويقول عبد الله سالم بأنهم استشاروا العديد من أعيان البلاد حتى تم الاتفاق على الاسم، ليقوده الأب الروحي سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم والذي له أفضال على الرياضة الإماراتية ولا يقتصر فقط على نادي الوصل فسموه وراء التفوق في الرياضات البحرية واستمرارها كنهج تراثي استطعنا من خلال توجهاته الوصول إلى العالمية فهو مؤسس الرياضة البحرية في بداية مهدها التي وصلت شهرتها عالميا. ولا أحد يستطيع أن ينكر الدور الذي لعبه وراء القفزة الكبيرة في تفوق رياضة الفروسية محليا وعالميا فأسس مضمار جبل علي عام 93 للخيول الذي تحول إلى مضمار عائلي يستقطب أبرز الخيول ويشهده عشرات الآلاف من محبي الفروسية.
رئيس نادي الوصل تربطه علاقة حب غير عادية للقلعة الصفراء فيتابع كل صغيره وكبيره وإنما عودة الذهب الأصلي لتعزف السامبا البرازيلية بملاعبنا التي افتقدناها لتنتعش منطقة زعبيل بالكؤوس والدروع كما تغنى به محبوه والشيء الملفت ولا نجده إلا عند الوصلاوية بأن الكل يحب هذا النادي سواء من يعمل من الداخل أم من في خارج أسوار النادي من خلال إعلانات التهاني بالصحف وإصرار البعض منهم التعبير بكتابة بعض الأبيات الشعرية بصورة توافقية جميلة..
وهذا سر ارتباط الأسرة الواحدة وهي من العلامات البارزة في مسيرة النادي.. فالكبير يبقى كبيرا.. فليالي الفوز هو السر الدائم في الوصل.
ويؤكد القطب الوصلاوي عبد الله سالم العاشق للون الأصفر قد جمع جميع مباريات الوصل التي يلعبها الفريق وجمع كل ما نشر عن النادي ووضعها بصورة جميلة يسعى بان يقيم مكتبة رياضية تحمل كل انجازات الوصل على عبر السنين الطويلة والتحضير جار لهذه الخطوة الأولى في تاريخ الكرة الإماراتية بان يقدم عضوا مكتبة خاصة عن مسيرة النادي.
كل شيء جميل في كرة القدم الإماراتية.. يذكرني بالوصل لميسرته الرائعة بالبلاد ويطلق عليه (قلعة الفهود) سابقاً، واليوم يحلو لمحبيه تسميته بـ «الإمبراطور». فهذا النادي العريق الذي قدم فريقه الكروي أحلى وأجمل الألحان في فترة الثمانينات بدأ يستعيد حيويته وقوته التي افتقدها في السنوات الأخيرة من خلال متابعة سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم الأب الروحي للأسرة الوصلاوية رئيس النادي.
فقد عاد زمان الوصل وعزف أحلى الألحان البرازيلية وتشاء الصدف بان تكون بطولات معظم الوصل بيد المدربين البرازيليين منذ أيام نينوس وآخرها مع زماريه عندما جمع بطولتي الدوري والكأس معا .
ونعود إلى الأعضاء المؤسسين لفريق الزمالك والذين لعبوا في أول فريق كرة قدم في النادي هم بخيت سالم رئيس الفريق والمدرب، محمد عبد الكريم، إبراهيم مبارك، عبد الكريم مبارك، عزيز حسن، غانم فارس، سيف فارس، سعيد سالم، عبد الله سيف، سالم احمد وانضم لهم بعدها بفترة قصيرة الشيخ بطي المكتوم والشيخ محمد بن عبيد آل مكتوم، خميس سالم، سلطان الحبتور، سهيل جامع، مبارك الماس، بخيت وليد، محمد بن بيات وقاد النادي شخص ارتبط به منذ تأسيسه فكان وما زال الأب الروحي ورئيس النادي انه سمو الشيخ احمد بن راشد آل مكتوم وقاد الفريق أول مدرب في تاريخ الزمالك أو الوصل القديم وهو المدرب إسماعيل جرمن لاعب النصر السابق ثم دربه بعد ذلك المصري محمد المنزلاوي.
وكانت بداية البطولات في تاريخ النادي بطولة شركة كندا دراي عام 1966 و فاز فيها الزمالك في المباراة النهائية على فريق الشباب و أحرز كأس البطولة بعد وقت إضافي وبعده توالت البطولات الوصلاوية واليوم ننشر بعض الآراء على لسان علي صقر السويدي.. صخرة الدفاع الوصلاوية في السبعينات من هذا القرن ومدير الفريق في نفس الحقبة من الزمن كاد وهو في مهمته أن ينهي تاريخه بسبب قصص ودراما يشيب لها شعر الرأس وهو ينفض الغبار عن أحداثها وأحداث مسيرته الطويلة في الملاعب. وعبر حوار الذكريات نترك صاحبنا ليسترسل في سرد وقائع نعرفها لأول مرة جديرة بأن تستقطب الآذان لسماعها.
فيقول: لقد كنتُ شاباً صغيراً لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر عندما شاهدني مُدرِّس مصري للتربية الرياضية يحيى شعيب وأنا ألعب الكرة مع أقراني في مدرسة عمر بن الخطاب حيث أعجب بأدائي كثيراً وطلب مني أن أصقل موهبتي من خلال الانضمام إلى نادي العروبة الذي كان يُدرّبه، ولكن خوفاً من عقاب والدي اعتذرت بشدة لطلبه.
