«الأماكن كلها مشتاقة لك».. لو كان العرس الآسيوي يغني، لقالها للمنتخب اللبناني، تعبيراً عن الاشتياق لوجوده في البطولة الآسيوية، فالمنتخب الغائب عن المنافسات القارية منذ 19 عاماً، أعادته «الإمارات 2019»، إلى البطولة الآسيوية، التي لم يشارك فيها منذ عام 2000، التي شارك فيها «رجال الأرز» بصفته البلد المضيف، حيث يحتفظ رجال الأرز بذكرى مخيبة، بعد أن ودعوا تلك البطولة مبكراً، بالخسارة أمام إيران 0-4، والتعادل مع العراق 2-2 وأمام تايلاند 1-1.

لكن المنتخب اللبناني يعود إلى المسابقة القارية هذه المرة، من الباب الكبير، بعد أن حقق نتائج لافتة في التصفيات التأهيلية، والتي أنهاها دون خسارة، وبتعادل واحد فقط.

استقبال

وبعد وصوله إلى الإمارات في الساعات الأولى من صباح أول من أمس، حظي المنتخب اللبناني باستقبال لافت، من قبل الجالية اللبنانية، والتي انتظرته في المطار، وفي مقدمها السفير اللبناني، وتكرر سيناريو الترحيب الكبير، لحظة وصوله إلى مدينة العين، حيث استقبل بالورود من قبل مجموعة العين، وبعد راحة قصيرة، توجه اللاعبون مباشرة إلى ملعب التدريبات، حيث أجرى الفريق مرانه الأول، وسط أجواء يسودها التفاؤل والحماس، وعمد المدرب إلى إخضاع اللاعبين لتمارين استشفاء، وتلقينهم بعض الجمل التكتيكية، وسيتابع المنتخب تحضيراته اليوم، قبل أن يختتمها الثلاثاء، ليدشن بعد غدٍ مشواره، بخوض أول مواجهاته بالمسابقة القارية، فيما أكد وديع عبد النور، المنسق الإعلامي للمنتخب، أن الفريق أجرى ثلاث حصص تدريبية ببيروت قبل القدوم إلى هنا، وقال إن المنتخب يعيش حالة من الاستقرار الفني، استمرت لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، تحت قيادة المونتينيغري ميودراج رادولوفيتش، وهو ما يفسر الظهور المتميز للمنتخب في التصفيات التأهيلية.

الحصان الأسود

يتراوح معدل أعمار لاعبي المنتخب اللبناني ما بين 26 إلى 28 عاماً، وهو بذلك يعتبر من المنتخبات الشابة، التي بلغت نضجها الكروي، ويضم في صفوفه عدداً من اللاعبين المحترفين خارج لبنان، مثل الشقيقين جورج وربير ملكي، اللذين يلعبان بالدوري السويدي، وهلال الحلوة بالدوري اليوناني، وجوان العمري بالدوري الياباني، وباسل جرادي بالدوري الصربي، وعمر بوقيل، وهو الأمر الذي يرشحه ليكون الحصان الأسود في المسابقة الآسيوية.

ورغم نجاحه الكبير في مرحلة التصفيات، وصعوده للنهائيات بجدارة واقتدار، إلا أنه يحتاج لجهود أكبر لتجاوز مرحلة المجموعات عبر المجموعة الخامسة، التي تضم إلى جانبه منتخبات قوية ومتمرسة، وتفوقه من حيث الخبرة وعدد المشاركات، مثل الأخضر السعودي، الفائز باللقب ثلاث مرات، ومثلهما وصيفاً في 9 مشاركات سابقة، وكوريا الجنوبية، الذي شارك في النهائيات 13 مرة، توج خلالها باللقب مرتين، فيما حصل على مركز الوصيف 4 مرات.

خاض منتخب الأرز سلسلة مباريات تجريبية خارج بيروت، حيث واجه المنتخب الأردني، وفاز عليه بهدف دون رد، قبل أن يتعادل مع المنتخب العماني، ويخسر أمام الكويت في أكتوبر الماضي، وكانت تلك خسارته الأولى بعد 16 مباراة متتالية، وفي نوفمبر، أمضى المنتخب معسكراً تحضيرياً، استمر نحو 12 يوماً بأستراليا، خاض خلاله تجربتين وديتين، حيث تعادل مع المنتخب الأوزبكي سلبياً، قبل أن ينتقل إلى العاصمة سيدني، ويقابل حامل اللقب الأسترالي في مباراة اعتزال نجم الكانغارو العالمي تيم كاهيل، وبعدها غادر المنتخب إلى البحرين، حيث أقام هناك معسكراً إعدادياً، اقتصر برنامجه على الإعداد البدني، وغاب عنه بسبب الإصابة ثلاثة من أبرز لاعبيه، هم المهاجم عمر شعبان، الذي يلعب بدوري الدرجة الثالثة الإنجليزي، بالإضافة للاعب نصار نصار، وحارس المرمي عباس حسن.