تعرفت مريم الفارسي، عداءة منتخبنا الوطني في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في العاصمة الفرنسية باريس، على «أم الألعاب» من خلال حصة الرياضة المدرسية، وقامت عائلتها بدور الداعم الأكبر، وأشارت إلى طموحها لتحقيق المزيد من الإنجازات.
وأن المشاركة في الأولمبياد محطة في غاية الأهمية في مشوارها الرياضي، وأكسبتها خبرة كبيرة، وأكدت لـ«البيان» أن الرياضة النسائية تشهد نمواً وتطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بالدولة، وتوقعت وصولها إلى مستويات كبيرة خلال السنوات المقبلة.
وتحدثت مريم الفارسي عن كيفية تعرفها على ألعاب القوى في بداية حياتها، قائلة: «تعرفت على القوى من خلال مشاركتي في سباق للجري أثناء حصة الرياضة في المدرسة الابتدائية، واكتشف المدرسون موهبتي في الجري.
وأشاروا عليّ بالاتجاه لممارسة تلك الرياضة، وهو ما دفعني إلى تطوير مهاراتي والانضمام إلى فرق ألعاب القوى، ولعب الدعم العائلي والمدربون دوراً كبيراً في تحفيزي لمواصلة مشواري الرياضي، والانضمام إلى فرق أكبر مثل فريق دبي للشرطة، والمنتخب الوطني».
اختيار
وعن سر اختيار سباق 100 متر عدو للتنافس على الرغم من صعوبته مقارنة بسباقات عدو أخرى، قالت: «اخترت هذا السباق لأنني شعرت أن هذه المسافة تناسب قوتي الطبيعية وسرعتي، ومنذ اكتشاف موهبتي في الجري خلال حصص الرياضة المدرسية، أدركت أنني أمتلك سرعة انفجارية واندفاعاً كبيراً، وهي خصائص ضرورية للتألق في سباقات السرعة القصيرة.
كما أنني أحببت التحدي والسعي لتحقيق إنجازات سريعة في زمن قياسي، ما جعلا سباق 100 متر خياري المفضل، كما أن المسافات القصيرة تعد واحدة من أكثر السباقات إثارة وجذباً للاهتمام في ألعاب القوى، ما يزيد من تحفيزي للمنافسة».
دور الأسرة
أكدت مريم الفارسي دور الأسرة في دعم مسيرتها الرياضية، وطموحها في «أم الألعاب»، قائلة: «لعب كل من المدرب وأفراد عائلتي دوراً كبيراً في اختياراتي لمساري الرياضي، وكان للمدربين تأثير واضح في توجيهي نحو ألعاب القوى، بعدما لاحظوا موهبتي الطبيعية في السرعة، وشجعوني على تطوير مهاراتي في سباقات العدو.
كما كان لعائلتي دور داعم، وشجعوني باستمرار، ما أسهم في بناء ثقتي بنفسي، ومواصلتي لمشواري الرياضي، وأسهم الدعم العائلي، والتوجيه الفني من المدربين، في اتخاذ قرار التركيز على سباق 100 متر عدو، والاستمرار في مسيرتي».
طموح
وأضافت: «طموحي في ألعاب القوى كبير، يمتد ليشمل جميع المستويات الإقليمية، العربية والدولية، إذ أسعى إلى الحفاظ على لقبي كإحدى أسرع العداءات في الخليج، بعد تحقيقي الذهب في منافسات الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأطمح إلى تحقيق إنجازات أكبر بتمثيل الإمارات في البطولات العربية والمنافسة على ألقابها، إلى جانب المشاركة في بطولات كبرى دولية، مثل بطولات العالم والألعاب الأولمبية، والتنافس مع أفضل الرياضيين في العالم، وأتمنى يوماً ما أن أصبح رمزاً رياضياً إماراتياً يلهم الجيل القادم من الرياضيين في الإمارات والعالم العربي».
إنجازات
كشفت مريم الفارسي عن السباق وأهم الإنجازات التي تحتفظ بها في ذاكرتها، وكيفية إدارة حياتها ما بين الرياضة والدراسة، قائلة: «يبقى سباق 100 متر عدو في بطولة مجلس التعاون الخليجي للشباب، هو الأفضل في ذاكرتي، لأنه لم يكن فقط لحظة انتصار شخصي، بل كان أيضاً تأكيداً على تفوقي على المستوى الإقليمي.