وأكدت له بأن الوالد لا يريدني أن انشغل بشيء آخر يؤثر على دراستي، وفشلت محاولة المدرب لضمي، وفضلت اللعب مع ربعي في الفريج. وذات يوم وجدت أظهر ظهير شمال عرفته ملاعب الإمارات، وهو سفير الدولة لدى فرنسا عبدالله ناصر لاعب الزمالك (الوصل) يُتابعني وأنا ألعب بمهارة وأسجل الأهداف.
وانتظر حتى انتهت المباراة وطلب مني اللعب لنادي الزمالك، ورغم شعوري بالفرحة إلا أن الخوف من والدي فرض نفسه على إجابتي وكررت اعتذاري. وأدرك عبدالله صعوبة الموقف ووجد أن الحل الأمثل لا بُدَّ أن يأتي عن طريق اللاعب في ذلك الوقت علي خميس بالجافلة.
وبالفعل جاءني بالجافلة ولم يعرض عليّ اللعب أو الانضمام للزمالك، بل قال بأسلوب هادئ ورزين: ما رأيك في أن تلعب معنا مباراة غداً، سأرسل لك السيارة لتأخذك وستقف بعيدة عن المنزل حتى لا يراك أحد من الأهل. ووجدت نفسي أرضخ لطلبه وهيأت نفسي بالفعل للعب ونبهت على أشقائي بألا يخبروا الوالد بحقيقة الأمر.
وبالفعل ركبت السيارة وبأسلوب أشبه بالاختطاف، وكان ينتظرني بداخلها زميلي محمد المري، ونقلتنا إلى بر دبي.
حيث وجدنا في انتظارنا الحاج خميس سالم وبخيت سالم وسعيد سالم وأحمد النقيب وعبدالله سيف ومحمد طوق حارس المرمى، وكان هناك المُدرّب المصري المنزولاي وقال لنا في أول لقاء بأنه يحتاجنا لنكون نواة لفريق الزمالك، وبدأنا التدريب وأعجب المدرب بمهاراتي وطلب مني اللعب في مباراة هامة مع الزملاء في اليوم التالي وكنت متردداً في الموافقة لأنني لا أدرك ماذا سيحدث في المنزل إثر غيابي في أول يوم.
وعندما جاء اليوم التالي ذهبت لأعتذر لهم عن عدم قدرتي على اللعب، ولكن قالوا لي ستجلس فقط على دكة الاحتياط وربما لا تلعب. وكانت دبلوماسية ساحرة من المسؤولين هناك في ذلك الوقت.
وبالفعل جلست على دكة الاحتياط. وتشاء الظروف أن يتعرض أشهر مدافع للزمالك وهو بخيت سالم للإصابة في بداية المباراة حالت دون تكملته المباراة. وهنا وجدت نفسي أمام الأمر الواقع. فليس من العدل أو الإنصاف أن أتهرب من المسؤولية ونزلت الملعب وقدمت واحدة من أفضل مبارياتي.
حيث تمكنت من إنقاذ المرمى من هدفين محققين أمام فريق الشعب (السطوة) والذي كان يضم نخبة رائعة من النجوم أمثال أحمد خليل وأحمد شومبي وعبدالله الدلو ومحمد وليد وسعيد سبت، وخرجنا متعادلين 1/1.
وبمرور الأيام وجدت نفسي مسلوب الإرادة وليس أمامي خيار سوى الذهاب للتدريب بعيداً عن عيون الوالد وفي الخفاء. ولكن شاءت الأقدار أن يسمع الوالد من ربعه بأن ابنه لديه موهبة فذة وأن الجميع يتحدثون عنه في الزمالك.
وترقبني الوالد إلى أن شاهدني ذات يوم أذهب لركوب الباص الوحيد لنادي الزمالك الذي كان يدور على البيوت لجمع اللاعبين للتدريب، وواجهني الوالد وحذرني بشدة من تعارض اللعب مع الدراسة، ففرحت لمعرفته بالأمر، وقررت أن أجعل دراستي في المقام الأول، وزال الخوف من طريقي وشعرت بإمكانية تطوير مستواي للأفضل.
وعندما شاهد سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم تلك الأعداد الكبيرة من اللاعبين قرر أن يوكل مهمة تدريبنا إلى مدرب كفء، واختار المصري زكي عثمان لتولي المهمة، وكان ذا نظرة فاحصة حيث ذهب لكل الأندية ليشاهد أفضل ما فيها من لاعبين وطلب أن ينضم إلى المجموعة الحارس حسن الأمير الأقدم في الأهلي بالإضافة إلى سعيد حارب وسالم خميس، وأصبح لدينا أقوى خط دفاع في الأندية ويتكوّن من: محمد يوسف والمرحوم إبراهيم عبدالله وعبيد مبارك وعلى صقر.
في دبي الرياضية
سالم القصير
يحل لاعب نادي الخليج بالشارقة سالم القصير عضو مجلس الشارقة الرياضي ضيفا على برنامج أيام زمان عبر قناة دبي الرياضية ويتناول بومحمد العديد من الحكايات الجميلة التي مرت بها اللعبة في الشارقة ويحكي قصة المدرب السوري المرحوم علاء نيازي صاحب الدور المؤثر على اللعبة والبرنامج سترونه مساء اليوم ويقدم فيه القصير رؤيته عن تلك الفترة من عمر الكرة الإماراتية.