تاريخ يصنعه من جديد النجم الكويتي بدر المطوع، بمشاركته مباراة منتخب بلاده الأخيرة ضد الأردن في الدور الثالث من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الآسيوية، وهي المسابقة التي ستقام خلال الفترة من 16 يونيو إلى 16 يوليو 2023، ولم يتم تحديد مضيفها الجديد بعد إعلان الصين اعتذارها عن تنظيم البطولة، حيث استعاد صدارة ترتيب أكثر النجوم خوضاً للمباريات الدولية في العالم بعد أشهر من فقدانها.
ووصل المطوع إلى المباراة رقم 195 السبت الماضي ضد نيبال في التصفيات نفسها، ليتساوى مع سو شين آن، وفي مواجهة الأردن وعلى ملعب جابر أحمد الدولي بالكويت أمس، ورغم الهزيمة بنتيجة 0 ـ 3، فض نجم القادسية الشراكة مع اللاعب الماليزي حين وصل للمواجهة رقم 196 في تاريخه وانفرد بالقمة لنفسه، تحت تهديد من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي يملك في الوقت الحالي 189 مباراة.
وكانت المرة الأولى التي وصل فيها النجم الكويتي لصدارة الترتيب عندما لعب في يونيو 2021، ضد البحرين في تصفيات بطولة كأس العرب في قطر، وحصد تلك المكانة بعد وصوله للمباراة رقم 185 بقميص منتخب بلاده، متفوقاً على المصري أحمد حسن الذي وصل لقمة اللائحة بعد مباراته الدولية في 22 مايو 2012 أمام منتخب توغو.
والحدث التاريخي كان مهماً للغاية بالنسبة لكرة القدم الكويتية، والتي وجدت أخيراً ممثلاً لها على الصعيد العالمي، ورفعت علمها على ترتيب تواجد فيه أسماء من منتخبات تاريخية كبيرة على رأسها إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، المكسيك، والسعودية ومصر، وتم وقتها الاحتفاء بالمطوع بشكل كبير، وكُرم من قبل الاتحاد الكويتي لكرة القدم.
والمنتخب الكويتي الذي غاب عن الساحة الدولية، بسبب الإيقاف لفترة طويلة، عانى من نتائج سلبية في كافة المسابقات والتصفيات، وهو ما أصاب المطوع بالإحباط، وقال: «اللقب مصدر فخر واعتزاز دون أدنى شك، لكن تبقى في الحلق غصة، فهي ليست اللحظة المثالية للمنتخب الكويتي الذي يتوالى خروجه من المنافسات واحدة تلو الأخرى في تلك الفترة الصعبة».
وإحباط المطوع لم يتوقف عند نتائج المنتخب الكويتي أو خروج الفريق من تصفيات كأس العرب في قطر 2021 فقط، فبعد أشهر قليلة من تصدره لترتيب أكثر لاعبي العالم خوضاً للمباريات الدولية تم اعتماد لقاءات جديدة للماليزي سو شين آن في القائمة، ليجد لاعب القادسية نفسه في المركز الثاني من جديد.
والمهمة لم تكن مُحبطة فقط، بل كانت صعبة أيضاً، فالمباريات الجديدة التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم، جعلت رصيد الماليزي 195 مباراة، مقابل 185 للمطوع، والذي بدأ السن يغلبه وأصبح ظهوره الدولي مرهوناً باستمراريته محلياً وتألقه.
وفي ذلك الوقت لم يستسلم المطوع وقدم نفسه من جديد كأحد أبرز النجوم الذين يعتمد عليهم المنتخب الكويتي، واستطاع بفضل مستوياته الطيبة أن يخوض 10 لقاءات دولية في أشهر قليلة، كان آخرها أمام نيبال ليعود من جديد إلى القمة التي وصل لها مرتين بالفعل.
والآن وبعد أن عانق القمة من جديد، يملك المطوع فرصة لتمديد رقمه القياسي، بعد أن أصبح الوحيد على القمة وأزاح خصمه الماليزي الذي توقف عن اللعب الدولي منذ أكثر من 38 عاماً بعد مواجهة ودية ضد نيوزيلندا في 3 أبريل عام 1984.