وثمرة الجهود الكبيرة التي بذلتها في التدريبات، أما أفضل إنجازاتي، فكان الفوز بذهبية هذا السباق، بالإضافة إلى تحقيقي فضية سباق 200 متر في البطولة نفسها، وكان ذلك بداية لمسيرة طموحة نحو تحقيق المزيد من الألقاب على المستويات العربية والدولية».
وأكملت قائلة: «تقوم أسرتي بدور كبير في دعمي ومساندتي في مسيرتي الرياضية، ويشجعوني باستمرار، ويحرصون على توفير كل ما أحتاجه لتطوير مهاراتي وتحقيق أهدافي، من خلال توفير بيئة داعمة وحضور تدريباتي وسباقاتي، والإيمان بقدراتي، ودفعي لتحقيق أفضل ما لدي، والإسهام في مساعدتي على إدارة وقتي بين التدريب والدراسة، مما يساعدني في الحفاظ على التوازن بين حياتي الأكاديمية والرياضية».
محطة باريس
تحدثت مريم الفارسي عن مشاركتها في أولمبياد باريس، بقولها: أعتبر المشاركة في أولمبياد باريس حلماً تحقق، وتجربة لا تُنسى، ومحطة مفصلية في مسيرتي الرياضية، لأنني تنافست على أكبر مسرح رياضي عالمي، واكتسبت خبرة قيمة في مواجهة أفضل الرياضيين في العالم.
ويمثل ذلك مصدر فخر لي ولعائلتي، وخطوة مهمة نحو تحقيق طموحاتي في ترك بصمة على المستوى الدولي، كما أنها حافز قوي لمواصلة التدريب والعمل الجاد للوصول إلى مستويات أعلى في المستقبل، سواء في البطولات الدولية أو الأولمبية القادمة.
وتابعت: «استفدت كثيراً من المشاركة الأولمبية على عدة مستويات، إذ اكتسبت خبرة لا تقدر بثمن من خلال التنافس مع أفضل الرياضيين في العالم، ما ساعدني على تقييم مستواي الحالي، والجوانب التي احتاج إلى تحسينها، والتعرف على الأجواء والضغط العالي المصاحب للمشاركة في المنافسات الأولمبية، ما أسهم في بناء شخصيتي الرياضية، وزيادة ثقتي بنفسي».
وأنهت الحديث عن المشاركة الأولمبية بقولها: «من أبرز إيجابيات تلك المشاركة، الاحتكاك بمستويات عالية في الأداء الرياضي، واكتساب رؤية أوسع عن المعايير المطلوبة للنجاح في الساحة الدولية، وتمثيل الإمارات على الساحة العالمية.
وهو إنجاز كبير بحد ذاته، ويعزز من عزيمتي لتحقيق المزيد من النجاح مستقبلاً، لأنها أعطتني أيضاً دفعة كبيرة للتطوير والاستمرار في التدريب بشكل أكثر تركيزاً، وعرفتني الآن بشكل أوضح ما المطلوب خلال المرحلة القادمة».
الرياضة النسائية
أما عن رؤية مريم الفارسي للرياضة النسائية في الدولة، فقالت: «تشهد الرياضة النسائية في الإمارات نمواً وتطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وهناك اهتمام متزايد من الجهات الحكومية والمؤسسات الرياضية بدعم المرأة وتشجيعها على المشاركة في مختلف الرياضات، وتم توفير بيئة رياضية ملائمة تسهم في تطوير مهارات النساء وتمكينهن من المنافسة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية».
وأضافت: «هناك تغيير إيجابي في الثقافة المجتمعية تجاه المرأة في الرياضة، وأصبح هناك دعم وتشجيع أكبر من قبل العائلات والمجتمع ككل لمشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية وتحقيق إنجازات رياضية.
وتزايدت الفرص المتاحة للنساء في الإمارات سواء من حيث المنشآت الرياضية الحديثة أو البرامج التدريبية المتخصصة، وأؤمن أن المستقبل يحمل المزيد من الفرص للرياضة النسائية في الدولة، وأن الجيل الجديد من الفتيات الإماراتيات سيكون له دور كبير في رفع راية الإمارات في المحافل الرياضية الدولية».