بحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي»، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، كرّم صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية العربية، رئيس مجلس أمناء جائزة الأمير فيصل بن فهد الدولية لبحوث تطوير الرياضة العربية الفائزين بالدورة الثامنة لجائزة الأمير فيصل بن فهد الدولية لبحوث تطوير الرياضة العربية، في دورتها الثامنة، في حفل كبير استضافته مدينة دبي، مساء أول من أمس.
كما حضر الحفل وشارك في التكريم معالي عبدالرحمن العويس، وزير الصحة والنائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وحشد من قيادات القطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأعضاء مجلس أمناء جائزة الأمير فيصل بن فهد الدولية لبحوث تطوير الرياضة العربية.
تكريم الفائزين
وقلّد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الفائزين بأوسمة الجائزة، وهم مجموعة من الخبراء والباحثين من مختلف دول العالم الذين تشرفوا بنيل الجائزة في محاورها الثلاثة، وبلغت قيمة الجوائز التي تم توزيعها على الفائزين 400 ألف دولار أميركي في حفل 5 نجوم شهده فندق جراند حياة بدبي، أول من أمس، حيث نال فريق العمل مختبر الجينوم البشري - مركز بنينجتون للبحث البيولوجي الطبي بجامعة ولاية لويزيانا بالولايات المتحدة الأميركية جائزة المحور الأول وهو القضية العلمية الجائزة عن بحثهم المعنون: (دور العوامل الوراثية والخصائص البيولوجية في إعداد رياضيي النخبة) وضم فريق العمل: د. كلود بوشارد، د. مارك سارزينسكي، د. تيومو رانكينن وبيرند ولفارث، ونال الفريق الجائزة المالية البالغة 200 ألف دولار أميركي.
فيما قلّد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين بجائزة المحور الثاني وهو (البحث العلمي)، والتي نالها كل من د. تيري أوريلك من كندا، وأ. د. عبدالرحيم بريع من المغرب، وذلك عن بحثهما المعنون «الاختبارات السيكولوجية والإعداد الذهني التطبيقي: آفاق المستقبل»، كما نالا الجائزة المالية البالغة 100 ألف دولار أميركي.
فيما قلّد معالي عبدالرحمن العويس الفائز بالمحور الثالث للجائزة المخصصة للشخصية الــعلمية الرياضية، وحصل على الجائزة أ. د. بينو نيغ من كندا، وتم اختياره كونه شخصية علمية رياضية تميزت في مجال الميكانيكا الحيوية، وبلغت قيمة الجــائزة 50 ألف دولار أميركي.
كما قام صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، بمنح سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي عبدالرحمن العويس، درع الجائزة، تقديراً لدورهما في دعم العمل الرياضي والارتقاء بالرياضة العربية، كما قام سموه بتسليم درع خاص من الجائزة إلى د. صالح أحمد بن ناصر، تقديراً للإسهامات وللعطاء الذي قدمه أثناء سنوات عمله في الأمانة العامة للجائزة.
نواف بن فيصل يدعو جميع العلماء والباحثين للمنافسة
قال صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، في كلمة موجهة للحضور وللقطاع الرياضي العربي: «يشرفني أن أرفع أسمى آيات الولاء والوفاء إلى قائدينا كل من والدي وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رعاه الله، رئيس دولة الإمارات، على رعايتهما الكريمة، ودعمهما اللامحدود لشباب بلداننا وأمتنا العربية.
كما أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على ما وجدناه من رعاية واهتمام بمناسبة إقامة حفلنا هذا في مدينة دبي والتي أضحت ملتقى العالم أجمع. كما أن توأمة جائزة والدي (رحمه الله) للبحث العلمي في تطوير الرياضة وجائزة سموه للإبداع الرياضي لأكبر دليل على تجسيد روح التعاون والإخاء بين الأشقاء، وإذكاء روح التنافس للحصول على جوائزها، ما سيسهم بمشيئة الله في النهوض برياضتنا العربية وللوصول بها للعالمية».
وأضاف: «كان سيدي ووالدي الأمير فيصل (رحمه الله) يؤمن إيماناً راسخاً بأن العلم والرياضة وجهان لعملة واحدة.. ومن هذا المنطلق سعى (رحمه الله) إلى تأسيس هذه الجائزة في عام 1983م، والتي تهدف إلى ربط الرياضة بالبحث العلمي وفي العام 1990م، تم تدويلها لتقدم أبحاثها بأربع لغات هي (العربية، الإنجليزية الفرنسية، الإسبانية).
حرص
ولا بد من الإشارة إلى حـــرص الجائزة منذ تأسيسها على ثوابـــت رئيسية لا يمكن أن تحيد عنها ألا وهي النزاهة في التحكيم والعدالة في اختيار الفائزين بها، وتأكيداً لهذا النـــهج فقد فاز مختبر (لويزيانا) بالولايات المتحدة الأميركية لعلوم الجينات في محــور القضية العلمية، وعالمان من كندا والمغرب في محور البحث العلمي (الاختبارات السيكلوجية) والشخـــصية العلمية الرائدة في مجال (الميكانيكا الحيوية) فاز بها عالم الذرة من كندا».
