لم تكن الجولة العاشرة لدوري الخليج العربي على المستوى المأمول من حيث الإثارة والمستوى الفني، ولم تشهد سوى مفاجأة وحيدة بالفوز المستحق لفريق عجمان المتألق على الوصل الذي لم تدم فرحته بالانتصار التعادلي أمام الأهلي المصري في كأس زايد للأندية العربية الأبطال، عقب تعادلين ذهاباً وإياباً 2-2 و 1-1 أهديا الإمبراطور بطاقة التأهل العربية على حساب بطل مصر، ولكن احتفالات الوصلاوية لم تدم بتعثر مفاجئ أمام عجمان بهدفين دون رد.

كانت تلك النتيجة هي المفاجأة الوحيدة في الجولة التي واصل فيها الشارقة حصده للنقاط واستمراره على قمة ترتيب فرق الدوري بفوزه بثلاثة أهداف مقابل هدفين على دبا الفجيرة ليقترب الملك أكثر من حصد لقب الشتاء، وخسر الوحدة على ملعبه بهدفين مقابل هدف أمام الجزيرة، تلك الخسارة التي كلفته خسارة المركز الخامس لصالح عجمان، كما كلفت العنابي خسارة استقراره الفني بإقالة مدربه الروماني لورينت ريجيكامب.

في الوقت الذي حقق فيه الإمارات فوزاً غالياً على الفجيرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، وخسر اتحاد كلباء على ملعبه أمام العين بهدفين لهدف، بينما اكتسح شباب الأهلي فريق الظفرة بخماسية نظيفة، وسقط النصر في فخ التعادل أمام بني ياس بدون أهداف، في المباراة التعادلية الوحيدة في الجولة.

قمة الجولة
أفضل مباريات الجولة كانت مباراة شباب الأهلي أمام الظفرة والتي جاءت عامرة بالأهداف بخماسية قاسية لفرسان دبي، وأبرز ما فيها كان المستوى الفني العالي للمدرب أروابارينا مدرب الوصل السابق وشباب الأهلي الجديد، والذي واصل تقديم مستوى متميزاً من حيث الأداء والترابط وإعادة توظيف اللاعبين بشكل متميز أعاد القوة الهجومية المفقودة لشباب الأهلي، وحصد الانتصار الثالث توالياً جامعاً 9 نقاط جعلت الفريق يؤكد احتلاله للمركز الرابع برصيد 19 نقطة أروابارينا مدرب شباب الأهلي استلم الفريق في الجولة السادسة وكان الفريق متخماً بالأمور السلبية، من ناحية الأداء والفاعلية الهجومية، واستطاع أروابارينا بسلاسة أن يصلحها في وقت قصير، ليدخل الفريق في زمرة المنافسين على اللقب.، ويستعيد توازنه المفقود.

ومن أهم النقاط الإيجابية في فوز شباب الأهلي بخماسية دخول النجم احمد خليل في الدقائق الأخيرة من المباراة وتسجيله هدفاً على الظفرة أسعد المتابعين من كل أرجاء الإمارات وطمأنهم على جاهزية اللاعب للعودة إلى مكانته الطبيعية في المنتخب في وقت مهم جدا يحتاج فيه المنتخب للاعب في مركز خليل وإمكانياته، قبل خوض غمار كأس آسيا الذي ينطلق على أرض الدولة في يناير من العام المقبل..

الملك
في المقابل لا يزال الملك يعزف على وتر الإصرار والتحدي، محققاً مع مدربه عبد العزيز العنبري إنجازاً تاريخياً بمواصلته التربع على عرش ترتيب فرق الدوري واصلاً إلى النقطة 24 منفرداً على القمة بفارق نقطتين عن الجزيرة والعين صاحبي المركزين الثاني والثالث توالياً ولكل منهما 22 نقطة، ولكن يحسب على الشارقة في الجولة العاشرة إصابة الفريق بحالة تراخ في الدقائق الأخيرة كادت أن تكلفه نقاط المباراة بعد أن كان متقدماً بثلاثية، ومني مرماه بهدفين متتاليين في الدقيقتين 92 و94 من ركلتي جزاء لصالح دبا الفجيرة، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من العودة للمباراة في وقت قاتل، ومثل تلك المباريات تكون إنذاراً للمدربين لتوخي الحيطة والحذر في قادم المباريات.

قطار الوصل خارج القضبان
في كل مرة سنتحدث عن الوصل، هل هكذا مستوى ونتائج تليق بالإمبراطور وجماهيريته وشعبيته؟ هل سيطول الصبر كثيراً من قبل الجماهير الوصلاوية على ما يقدمه الفريق في الموسم الحالي؟ لا بد من وقفة سريعة وإجراءات حاسمة في قلعة الإمبراطور لإصلاح ما يمكن إصلاحه، فليس من المنطقي أن يرحل مدرب الفريق كوينتيروس ويتحمل مسؤولية أخطاء ونتائج الفريق، ويأتي بعده مدرب مؤقت ويظل الفريق يدور في نفس الفلك ويحقق نفس النتائج المتراجعة، فهل الفهود بإمكانيات لاعبيه ودعم جماهيره يليق به أن يتلقى 6 خسارات من أصل 10 مباريات؟ هل هذا هو الوضع الذي يجب أن يكون فيه الفريق؟

