شكل التقرير أمريكي، الذي حمل فيه كل من مدير منظمة "كفاية" جون برندرغاست، والممثل الأمريكي جورج كلوني، شركات عالمية وأباطرة حكومات ورجال أعمال مسؤولية الفساد المتفشي بدولة جنوب السودان، ردود أفعال كثيرة في الوسط الرياضي السوداني لكونه مس، رئيس نادي الهلال أشرف سيد أحمد الشهير بـ "الكاردينال"، المرتبط بأعمال مع حكومة جنوب السودان.
ونشرت وسائل إعلام سودانية وأخرى دولية ملخص تقرير برنامج "ذا سينتري" الأمريكي، وهو تابع لمنظمة "كفاية" وتحدث عن رجال أعمال وشركات جنوا أرباحاً من معاملات فاسدة مع جنوب السودان، واتهم التقرير "الكاردينال" بأنه أسسّ مع رئيس هيئة الأركان الأسبق لجيش جنوب السودان، فول ملونق أوان، شركة استثمارية باسم "وار وار للاستثمار".
ونفى أشرف الكاردينال من جهته، صحة التقرير الأمريكي الذي اتهمه بالاتجار بالسلاح لصالح دولة جنوب السودان، بعد تصاعد الجدل في دولتي السودان وجنوب السودان، وذكر خلال لقاء جماهيري في منطقة الجيلي -شمال العاصمة الخرطوم-: "لست تاجراً للسلاح، ولم يحدث أن تاجرت في السلاح، وعلاقتي بدولة جنوب السودان محترمة، ونعمل على تنميتها ودعم مستشفياتها ومدارسها، وأموالي من جنوب السودان تُحول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكل شيء هنالك مراقب ومكشوف".
وأضاف أنه لا يخشى مواجهة أي مسؤول أمريكي بخصوص علاقته التجارية والخيرية بجنوب السودان، وأن ليس لديه ما يخشاه، ولم يتورط في أكل أموال الشعب السوداني –على حد تعبيره-.
وجدد مجلس الأمن الدولي، في مايو الماضي، حظراً لتوريد الأسلحة إلى جنوب السودان لعام إضافي، على خلفية حرب أهلية قبلية اندلعت عام 2013، وأودت بحياة 380 ألف شخص، وشردت أكثر من أربعة ملايين.
ويسعى فرقاء جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، إلى تنفيذ اتفاقية لإحلال السلام، توصلوا إليها العام الماضي.
ودعا التقرير، وهو مكون من 64 صفحة، واشنطن إلى فرض عقوبات على الأشخاص المعنيين في التقرير، باعتبارهم جزءاً من الدعم المقدم لإرتكاب جرائم وانتهاك حقوق الإنسان في جنوب السودان.
وحظرت نيابة الثراء الحرام والمال المشبوه في السودان، الأسبوع الماضي، "الكاردينال" من السفر، بعد شكوى رسمية مرفقة بمستندات تقدمت بها منظمة "زيرو فساد" غير الحكومية، تمهيداً لإكمال إجراءات التحري.