وينتظر بدر تحديد الاتحاد الكويتي لكرة القدم للمباريات الدولية الودية الخاصة بسبتمبر، والتي قد تكون مباراتين أو أكثر، وهو ما قد يمنحه الفرصة لتمديد رقمه القياسي في صدارة ترتيب القائمة التاريخية.
ولم يصعد المنتخب الكويتي لأي بطولة رسمية في الفترة المقبلة، وهو ما قد يقلل من فرص المطوع في تمديد رقمه القياسي ويصب بشكل مباشر في صالح من هم خلفه في القائمة.
ولسوء حظ المطوع، فالخصم الماليزي لم يكن الوحيد الذي من الممكن أن يهدد صدارة نجم منتخب الكويت التاريخي، فهناك خلفه بالمرصاد يقف البرتغالي كريستيانو رونالدو، حوت الأرقام القياسية الذي يسعى لحصد كل رقم ممكن ومتاح في العالم قبل أن يغادر الساحرة المستديرة.
ويملك رونالدو في الوقت الحالي 189 مباراة مع منتخب البرتغال، ويلعب مباراة جديدة ضد سويسرا الأحد المقبل، لتكون آخر مباريات فترة التوقف الدولي تلك، قبل أن يعود في سبتمبر القادم ويلعب ضد التشيك وإسبانيا في دوري الأمم الأوروبية.
وأضف إلى ذلك عدة مواجهات ودية قبل كأس العالم في قطر 2022، ولم يتم الكشف عنها بعد، و3 مباريات في العرس العالمي ضد غانا وأوروغواي وكوريا الجنوبية، وحال صعد منتخب البرتغال إلى الأدوار الإقصائية، قد يكون رقم رونالدو قابلاً للتمديد ووقتها قد يتفوق على المطوع.
والبرتغالي لن يكون مصدر التهديد الوحيد للمطوع في تلك القائمة مستقبلاً، فهناك العديد من الأسماء العالمية والعربية النشطة في الكرة الدولية في الوقت الحالي، والذين هم على مقربة من قائمة العشرة الأوائل وبالتبعية من المطوع والقمة.
وعلى رأس هؤلاء يوجد الهندوراسي ماينور فيجويروا، والذي رغم عمره الكبير (39 عاماً)، لديه القدرة البدنية والفنية على الاستمرار لعدة أشهر قادمة، ليحسن رقمه الحالي الذي يبلغ 175 مباراة، وهناك أيضاً أندريس جواردادو (35 عاماً)، نجم ريال بيتيس ومنتخب المكسيك، والذي يملك نفس عدد مباريات فيجويروا، ولكنه بعمر أقل.
وتتزين القائمة بوجود القطري حسن الهيدوس (31 عاماً)، ويملك 163 مباراة دولية، والأمريكي مايكل برادلي (34 عاماً) بـ150 مباراة، وغيرهم من النجوم.
وكما ذكرنا من قبل، تصدر ترتيب القائمة المصري أحمد حسن منذ حوالي 10 أعوام، ويتواجد خلفهما في القائمة العماني أحمد مبارك، والذي توقف عن اللعب الدولي في ديسمبر 2019، وفي رصيده 183 مباراة، والحارس السعودي محمد الدعيع الذي تصدر القائمة لفترة ليست بالقصيرة بـ173 مباراة دولية، وخاض آخر مبارياته مع الأخضر في مايو 2006.
وقائمة الشرف تضم أكثر من 100 لاعب خاضوا أكثر من 150 مباراة دولية، وتضم عدة عرب غير هؤلاء، وعلى رأسهم الأردني عامر شفيع 173 مباراة، والمصري حسام حسن 170، والإماراتي عدنان الطلياني 161، والسعودي سامي الجابر 156 مباراة، وغيرهم.
ويذكر أن المطوع لا يحقق الأرقام القياسية بشكل دولي فقط، ففي مايو 2021، نجح في أن يصل إلى هدفه رقم 300 مع فريق القادسية الكويتي، عندما أسهم في الفوز على الكويت 3 ـ 1، وهو الهداف التاريخي للنادي أيضاً.
كما سجل المطوع، أسرع هدف في تاريخ المباريات النهائية لكأس الأمير، وذلك بعد مرور دقيقة و58 ثانية فقط من مباراة فريقه القادسية ضد السالمية في نهائي نسخة 2007.