العين يكسب معركة الوسط ويفسد مخــــطط الوصل

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

مباريات الجولة الثانية كان فيها الكثير من النقاط الفنية، الإيجابي منها والسلبي ولكن مباراة الوصل والعين كانت مباراة الجولة بلا منافس، لكونها كلاسيكو مبكر في دوري الخليج العربي، وفي المباراة كانت هناك العديد من الملاحظات الفنية والتكتيكية تعالوا معاً نتعرف عليها..

4-3-2-1

كان أسلوب أداء العين واضحاً وصريحاً بطريقة لعب 4-3-2-1 الهرمية الشكل التي أعطت كثافة هجومية بعدد يصل لخمس لاعبين في بعض فترات المباراة، في حين الوصل لعب بطريقة 4-5-1 التي تتحول هجومياً إلى 4-2-3-1 التي هدفها الأساسي من كالديرون المدير الفني للوصل السيطرة على وسط الملعب ووضع العين تحت السيطرة.. نظرياً هكذا أراد.. ولكن مراده لم يتحقق.

شطارة

يمكن تلخيص المباراة في جملة تقول: «شطارة العين غلبت ذكاء ليما وكالديرون».. فالحلول الفردية لدى العين مكنت اللاعبين من احتلال وسط الملعب وبناء الهجمات على دفاع الوصل المهتز، في حين أن ليما البرازيلي في وسط الملعب افتقد وجود البرازيلي الآخر كايو فلم يقدر على ضبط إيقاع وسط الإمبراطور.. في الوقت نفسه عدم القدرة على امتلاك الوسط هجومياً كشف دفاع الوصل، وجعله أكثر عرضة لأمطار العين الهجومية، وهنا ظهرت أزمة الوصل في غياب الرقابة اللصيقة، وتجلى ذلك في مشهد هدف إيمانويل أمونيكي الرائع الذي استلم الكرة ولف بها وبالمدافع وسار بالعرض ثم سدد في الزاوية المفتوحة.. أهناك دليل على ضعف الرقابة خير من هذا الهدف؟!

ربما العيب في خسارة الوصل لم يكن في زلاتكو وطريقة لعبه بقدر ما كانت مشاكل فردية هي السبب، حيث أخفقت مفاتيح لعب الفهود المتمثلة في هوغو فيان وليما في تنفيذ الواجبات التكتيكية بالشكل الكامل، في المقابل كان هناك نجاح تام في تنفيذ مفاتيح لعب العين لأدوارهم يتقدمهم الموهوب عمر عبد الرحمن المحرك للجوانب الهجومية للعين ولي ميونغ وريان بابل، هي مفاتيح وجدت الصندوق المناسب وفتحته، بينما مفاتيح الوصل كانت بلا حلول.

مفاهيم

عندما نقول التمركز فهي كلمة فضفاضة تحتمل العديد من المعاني، ولكن في مباراة الوصل والعين كان معنى التمركز واضحاً من لاعبي العين، فكل لاعب يعرف مركزه ودوره وواجبه، يعرف متى يتقدم ومتى لابد أن يعود لمركزه أو يتبادله مع مجاوره في انسيابية تامة، وحفظ كامل للأدوار، هذه الحالة جعلت كل لاعب من الوصل في مواجهة لاعبين من العين دفاعياً وهجومياً، مما أعطى شعوراً في بعض فترات اللقاء وكأن العين أكثر عدداً في الملعب من منافسه.. هذا هو التمركز في أوضح صوره.

التوقف أثر على المستويات والوحدة أبرز غرائب المرحلة

الجولة الثانية من دوري الخليج العربي شهدت العديد من المباريات القوية، وكانت حافلة بالندية بالرغم من ندرة عدد الأهداف مقارنة بالجولة الماضية، وتعتبر في التقييم العام جولة متوسطة المستوى، وأكثر هدوءاً من جولة افتتاح الدوري، التي شهدت العديد من الأهداف، وكانت افتتاحية ساخنة، ولكن الأمر طبيعي..

