طغى الحماس والمرح على أجواء ختام الكرنفال الافتتاحي لتحدي دبي للياقة، أمس، بالفستيفال سيتي، وسط إشادة واسعة بحُسن التنظيم ومشاركة قياسية من مختلف الفئات والجنسيات المقيمة في الدولة، حيث جاء الختام حافلاً بالأنشطة الرياضية المتنوعة من خلال 81 فعالية في أكثر من 30 لعبة، استمرت على مدار 7 ساعات.

واستمرت فعاليات الكرنفال الافتتاحي لتحدي دبي للياقة على مدار يومين، ونجحت في جذب العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة والأفراد لممارسة الرياضة في استجابة أكثر من رائعة.
وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، قد دعا جميع أفراد المجتمع إلى قبول «تحدّي دبي للياقة 2018» بالمشاركة في الدورة الثانية من المبادرة الرائدة، التي أطلقها سموّه للمرة الأولى العام الماضي.

ويستهدف «تحدّي دبي للياقة 2018» برنامجاً متكاملاً من التمارين والأنشطة الرياضية، والعديد من الفعاليات الاجتماعية والترفيهية من 26 أكتوبر الجاري إلى 24 نوفمبر المقبل، ضمن مسيرة دبي للتحوّل إلى المدينة الأكثر نشاطاً في العالم.

تغيير
وأكد أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، أن «تحدي دبي للياقة» يهدف هذا العام إلى تغيير نمط حياة مليون شخص، وقال: محتوى المبادرة، أكثر تنوعاً من العام الماضي، والأنشطة تستهدف جميع الفئات العمرية من الرجال والسيدات والأطفال، الرياضة جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان وهي مصدر الطاقة الإيجابية للموظفين، وتسهم في زيادة مردوديتهم، وهي تسهم في بناء مجتمع سعيد ومنتج، لذا نتمنى من الجميع المشاركة بلا استثناء.

وأضاف: ممارسة الرياضة لمدة 30 يوماً، يجعلها سلوكاً حياتياً لدى الناس، لكن الهدف الأسمى ليس ممارسة النشاط البدني لمدة شهر واحد، بل ترسيخ هذه الثقافة مدى الحياة.

وأكد الخاجة، أن القطاع الخاص جزء لا يتجزأ من المبادرة، وأنه ساهم بـ300 ألف حصة رياضية بالمجان، إضافة إلى دروس في مختلف المنشآت الرياضية.

وصرح الخاجة، أن النسخة الأولى لتحدي دبي للياقة جعلت الرياضة أسلوب حياة للعديد من أفراد المجتمع، حيث وصل عدد المشاركين إلى 786 ألفاً، ما يؤكد التفاعل الكبير والإيجابي من مختلف الفئات.

وانطلقت فعاليات، أمس، الساعة الواحدة ظهراً في الساحة الرئيسية بتمارين مخصصة لمنطقة البطن قادتها مدربة اللياقة ليلى صبري، تلتها حصة في الرقص الأفريقي لمدة 30 دقيقة مع سفيرة التحدي جيبيمي جيوا ثم تمارين بلا حدود إلى جانب العديد من الأنشطة الأخرى مثل القفز بالحبل والفنون القتالية وتمارين الأوزان.

وأشاد المشاركون بحُسن التنظيم وتنوّع الأنشطة التي لبّت مختلف الأذواق، وبالاختيار الموفق لمنطقة فستيفال سيتي القريبة من كافة المرافق ومن مركز التسوّق، ما مكّنهم من اصطحاب عائلاتهم معهم لقضاء أوقات ممتعة.

وقال المشارك الفرنسي ميشيل (50 عاماً) وهو يقيم في دبي منذ 10 سنوات، ويعمل بإحدى الشركات الخاصة، إنه قضى وقتاً ممتعاً مع زوجته وابنه وأضاف: هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بفعالية رياضية بهذا الحجم، إنه أمر رائع جداً عندما تجد إلى جانبك آلاف من الأشخاص يمارسون الرياضة وكل واحد منهم يتحدى الآخر، وأنا سعيد في هذه المدينة التي تعشق الرياضة وجعلتها أسلوب حياة.

وصرح رودريغو وهو مشارك من البرازيل، أن ما شاهده خلال اليومين الماضيين مثير للحماس ومحفز على ممارسة الرياضة في كل مكان بدء بالبيت وفي الحديقة وعلى الشاطئ، وقال: أنا سعيد بالمشاركة في تحدي دبي للياقة، وأعتبر نفسي محظوظاً بالعيش في دبي لما توفره من بنية تحتية على مستوى عالٍ تحفز كافة أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة في كل مكان.

