برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعمل مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي بعد الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص - أبوظبي 2019 على حمل إرث الألعاب الكبير والاستمرار في مسيرة الدمج المجتمعي الشامل من خلال برامج المؤسسة المعتمدة دولياً والتي تشمل كافة النواحي المجتمعية منها الرياضية والقيادية والصحية بالإضافة لبرامج دعم الأسر على مدار العام.

ويتم تطبيقها عن طريق خلق سلسلة متكاملة من المبادرات بالتعاون وبالشراكة مع عدة جهات حكومية وخاصة لتوحيد الجهود في كل ما يخدم أصحاب الهمم ذوي الإعاقة الذهنية.

في دراسة وتحليل لبيانات لاعبين الأولمبياد الخاص الإماراتي خلال العام ومدى الأثر الذي حققته المشاركات الأخيرة في البطولة الإقليمية التاسعة والألعاب العالمية للأولمبياد الخاص بأبوظبي وعدة مشاركات في بطولات خارج الدولة في عدة دول منها الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية وأذربيجان، شهد زيادة كبيرة بلغت 430 % في زيادة أعداد اللاعبين وزيادة تتجاوز الـ 50% في عدد الرياضات المطروحة وزيادة أعداد اللاعبات الإناث في 18 رياضة بنسبة تتجاوز 27% وزيادة للاعبين الذكور في جميع الرياضات بنسبة 7%.

بالإضافة لما سبق، عملت المؤسسة على تحسين نوعية التدريبات المقدمة للاعبين ورفع الكفاءة الفنية لدى الفريق الفني مما أثر بشكل كبير في الأداء المشرف للاعبين من خلال الألعاب العالمية وحصادهم لـ 182 ميدالية ملونة ليكون ترتيب دولة الإمارات العربية المتحدة الخامس عالمياً والأول على مستوى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا. حيث حظي أداء المنتخب بإشادة كبيرة من قبل المكتب الدولي للأولمبياد الخاص والعديد من المختصين بمجال الرياضة ورياضة أصحاب الهمم.

أكبر وفد

استطاعت المؤسسة خلال الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، أن تشكل أكبر وفد رياضي في تاريخ الرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة 297 رياضي وأكثر من 94 شخصاً من الأجهزة الفنية والعلاجية والمرافقين ليشاركوا في أربع وعشرين لعبة رياضية مختلفة منها 18 تم المشاركة فيها بمنتخبات رجالية ونسائية و 12 منها جديدة تماماً على ساحة رياضة الأولمبياد الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة تم استحداثها في عام 2018 تنفيذاً لخطط المؤسسة الاستراتيجية وتحقيقاً لخطط المؤسسة التي نصت على مشاركة المنتخب في جميع الرياضات المطروحة في الألعاب العالمية لهدف تحقيق مشاركة مشرفة وتاريخية ولإعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من أصحاب الهمم ذوي الإعاقة الذهنية المواطنين والمقيمين على أرض الدولة واللاعبين الموحدين من المشاركة ليصبح هذا المنتخب الذي سمي «منتخب الإرادة» نقلة نوعية وقفزة كبيرة في رياضة الدولة حصلت من خلاله المؤسسة على جائزة الانجاز الرياضي المقدمة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في الحفل السنوي للجائزة الذي شهدته أبوظبي، حيث قام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة بتقديم الجائزة لمعالي شما بنت سهيل المزروعي، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي تقديراً للجهود الكبيرة التي قامت بها المؤسسة.

رياضات موحدة

تعمل مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي على تعزيز مفهوم الرياضات الموحدة والتي تقوم على مبدأ الدمج الرياضي لأصحاب الهمم ذوي الإعاقة الذهنية مع الأشخاص من غير أصحاب الهمم في المنتخبات الرياضية من خلال استغلال قوة الرياضة وممارسة الرياضة، من خلال إقامة مسابقات رياضية يشارك فيها أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية إلى جانب أقرانهم من غير المعاقين فى فريق واحد، سواء في الرياضات الفردية أو الجماعية بهدف زيادة التواصل الاجتماعي مع الشركاء وتكوين الصداقات.

