المال محرك حاسم لبلوغ منصات التتويج

الدوريات العربية 2022.. أبطال تقليديون

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أُسدل الستار على 19 بطولة دوري من أصل 22 بطولة في العالم العربي لموسم 2021-2022، وأظهرت الخاتمة أن معظم الأبطال، تقليديون بامتياز إلا ما ندر، في «سيناريو» يكاد يكون «مكرراً» في كل نسخة وموسم لدوريات أمة الضاد.

19 دوري

وحُسم صراع التنافس على درع 19 دوري عربي في موسم 2021-2022، لمصلحة فرق: العين الإماراتي، والهلال السعودي، والرفاع البحريني، والسيب العُماني، والكويت الكويتي، والسد القطري، والشرطة العراقي، وفحمان اليمني، والرمثا الأردني، والترجي التونسي، والوداد المغربي، وشباب بلوزداد الجزائري، وشباب الخليل الفلسطيني، والهلال السوداني، والعهد اللبناني، وتشرين السوري، والاتحاد الليبي، ونواذيبو الموريتاني، وارتا سيد الجيبوتي، بينما مازال التنافس على أشده وفي أمتاره الأخيرة في الدوري المصري، فيما تبدو الصورة غير واضحة لتحديد بطل الدوري في الصومال وجزر القمر نتيجة عدم انتظام «رزنامة» البطولتين. ولأن بطل معظم دوريات كرة القدم، غالباً ما يحظى باهتمام جماهير «الساحرة المستديرة»، ومن المهتمين بشؤون اللعبة في العالم العربي، فإن البطل المتوج لا بدّ أن تكون له حصة الأسد من ذلك الاهتمام، ومن حزمة الضوء التي يتم تسليطها نحوه، تحليلاً وبحثاً في الأسباب التي قادته إلى الوقوف على منصة التتويج، وفي مقدمتها ما يتعلق بعدد مرات الفوز بدرع الدوري، وعمقه التاريخي مقارنة مع أقرانه من الفرق الأخرى.

الأسباب الكامنة

وفي خضم الأضواء التي غالباً ما يحظى بها بطل الدوري العام لأي من البلدان العربية، فإن هناك حقيقة باتت شاخصة عند البحث عن الأسباب الكامنة التي تقف وراء الفوز بدرع الدوري العام، وهي المال أو المقدرة المالية لهذا الفريق أو ذاك، تبقى هي المحرك الحاسم الأكثر تأثيراً في بلوغ منصات التتويج لبطولة الدوري على وجه التحديد، باعتبارها البطولة الأطول نفساً والأكثر احتياجاً للمال في زمن الاحتراف. وبالتوازي مع ذلك، فإن خاتمة الدوريات العربية لكرة القدم في موسم 2021 - 2022، كشفت عن حزمة من المؤشرات بشقيها الإيجابي والسلبي، وأماطت اللثام عن جانب مهم من واقع ومستقبل كرة القدم العربية بصورة عامة، باعتبار الدوري من أهم وأطول المسابقات في «رزنامة» أي اتحاد لكرة القدم، والبطولة التي من خلالها، يتم بناء عماد المنتخبات الوطنية، وتمثيل الأوطان في المحافل الخارجية بصورة مشرفة.

ورغم أن حسم دروع دوريات كرة القدم في عموم بلدان العالم، ومنها العربية، دائماً ما يتم على أساس إتاحة مبدأ المنافسة المشروعة أمام كل المشاركين في البطولة، إلا أن ذلك غالباً ما يكشف عن الفوارق الفنية والمالية الشاسعة بين المتنافسين من فئة «الفرق التقليدية» مع نظرائهم من الفرق الأخرى التي يمكن تصنيفها ضمن فئة «الباحثين عن المجد»، ولو لمرة واحدة!.

دراسة عالمية

وكشفت دراسة عالمية وضعها موقع «ترانسفير ماركت» العالمي، المتخصص بإحصاءات كرة القدم، النقاب عن أن الأندية العربية الكبيرة من فئة «الفرق التقليدية»، فرضت سيطرتها على لائحة الترتيب العام لأغلى الأندية في القارتين الآسيوية والأفريقية، في إشارة واضحة إلى أن سيطرة تلك الأندية على بطولات الدوري العام في بلدانها، تستند في الأساس إلى تمتعها بسيطرة مالية مؤثرة جداً مقارنة مع أقرانها من الفرق الأخرى المصنفة ضمن فئة «الباحثين عن المجد» ولو لمرة واحدة.

الأغلى مالياً

وذكرت الدراسة فرق الهلال والنصر السعوديين، والأهلي المصري، باعتبارها الأغلى مالياً عربياً وآسيوياً وأفريقياً بـ 60.77 مليون يورو، و60.05 مليون يورو، و32.45 مليون يورو، على الترتيب، فيما حل فريقا الاتحاد والشباب السعوديان في المركزين الرابع والخامس بـ 30.60 مليون يورو، و30.55 مليون يورو على الترتيب، بينما جاء العين الإماراتي سادساً بـ 27.31 مليون يورو. ويبرز من بين الفرق العربية الـ 6 التي احتلت المراكز من الأول وحتى السادس في لائحة الأغلى في آسيا وأفريقيا، 3 فرق، هي العين الإماراتي والهلال السعودي والأهلي المصري، باعتبارها الأكثر فوزاً بدروع بطولة الدوري العام في الإمارات والسعودية ومصر. حسن مراد، نجم كرة القدم الإماراتية السابق، وصف خاتمة غالبية الدوريات العربية لموسم 2021 - 2022، بـ «الخلاصة المعروفة»، معللاً ذلك بسيطرة معظم الفرق الكبيرة على مسار المنافسة على درع الدوري في معظم البلدان العربية، مشيراً إلى أن ولادة بطل جديد في أي من الدوريات العربية، لا يحدث إلا كل 10 سنوات أو أكثر، مشيراً إلى أن متطلبات الاحتراف فاقمت من هموم الكثير من الأندية العربية، خصوصاً من فئة الفرق التي غالباً ما تُوصف بأنها طامحة بدرع الدوري، لكن إمكانياتها المالية لا تعينها على بلوغ ذلك الحلم.

هوية الفائزين

نعمت عباس، نجم كرة القدم العراقية السابق، لفت إلى أن هوية الفائزين بألقاب الدوريات العربية لموسم 2021 - 2022، يكشف عن حقيقة أن واقع كرة القدم العربية بات معتاداً ومتوقعاً بنسبة كبيرة جداً حتى قبل أن تبدأ مباريات تلك الدوريات، داعياً إلى ضرورة أن تحظى كل فرق الدوريات العربية بميزانيات مالية كافية لتوسيع دائرة المنافسة الحقيقية على درع الدوري.

 

توصيات «البيان»

01 تبني خطط حديثة لتطوير كرة القدم عموماً

02 توجيه دعم مادي كافٍ لجميع فرق الدوري

03 ترغيب القطاع الخاص بالاستثمار في كرة القدم

04 إقامة دوريات قوية على أسس احترافية حقيقية

05 وضع نظام احتراف في الجانبين الإداري والفني

06 زيادة عدد المباريات في المسابقات المحلية

07 الاستقرار على شكل ومضمون ثابت للدوري

08 صناعة كوادر وطنية إدارية وفنية محترفة

09 استقطاب أفضل الكوادر الأجنبية الفنية والإدارية

10 الاهتمام بالمواهب واستحداث بطولات لفرق المراحل

 

 

Email