نعم من الطبيعي جداً أن تكون انطلاقة ما بعد التوقف فاترة إلى حد كبير، فجولة الافتتاح كانت ساخنة وملتهبة دللت على أن فترة إعداد الكثير من الأندية في الصيف كانت موفقة، ولكن بعد توقف الأجندة الدولية فمن الطبيعي أن ينخفض المستوى، ليعود تدريجياً مع تواصل الجولات والمباريات.. في رأيي القادم أحلى ونتمناه هدوءاً ما قبل عاصفة الإجادة.

الجولات المقبلة ستشهد عودة الفرق لمستوياتها ومراجعة البعض للنفس، ومع عودة الأهلي للمنافسات سيكون دوري الخليج العربي في أفضل مستوياته.

ولايزال الوحدة أبرز غرائب الدوري في الموسم الحالي، فالفريق لديه لاعبون متميزون، ومدرب جيد، ويلقى الدعم من جميع الاتجاهات، ويكتسح دبا الفجيرة في افتتاح الدوري بأربعة أهداف، واستبشر الجميع خيراً بمنافس قوي على لقب دوري الخليج العربي، ولكن في الجولة التالية مباشرة يخسر أمام الشباب الذي لعب ناقصاً اثنين من عناصره بسبب تلقي البطاقة الحمراء.. والمباراة في أبوظبي، ولكن الوحدة يفشل في الفوز ويخرج خالي الوفاض من المباراة.. ما السر وراء العنابي؟ ربما الجولات المقبلة ستكون واضحة بشكل أكبر وستكشف عن لغز أصحاب السعادة.

تحية

الفجيرة قاهر الذكريات السيئة

الفجيرة كان مفاجأة الجولة الإيجابية فالفريق قدم مستوى رائعاً، واستطاع أن يمحو ذكرى الخسارة الثقيلة أمام الأهلي في افتتاح الدوري.. إيفان هيسيك المدير الفني الفريق نجح في استعادة زمام الأمور مع الفريق، واستطاع أن يخرجهم من دوامة الخسارة 1/8 في بداية الموسم التي كانت كفيلة بتحطيم طموحات الفريق واللاعبين إلى تعادل مع الوحدة وفوز على الشارقة في الكأس ثم فوز على الشعب 3/صفر في الدوري.

التركيز واجب من الحكام

الحكم بشر، والبشر خطاؤون، وهذا أمر طبيعي، ولكن هناك ملايين تصرف من الأندية، وهناك جهود تهدر أحياناً، نحن لا نلوم الحكام، ولكن نهمس في أذنهم: قليل من التركيز يفيد الجميع، ويجنبنا الأخطاء أو على الأقل يقللها.

مفاجأة

الشعب يريد التغيير

فريق الشعب كان مفاجأة سلبية إلى أبعد حد، فالفريق يقدم مستوى ضعيفاً للغاية، ولا يرتقي للتوقعات، وحقيقة الأمر نتفق مع طارق العشري المدير الفني للفريق ونختلف في الوقت نفسه وعلى الأمر نفسه..

طارق العشري قال إن الفريق ينقصه الكثير من اللاعبين ومن كلامه كان المقصد أن الفريق يحتاج لفريق.. نعم عنده حق فيما قاله فعلاً، الشعب يحتاج التغيير والفريق يحتاج «فريق».. ويعاني نقصاً في كل صف من صفوفه، ولكن لا يليق بالمدير الفني للفريق أن يخرج على الملأ لينتقص من قدر لاعبيه، فحتى لو كان هناك أمل في أن يتحسن المستوى فالعشري قضى عليه بإحباطه لاعبيه، ما قاله المدير الفني للشعب كان أولى به المكاتب المغلقة وحديثه كان يجب أن يوجهه للإدارة وليس للإعلام.