مقابل إهمال بعض الأسر أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة، هناك صور مضيئة لأسر كرست حياتها لخدمتهم، ووضعتهم على الطريق الصحيح، والأمر لا يتعلق بمدى الثراء أو الوعي، بل بمدى احترام الأبناء، وإرضاء الضمير.
عبدالله لطفي (إماراتي)، وأحد النماذج المضيئة التي جسدت اهتمام الأسرة، وفق خطط ممنهجة، حيث تسلحت أسرته بالعزيمة والإصرار، في تطوير مهاراته حتى أصبح فناناً مبدعاً ورياضياً متميزاً.
لم تكن الوالدة تعرف بحقيقة عبدالله عند ولادته وأنه مصاب بـ«التوحد» إلا في عمر 4 سنوات، وتم عرضه على الأطباء، ووضعت له خطط لكيفية التعامل، فكانت المساواة مع أخوانه هي المبدأ الأول، وقد لاحظت الأم شغفه بفن الرسم والتلوين باللونين الأبيض والأسود، لذلك استقدمت له اثنين من المدربين لصقل مواهبه، وبعد مشوار طويل لـ 25 عاماً، أصبح عبدالله رساماً، على رأس الموهوبين في مركز مواهب بدبي، وهو لاعب بولينغ بالمنتخب الوطني للأولمبياد الخاص، ويمارس حياته بشكل طبيعي بل افضل من أسوياء كثر، إذ يقود سيارته «الجيب» بمهارة ويمارس فنه ورياضته بكل سهولة ويسر.
تقول معلمته آلان:
فخر لنا في «مواهب» أن يصبح لدينا فنان متفرد، لقد طلبت منا سفارة الإمارات في واشنطن كتاباً يضم رسومات عبدالله، وبالفعل أرسلنا لهم 15 ألف نسخة لتوزيعها في أميركا، كما تلقى مهمة من مطار دبي، لرسم إحدى اللوحات الفنية، وأخرى في معرض دبي الجوي.
أما علاقة الفن بالرياضة فقد جسدها عبدالله ضمن لوحاته الفنية، مستوحاة من ممارسته للرياضة فعلياً، حيث يقول أحب البولينغ وأمارسه بصفة منتظمة واستمتع حينما أفوز على الآخرين. ويستطرد بقوله: البولينغ ساعدتني في تقوية عضلات ذراعي، مما منحني القوة في الإمساك بالأقلام والنحت لساعات طويلة، من يريد الاستمتاع بالبولينغ عليه أن يتدرب كثيراً إن أراد منافستي، ومن لديه ميول فنية فعليه أيضا أن يأتي إلى منزلي ويشاهد عشرات اللوحات الفنية، بالإضافة إلى مجموعة من الأشكال التي صنعتها من الصلصال.