دعوة عامة
وقال سموه: «أجدها فرصة سانحة أن أدعو جميع العلماء والباحثين ومراكز البحث العلمي في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة في جميع بلدان العالم وبمختلف اللغات والثقافات إلى التقدم للمنافسة للحصول على الجوائز التي تقدمها».
وقال أيضا: «لقد أثـمرت هذه الجائزة كماً هائلاً من الأبحاث العلمية الرياضية بما يشكل ثروة علمية لا تقدر بثمن.. ويبقى علينا جميعاً مسؤولية تفعيل الإفادة من هذه الثروة الفكرية في عصر تتعاظم فيه أهمية البحث العلمي وتقوم عليه كل مرتكزات التخطيط والتطوير في سائر مناشط الحياة».
واختتم كلمته بالقول: «أتقدم بالتهنئة الخالصة للفائزين بجوائزها في هذا الدورة والشكر لكل من عمل بجد وإخلاص للنهوض بأهدافها السامية وأخص زملائي أعضاء مجلس الأمناء في كلا الجائزتين ولجانها العلمية والمحكمين عربياً ودولياً وكل من بذل من جهده ووقته لإنجاح هذا الحفل»، وفي ختام الحفل تم التقاط الصور التذكارية مع الفائزين والمكرمين.
عبدالملك: التكريم حافز للبحث العلمي الرياضي
قال إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة: «نحن سعداء لوجود الأمير نواف بن فيصل في بلده الثاني واستضافة الإمارات لجائزة فيصل بن فهد الدولية، والتي تعد من أهم الجوائز على المستويين العربي والعالمي، خاصة أنه تقدم الحافز القوي في مجال البحث العلمي الرياضي ونحن سعداء بالتوأمة مع هذه الجائزة، ومن المؤكد أن الأعمال المشتركة بين المؤسسات الرياضية لأبناء الخليج لها مردود كبير وواسع ويصب في خدمة الرياضة بشكل عام.
وأوضح أن الإمارات تزخر بالكثير من الجوائز التي تشجع على البحوث والإنجاز الرياضي والحقيقة أن جائزة فيصل بن فهد لها قيمة كبيرة ونشعر بأنها جائزة إماراتية، إلى جانب أن جوائزنا هي امتداد لجوائز السعودية ولعلنا نرتبط مع المملكة بروابط قوية على المستوى الرسمي والشعبي والرياضي ونفخر بكون هذه العلاقات متميزة جداً، ونفخر أيضاً باختيار الإمارات، وبالتحديد دبي، لاستضافة ختام هذه الجائزة العالمية.
خالد المدفع: الرياضة العربية تحتاج المزيد من التطوير
أشاد خالد المدفع، الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، بالدور الذي تلعبه جائزة الأمير فيصل بن فهد لتطوير بحوث الرياضة العربية، ما يسهم في خلق رياضيين لديهم وعي رياضي بكافة الأمور الخاصة بألعابهم.
وأثنى المدفع على التعاون المثمر بين جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي وجائزة الأمير فيصل، الأمر الذي يسهم في تطوير الرياضة الخليجية والعربية، ويساعد على انتشار ثقافة المفاهيم العلمية الخاصة بالرياضة دون الاكتفاء بممارستها فقط.
وأكد الأمين العام المساعد، أن الرياضة العربية بحاجة لمزيد من الدعم والتطوير حتى يمكن لها أن تعطي نتائج عالمية أفضل، في المسابقات الدولية والأولمبية التي تعتبر الأكبر على مستوى العالم، لافتاً إلى أنها بحاجة إلى دعم من الرياضيين أصحاب الخبرات أيضاً.
ودعا المدفع إلى ضرورة الاهتمام بالبحوث الرياضية العربية، وذلك من أجل الإسهام في خلق جيل رياضي جديد على أسس رياضية علمية يمكن من خلالها تحقيق البطولات والألقاب الدولية.
رؤية
جاءت جائزة الأمير فيصل بن فهد الدولية لبحوث تطوير الرياضة العربية، التي تبلغ قيمتها 400000 دولار أميركي، انطلاقاً من رؤية الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، والتي انطلقت للنهوض بالرياضة العربية من المحلية إلى العالمية، من خلال إجراء الدراسات والبحوث العلمية على المستويين العربي والدولي، وبما يتواكب مع التطورات والإنجازات العملية والتقنية التي يشهدها العالم.
جديد الدورة 9
أعلن سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز عن جديد الدورة التاسعة للجائزة فقال: «يسرني أن أعلن اليوم عن محاور الجائزة الجديدة في دورتها التاسعة للعامين المقبلين 2014 - 2015م، على النحو التالي: أولاً: القضية العلمية (دور تكنولوجيا الرياضة في تطوير الرياضة)، وهذا المحور خاص بمؤسسات ومراكز البحث العلمي، ثانياً: البحث العلمي (الحوكمة في الرياضة) وهو محور خاص بالباحثين فردي أو جماعات، ثالثاً: مشروع دراسة علمية (تطوير منظومة التدريب الرياضي وآلية تنفيذها) وهو خاص بالفرق متعددة التخصصات من الباحثين.