فكرة
من جهته، أكد عبد الرحمن سعيد فلسطيني الجنسية ومن مقيمي دبي، أن فكرة التحدي غاية في الروعة، حيث تدفع الأشخاص وتشجعهم على ممارسة الرياضة، مما يعود بالنفع على الشخص نفسه وعلى المجتمع ككل، مشيراً إلى أنه يشارك في التحدي للعام الثاني على التوالي، حيث سبق وأن شارك في النسخة الأولى.

وقال: «شاهدنا حضوراً مميزاً في منافسات اليوم الثاني للتحدي، والأجواء هنا غاية في الروعة، وأسعى إلى المواظبة على ممارسة الرياضة بصفة مستمرة، وهذه المبادرة تغرس فينا أهمية الرياضة للحفاظ على الجانب البدني والذهني، موضحاً أنه قام بتنزيل التطبيق الخاص بالتحدي منذ أول يوم، ويتابع لحظة بلحظة كافة الفعاليات التي تقام حرصاً على المشاركة فيها».

وأضاف: «لقد شاركت اليوم في دروس الدراجات، وأسعى إلى المشاركة في الفعاليات الأخرى، وهناك الكثير من الأصدقاء قد بدؤوا في ممارسة الرياضة والالتزام بها تأثراً بالتحدي».

استمرارية
يمكن للمشاركين في مبادرة تحدي دبي للياقة قضاء أوقات ممتعة مملوءة بالنشاط في قرية ممشى الخوانيج للياقة كامل أيام الأسبوع، حيث تركز القرية بشكل خاص على رياضة ركوب الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى الكثير من الأنشطة المناسبة لكل أفراد العائلة.

تتضمن الأنشطة الرياضية التي تقدمها قرية الخوانيج تمارين «ماي سايكلنغ» المقدمة من «تكنوجيم»، وركوب الدراجات الهوائية المختلفة في الصالة الرياضية أو في الهواء الطلق، بالإضافة إلى منطقة الألعاب المخصصة للأطفال.

عبير الخاجة.. سفيرة التحدي
عبير الخاجة، إماراتية، المدربة الشخصية لرياضة الكروس فيت، بدأت رحلتها في عالم اللياقة عندما تطوعت في شهر رمضان آنذاك، لتوزيع طعام الإفطار على العمال، ولكنها شعرت بالتعب فجأة وأغمي عليها بعد هذه الحادثة قررت عبير اتباع أسلوب حياة صحي.

وقالت عبير: كان علي أن أبدأ أسلوب حياة صحي لكي أتمكن من الاستمرار في القيام بالعمل التطوعي، أحببت عالم اللياقة ثم بدأت تجربة العديد من الرياضات، وجعلني التمرين المستمر أكثر صحة ونشاطاً وعلمني الالتزام بخططي.

وأضافت: رغبت أنا وصديقاتي في ممارسة رياضة الجري في الهواء الطلق، ولكن كان الأمر صعباً من دون ارتداء الحجاب، فأسست أنا وصديقتي نادي «أنا قوي» في عام 2015 لتتمكن السيدات من الجري من دون الشعور بالإحراج أو الخجل.

وتابعت: «كإماراتية فأنا ممتنة جداً لاختياري كسفيرة لتحدي دبي للياقة، وأنا فخورة أيضاً لكوني أمثل سيدات الإمارات اللواتي سيكون لهن دور فعّال في هذا التحدي، أعتقد أنها مبادرة رائعة، كنت أتمرن مدة 30 دقيقة يومياً، وكمدربة فقد أعطيت حصصاً أسبوعية لرياضة الكروس فيت والركض وحصصاً مجانية للسيدات في رياضة الجمباز، وقد شاركت عائلتي وأصدقائي في التحدي وتمنوا لو يستمر مدة أطول».

نجري معاً
وتعمل عبير الآن، بعد أن تركت وظيفتها في إحدى الشركات الكبرى، كمدربة شخصية ومديرة لقسم اللياقة في نادي زعبيل للسيدات في دبي. يتابعها أكثر من 43 ألف شخص على الإنستغرام، بسبب شغفها باللياقة، وتشجيعها للسيدات على بدء ممارسة التمارين الرياضية، وبعد افتتاحها نادي «أنا قوي» للجري المُخصص للسيدات في عام 2015.

ويضم الآن نادي «أنا قوي للجري» أكثر من 70 عداءة بعد أن بدأ بأربع سيدات فقط، وتتحدث عبير عن النادي قائلة: «يشارك الأعضاء لدينا في سباقات الماراثون ومسابقات اللياقة وسباقات العوائق والترايثلون، لكن أهم ما يميزنا هو تواجد المكان المناسب للسيدات ليركضن بحرية في مكان خاص لهن، وكانت طريقة رائعة للتعرف إلى صديقات جدد والالتقاء بفتيات يحببن عالم اللياقة ما جعلني أشعر بالانتماء لمجتمع أكبر».