إذا كانت أزمة الفريق فنية، وبعدما تغير المدرب وظلت الأزمة قائمة، فما الحل، وما دور الإدارة في إخراج الفريق من حالته؟ الحل الجراحي واجب وبأسرع ما يمكن لإعادة الإمبراطور لدور الانتصارات، لإرضاء شغف جماهيره الوفية التي لن ترضى بهكذا حالٍ، ولا بد من مدرب يحمل سيرة ذاتية كبيرة يتولى تدريب الفريق ويخرجه من أزمته بإعادة تنظيم الصفوف، وإعادة تهيئة النفوس، كي يعود الوصل منافساً على اللقب كما اعتدنا منه في السنوات الأخيرة.. والحقيقة أن النتائج التي يحققها أروبارينا مدرب الفريق السابق والحالي لشباب الأهلي، تقول وبوضوح إن قرار إقالته الموسم الماضي لم يكن قراراً سليماً، وأخرج قطار الإمبراطور عن قضبان التألق، ووضعه في وضع لا يليق به، فهل يأتي قرار سريع ليصلح خطأ التخلي عن أروبارينا.. أم يظل الوصل يدور في فلك التخبط؟!

خبرة الزعيم تهزم كلباء
تبقى النتائج هي الفيصل في المباريات، ولكن أحياناً النتائج لا تكون معبرة عن سير بعض اللقاءات، ففريق اتحاد كلباء بالروح القتالية والعمل الفني الرائع لا يستحق الخسارة أمام العين في الجولة العاشرة من دوري الخليج العربي، والذئاب واحد من افضل الفرق التي تلعب بأسلوب تكتيكي جيد، وقدم مستوى فنياً راقياً، ولكن أحياناً يخسر النتيجة النهائية بفضل خبرة منافسيه، فصحيح أن فريق العين يعاني الكثير في المستوى الفني، ولا يقدم الزعيم الشكل المأمول منه فنياً، في ظل تراجع مستويات بعض عناصره، إلا أن خبرة الفريق في المباريات ترجح كفته، وثقل فنيات عناصره تجعله يعرف كيف ومتى يفوز، حتى لو لم يقدم المستويات المنتظرة منه.

وفي المواجهة أمام اتحاد كلباء، تقدم الزعيم في نهاية الشوط الأول، ولكنه لم يستطع الحفاظ على تقدمه ليتعادل كلباء المكافح والمنظم فنياً في بداية الشوط الثاني، وبعد أن كانت المباراة تسير نحو نقطة غالية لاتحاد كلباء ينجح العين عن طريق لاعبه الآسيوي شيبوتاني في حصد نقاط المباراة كاملة في الدقيقة 89 من عمر اللقاء، وهنا مثال واضح للخبرة في حسم المباريات في الدقائق الأخيرة، مقابل نقص الخبرة الواضح من لاعبي كلباء في عدم استطاعتهم الاحتفاظ بالتعادل في نهاية المباراة.

العين بالفوز استطاع الاستمرار في المركز الثاني مناصفة مع الجزيرة المتفوق بالأهداف، ولكن الفريق البنفسجي في حاجة إلى مزيد من المراجعات الفنية لاستعادة المستوى المنتظر والمأمول، سواء من الناحية الفنية أو على مستوى العناصر التي تراجع مردود بعضها في المباريات مؤخراً دون سبب واضح.

الأفضل والأسوأ في الجولة
رغم الفقر الفني للجولة العاشرة من دوري الخليج العربي، إلا أنه كان هناك لاعبون ومدربون قد تألقوا وقدموا مستويات متميزة، ولعل أبرز المدربين كان المصري أيمن الرمادي الذي استطاع وضع فريق عجمان في المركز الخامس، وقاد فريقه للفوز على الوصل، ليكون الرمادي أفضل مدرب في الجولة العاشرة.

أما على مستوى اللاعبين فلاعب الشارقة سيف راشد قدم مستوى متميزاً، وساهم في استمرار الشارقة على قمة ترتيب فرق دوري الخليج العربي، بعدما سجل هدف الملك الأول في مرمى دبا الفجيرة، وساهم في صناعة الهدف الثاني لفريقه.

وعلى صعيد الأهداف فأفضل هدف في الجولة كان الذي سجله اللاعب شيوتاني لاعب العين في مرمى اتحاد كلباء، وهو هدف من ضربة ثابتة فيه الكثير من الدقة والذكاء في التنفيذ، ويعتبر واحداً من أفضل أهداف الدوري.

وإذا تحدثنا عن الأفضل فلا بد من أن نتحدث عن مدربين جانبهم التوفيق في الجولة، وأبرزهم فوك رازوفيتش مدرب الظفرة الذي تلقى فريقه هزيمة قاسية أمام شباب الأهلي بخمسة أهداف من دون رد، والحقيقة أن دبا الفجيرة والظفرة، الفريقان اختياراتهما للأجانب ليست في محلها، فلا إضافات تذكر ولا مستوى فني يشفع.دبي - البيان الرياضي