أعلن أحمد سليمان، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك السابق، ترشحه لرئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، في الانتخابات المقبلة، وجاء هذا القرار مفاجأة للجميع، خصوصاً جماهير الزمالك، التي دعمت ترشحه لرئاسة ناديها.
فضلاً عن أنه كان أحد أبرز الأسماء التي أعلنت الترشح لرئاسة النادي الأبيض، وفي تصريحاته لـ«البيان الرياضي»، كشف أحمد سليمان عن أنه بمجرد إعلان الترشح لرئاسة اتحاد لكرة، تلقى رسائل ومكالمات هاتفية من نجوم الزمالك القدامى وبعض الجماهير، لإثنائه عن هذا القرار والعودة للماراثون الانتخابي الزملكاوي، وقال: «استقرار الزمالك أهم من رئاستي له».
وكتب سليمان عبر حسابه على «فيسبوك»: «إيماناً بالدور الحيوي للرياضة في حياة الشعب المصري، وما للرياضة من دور فعال في بناء مصر الحديثة على أسس وقواعد عملية وأخلاقية تتناسب وطموحات الشعب المصري نحو مستقبل مشرق، واستناداً إلى تجربتي في مجال الرياضة، فقد انتويت الترشح على مقعد الرئاسة لانتخابات اتحاد الكرة المصري، متى اتفق ذلك مع القوانين واللوائح وما تقره الجهة الإدارية المختصة في هذا الشأن».
وينتظر اتحاد الكرة استثناءه من قرار مجلس الوزراء المصري، بإيقاف إجراء الجمعيات العمومية للهيئات والأندية الرياضية، بسبب تفشي فيروس «كورونا»، وترغب اللجنة الثلاثية التي تدير الاتحاد برئاسة أحمد مجاهد، في إجراء الانتخابات قبل نهاية يناير الجاري، وفقاً لقرار الاتحاد الدولي «فيفا».
ومن المؤكد أن المنافسات في انتخابات اتحاد الكرة ستكون أكثر صعوبة من نادي الزمالك بالنسبة لسليمان، وذلك بسبب وجود العديد من الأسماء البارزة التي أعلنت نية الترشح على رئاسة «الجبلاية»، أبرزها هاني أبوريدة، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي «فيفا»، وكذلك محمود طاهر رئيس الأهلي السابق، وطاهر أبوزيد نجم الأهلي السابق، لذا واجه سليمان اتهامات بأن إعلانه الترشح مجرد ضجة إعلامية.
غير أن سليمان أكد أنه لم يكن بحاجة إلى هذه الضجة، لأنه يمتلك تاريخاً وخبرات كثيرة في المجال الرياضي، وشدد على احترامه كل هذه الأسماء، وجميعهم قامات في الوسط الرياضي، لكنه لم يتخذ أي خطوة إلا وتكون مبنية على دراسة علمية ومنهجية، لذا فقد درس هذه الخطوة جيداً قبل أن يعلن نيته في الترشح لمنصب الرئيس، وأنه استطلع رأي عدد من رؤساء الأندية وقامات كبيرة في الوسط الكروي.
وكذلك بعض الإعلاميين، قبل أن يخطو هذه الخطوة، ولقي ترحيباً ومساندة من الجميع، فضلاً عن ثقته التامة في المنافسة، وهي ثقة نابعة من خطة وبرنامج مدروس لتطوير الكرة في مصر، لذا تعمد الإعلان المبكر عن خوض الانتخابات.
ويمتلك سليمان إنجازاً محفوراً في تاريخ منتخب مصر، حيث كان واحداً من الجهاز الفني الذي فاز بلقب كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام (2006 و2008 و2010)، وقال مدرب حراس مرمى «الفراعنة» الأسبق: إنه منح نفسه فترة كافية للتجهيز لخوض المعركة الانتخابية، وإعداد البرنامج المناسب وإجراء جولات متكررة على الأندية أعضاء الجمعية العمومية، لمناقشتهم وإقناعهم بالبرنامج الانتخابي، وأوضح أنه قرر ذلك دن النظر إلى موعد إقامة الانتخابات سواء في نهاية شهر يناير الجاري، وفقاً لقرار الاتحاد الدولي، أو عقب دورة الألعاب الأولمبية، التي تقام في طوكيو صيف العام الجاري.
وأكد سليمان أنه سيحترم أي قرار بشأن موعد إجراء الانتخابات، سواء وزارة الشباب والرياضة أو اتحاد كرة القدم المصري أو الاتحاد الدولي.
أما فيما يخص تراجعه المفاجئ عن الترشح على مقعد رئاسة نادي الزمالك، خصوصاً وأن له تجربة سابقة بالنادي، وكان يشغل منصب نائب رئيس النادي في مجلس مرتضى منصور، قبل أن تشتعل الخلافات بينهما، أوضح سليمان أن له رؤية في تراجعه عن الترشح لانتخابات نادي الزمالك، وهي أن النادي يحتاج إلى فترة هدوء واتزان، بعد أن مر بفترة صعبة مليئة بالأزمات.
وكانت أشبه «بدوامة»، لذا قرر منح الفرصة للجنة المؤقتة التي تدير الزمالك حالياً برئاسة اللواء عماد عبد العزيز، كي تعيد للنادي استقراره، وفي الوقت نفسه لن يتراجع عن تقديم أي خدمات في صالح النادي من بعيد ودون خوض الانتخابات.
قرار مدروس
كما أوضح سليمان لـ«البيان الرياضي»، أن فكرة عدم خوض انتخابات نادي الزمالك والتركيز على اتحاد الكرة، ليست وليدة اللحظة أو قراراً اندفاعياً، لكنه جاء بعد تفكير ومشاورات مع أهل الثقة في الوسط الرياضي، إضافة إلى امتلاكه خبرة إدارية كروية، تؤهله لضخ أفكار جديدة والاعتماد على كوادر شبابية في إدارة الاتحاد، إذا حالفه الحظ في النجاح.
وكشف نائب رئيس الزمالك السابق، أنه سيبدأ العمل من الآن وأن الأيام المقبلة ستشهد مشاورات وجلسات خاصة بتشكيل قائمته الانتخابية، وكذلك تصور واضح لخطة طويلة المدى، لكنه لا يعلم هل سيكون أعضاء المجلس بنفس الهيئة التي أقيمت عليها انتخابات عام 2017، وهي رئيس ونائب رئيس و7 أعضاء، أم سيكون هناك تغيير.