بادو: الإمارات بلد الأمن والأمان
أعرب السويدي بادو جاك بطل المجلس العالمي للملاكمة في وزني فوق المتوسط من عام 2015 إلى عام 2017، والثقيل الخفيف عام 2017، عن سعادته بزيارة دبي الحالية، ومشاركته في مهرجان تحدي دبي للياقة البدنية، وقال: «بهرتني دبي بكل ما فيها من إمكانات وبنية تحتية، وأكثر ما لفت نظري مدى نظافة الشوارع، والنظام في الحركة المرورية، وكذلك الحركة العمرانية، إلى جانب الأمن والأمان في جميع الشوارع، وفي جميع الأوقات».

أضاف جاك: «كما أنا سعيد بالمشاركة في مهرجان تحدي دبي للياقة البدنية، وهو أمر جديد لم أشهده من قبل، وبالتأكيد سيكون له آثار إيجابية على الصحة العامة للمجتمع، وأتمنى أن تحذو الدول الأخرى، حذو الإمارات في هذا المجال، وأن تعمم تجربة تحدي دبي للياقة البدنية على كل دول العالم، ولعل أهم ما لاحظته هنا، مدى اهتمام الدولة بصحة أفراد المجتمع».

كشف جاك، عن برنامجه الرياضي، بقوله: «عندما تكون لديّ مباراة، أتدرب بشكل يومي استعداداً لتلك المواجهة، ولساعات طويلة، وبتدريبات متنوعة، وعندما أكون في فترات الراحة مثل الفترة الحالية، تقتصر تدريباتي على ثلاث مرات أسبوعياً، وتكون تدريباتي خفيفة، وعموماً أنا أعشق منذ الصغر، رياضة الملاكمة، وحرصت على ممارستها لسنوات طويلة في إطار الهواية، قبل الانتقال إلى عالم الاحتراف».

الجدير بالذكر، أن بادو جاك، حقق بطولة المجلس العالمي للملاكمة، وشارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2008، ويتضمن سجله الرياضي، خوض 26 مباراة كاملة، وحقق الانتصار في 22 مباراة، ومنها 13 مباراة بالضربة القاضية، وتلقى خسارة واحدة بالضربة القاضية أيضاً، وأنهى 3 مباريات بالتعادل، ومثّل غامبيا في أولمبياد 2008، ووصل إلى الدور الأول من متوسط الوزن.

العنبري يشارك في التحدي
شارك المدرب المواطن عبد العزيز العنبري المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الشارقة في تحدي دبي بالتواجد في فستيفال سيتي برفقة ابنته الصغيرة التي شاركت في الفعاليات الرياضية التي تم تخصيصها للأطفال، حيث خصصت اللجنة المنظمة أماكن للأطفال تمكّنهم من محاكاة تسلّق الجبال والقفز على الترامبولين واللعب بين كُرات الإسفنج، وحصص اليوغا المخصصة لهم وملاعب كرة السلة المُصغرة ومخيم تدريبي للياقة، بالإضافة إلى حصص اللياقة الشهيرة من «ليز ميلز».

ونجح الشارقة في الحفاظ على صدارته لدوري الخليج العربي والبقاء على القمة عقب فوزه، أول أمس، على بني ياس 2-1 والصدارة.

15
كشف زيد المعمري، نائب رئيس اللجنة الرياضية في مؤسسة دبي للإسعاف، عن تنظيم المؤسسة 15 نشاطاً رياضياً طوال الـ30 يوماً هي مدة تحدي دبي للياقة البدنية. وقال زيد: «نحن في إسعاف دبي قبلنا التحدي، وستكون هناك أنشطة رياضية طوال الـ30 يوماً المخصصة لتحدي دبي للياقة البدنية، لما لهذه المبادرة من تأثيرات إيجابية على الحالة الصحية للمجتمع».

الموصولي: إقبال كبير من العائلات على المشاركة
أشاد مدرب اللياقة البدنية المحترف السوري عمر الموصولي بإقبال عائلات كاملة على الحضور والمشاركة بكل الفئات السنية، ويقدم الموصولي عدداً من الفعاليات الخاصة باللياقة البدنية خلال مهرجان تحدي دبي للياقة البدنية، وأهمها فقرة الفنون القتالية ضمن فعاليات المهرجان، والذي يشارك فيه المدرب للمرة الثانية، بعدما شارك في النسخة الأولى العام الماضي.

وكشف الموصولي، عن أن المشاهير يميلون أكثر لممارسة تدريبات اللياقة، وقال: «معظم الفنانات يطلبن برامج للمحافظة على الرشاقة، بينما يطلب الفنانون الرجال، برامج خاصة بالبنية الجسدية أو حسب الأدوار المطلوب تقديمها». وتمنى الموصولي في الختام، أن يواصل المهرجان فعالياته الناجحة، وأن تتاح له فرصة المشاركة في فعاليات النسخة الثالثة العام المقبل.