وهو عادة ما يثمر صداقات تدوم طويلًا كما تهدف الرياضات الموحدة Unified Sports إلى تأكيد مبدأ المساواة و الشراكة، وأن خوض تجربة الدمج المؤثرة سيكون لها الكثير من الأثر نحو تقبل الآخر، حيث يكون لدى كل لاعب قناعة مؤكدة بقيمة الدور الذي يلعبه في إطار الفريق الموحد، وأنه لا فرق بين الشخص مع أو من غير الإعاقة.

وقد وصل عدد المشاركين في الرياضات الموحدة في آخر إحصاء إلى مليون ونصف مليون فرد حول العالم، حيث تفرض الألعاب والمسابقات الخاصة بالأولمبياد الخاص من ضرورة وجود رياضات موحدة فى مختلف الألعاب والمسابقات سواء محلية أو وطنية أو إقليمية أو عالمية.

حيث تهدف الرياضات الموحدة إلى أن اللعب معاً والتدريب معاً وهو طريقة مثلى لعقد العلاقات والصدقات الإنسانية بين لاعبى الأولمبياد الخاص وأقرانهم من غير المعاقين، وتكون وسيلة مثلى لتفجير الطاقات الرياضية لهم.

الرياضة النسائية

تماشياً مع التوجيهات الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فقد تم التركيز على تنمية الرياضات النسائية وتشكيل فرق في معظم الرياضات لما لها من أهمية كبرى في تنمية قطاع الرياضة النسائية في الدولة بشكل عام، وتعزيز فرص المشاركة والدمج المجتمعي للفتيات والسيدات ذوات الإعاقة الذهنية.

وتعزيزاً لمبدأ الشراكة قامت المؤسسة بتنظيم أيام رياضية نسائية وشركات مع مؤسسات تقدم خدمات رياضية للفتيات منها أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية ونادي أبوظبي للسيدات. كما سيقوم فريق سيدات كرة القدم للأولمبياد الخاص بالمشاركة في بطولة كرة القدم للأولمبياد الخاص في الهند أغسطس المقبل.

برامج المؤسسة والمبادرات تدعم الدمج المجتمعي الشامل

تقوم مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي على دعم الدمج المجتمعي الشامل من خلال عدة مبادرات وبرامج على مدار العام لتعزيز معرفة اللاعبين والمجتمع ولنشر المعرفة الصحيحة ورفع جودة حياة اللاعبين بشكل عام منها برنامج الرياضيين صغار السن للأطفال من ذوي الإعاقة والأطفال من غير الإعاقة من عمر 2-7 سنوات، وبرنامج القيادة للاعبين وهو برنامج مستمر على مدار العام لتعزيز المهارات المتعددة والمهنية والمجتمعية للاعبين من خلال ورش عمل تختص بعدة مواضيع قيادية منها الإعلام والإلقاء والتصوير وطرح المشاريع وغيرها الكثير من المواضيع المهمة.

بالإضافة لذلك تقوم المؤسسة بالاهتمام بصحة اللاعبين من خلال البرنامج الصحي الذي يقوم على عدة محاور منها الفحوص الطبية السنوية، وتدريب الأطباء، والمحافظة على صحة اللاعبين العامة واللياقة البدنية.

علاقات

كما طرحت المؤسسة أخيراً برنامج الفن الموحد وبرنامج الروبوتات الموحد وهي برامج مجتمعية تساهم في دمج أصحاب الهمم مع الأشخاص من غير أصحاب الهمم من خلال ورش عمل تخصصية يعمل فيها الجميع بطريقة دامجة تزيل جميع الاختلافات وتقرب من العلاقات الإنسانية. وتقوم أيضاً المؤسسة بطرح برامج تدريبية وتثقيفية معتمدة من الأولمبياد الخاص الدولي في مواضيع الأسرة والتدريب لجميع أفراد الأسر والفرق الفنية والمدربين.

تعقيباً على ما سبق قال طلال الهاشمي المدير التنفيذي لمؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي: «نحن اليوم في مرحلة ما بعد الألعاب العالمية التي نسعى من خلالها إلى حمل الإرث وتفعيل برامج الأولمبياد الخاص في كافة إمارات الدولة وبالتعاون مع جميع الشركاء، نركز في جميع برامجنا على الدمج المجتمعي الشامل الذي يتحقق بشراكة الجميع. ونقوم اليوم بتطوير منظومة متكاملة سيتم إطلاقها على مراحل لتفعيل البرامج في جميع المناطق والإمارات بشكل كامل مع نهاية عام 2019».