ملعب الوصل، ربما لأنه من بين أقدم المعالم ذات الهيبة الفارقة في مدينة دبي الزاخرة بكل ما هو جديد جميل وقديم رصين على السواء.

الاسم الأنيق

ملعب الوصل، ما إن تذكره أو تراه أو تشهد على مستطيله الأخضر مباراة لكرة القدم، حتى يقفز إلى الواجهة، شريط ذكريات له أول وما له من آخر من فصول الزمن الجميل، ذلكم الوصف الذي غالباً ما تفوح رائحته الفواحة، وعبقه الأخاذ من بين جنبات ذلك الملعب المهيب المتربع على جزء عزيز من ماضي وحاضر ومستقبل زعبيل، الاسم الأنيق من مدينة دبي الفاتنة.

فخر وانتصار

ملعب الوصل، ليس مجرد ملعب لفريق إماراتي عريق في كرة القدم فحسب، بل هو «سالفة» وقصة تفيض فصولاً من الهيبة والفخر والانتصار والأمل والألم، ملعب تحدثك جنباته وزواياه وكل ركن فيه، بأن من هنا مرت أجيال، وعدت أسماء، وكُتبت عناوين.

الولد الشقي

ملعب الوصل، هنا «شاغب الولد الشقي» زهير بخيت، وهنا برع فهد خميس ومحمد عمر وناصر خميس ومحمد بولو وإسماعيل راشد وفهد عبدالرحمن وسعيد عبدالله وفاروق عبدالرحمن وحسن محمد وسعيد الكاس وماجد ناصر ومنذر علي وخالد درويش وبدر حارب وعلي حسن وحميد يوسف وحسن طالب وعيسى علي وعلي محمود وطارق حسن، وأوليفيرا ورشيد الداوودي وبهجا وشيكابالا وفرهاد وأندرسون ودياز والعلودي ويستي والشيبة وروجيرو ونافارو وغيرهم العشرات، بل المئات.

قوافل التاريخ

ملعب الوصل، من هنا مرت قوافل التاريخ، فتوقفت تارات فرحاً، وتارة حزناً، هنا هتفت جماهير عاشقة ولهانة بفريق حمل أقوى الأوصاف والأسماء والألقاب، فهود، إمبراطور، أصفر، هنا رفض ملعب الوصل إلا أن يكون حاضناً لإمبراطور ولفهود ولأصفر وليس مجرد ملعب لفريق من 11 لاعباً.

جدران متعبة

ملعب الوصل، ليس هذا فحسب، بل هو كيان ما إن تقف اليوم أمام أي من جدرانه «المتعبة» بفعل الزمن وتقلباته، حتى تسمع آهات وضحكات، آهات ربما لأن حاله لم يعد كما كان، أو لشعوره بوحدة «التفرد» عن غيره من ملاعب المدينة التي لا تنام إلا على جديد كل صباح، ضحكات لأنه يملك أملاً بأن الغد سيكون جميلاً كما الماضي، النجوم اللامعة ستظهر، الجماهير الصاخبة ستعود، ومنصات التتويج ستنصب لا محال لأبطال الوصل!

مارادونا بيننا

ملعب الوصل، ألا يكفيه فخراً أن مشى على عشبه أشهر، بل أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق، بيليه زائراً، مارادونا يوم حل في «الديرة» مدرباً لفريق الوصل في مايو 2011، لموسمين، سابقة لم يفعلها بالشرق الأوسط كله إلا الوصل، سابقة لا تليق إلا بمدينة مثل دبي فيها فريق اسمه الوصل.

11

يضم نادي الوصل 11 ملعباً لكرة القدم، تتوزع على الملعب الرئيسي، وملعباً لتدريبات الفريق الأول، و9 ملاعب فرعية للمراحل، إضافة إلى ملاعب مدرسة الكرة، وساحات خضراء لتدريبات لاعبي المدرسة، وملعب صناعي مكيف «كورة دوم».

20

أقيم في 20 أكتوبر 1980 مهرجان كبير بمناسبة افتتاح ملعب الوصل، اشتمل على بطولة مصغرة، شاركت فيها فرق الوصل والأهلي البحريني والقادسية الكويتي، وانتهت بخطف القادسية اللقب بعد فوزه على الوصل في النهائي 4-2.

80

يستثمر الوصلاوية جوانب مهمة من واجهات ناديهم بإقامة أكثر من 80 محلاً تجارياً تعزز وارداتها المالية، خزينة النادي للإيفاء بالتزاماته المتعددة.

صالة ومضمار

لا تقتصر المنشآت الرياضية بالوصل على ملاعب كرة القدم فحسب، بل يزخر النادي بمنشآت أخرى، منها صالة للألعاب الجماعية، ومضمار لألعاب القوى، ومسبح، ومركز للكاراتيه، وفندق، ومركز اللياقة البدنية، ومبنى للإدارة، ومسجد.

حقائق

1960 تاريخ تأسيس الوصل باسم «الزمالك»

1974 التأسيس الرسمي لنادي الوصل

1980 افتتاح ملعب نادي الوصل

8500 متفرج سعة ملعب الوصل

3406674 متراً مربعاً المساحة الإجمالية لنادي الوصل

 الحاج خميس: استاد زعبيل بمثابة ابني المدلل
بكلمات تفيض حباً وشوقاً وحنيناً، استخلصها من تجربة خدمة في ربوع نادي الوصل امتدت لأكثر من 40 عاماً، تحدث الحاج خميس سالم العضو، والمدير، ونائب، ورئيس مجلس الإدارة السابق، القطب الوصلاوي الشهير عن ملعب الوصل تحديداً، وذكرياته مع أقدم معالم القلعة الصفراء بقوله: لا أبالغ إذا ما قلت إن علاقتي بملعب الوصل أشبه بعلاقة أب مع ابنه، استاد زعبيل بمثابة ابني المدلل، خفت عليه، سهرت من أجل سلامته، وحرصت كثيراً ليكون في أبهى صورة.

أحلى صورة
ويضيف الحاج خميس قائلاً: ملعب الوصل يمثل شيئاً مهماً جداً لي، تواجدت يومياً فيه، كان بمثابة ابني المدلل، عشت فيه لحظات كثيرة من الفرح وأخرى من الحزن، كنت في غالب سنوات خدمتي في النادي، حريص جداً مع إخوتي في مجلس إدارة النادي على إجراء الصيانة شبه الدورية على مجمل الملعب، كي يظهر بأحلى صورة، ملعب الوصل يمثل «حاجة» عزيزة جداً على قلوب وضمائر عموم الوصلاوية، وليس أنا فقط.

هم وقلق
وعن أهم ذكرياته مع وفي ملعب الوصل، أجاب الحاج خميس قائلاً: الذكريات كثيرة، منها المفرح ومنها المحزن، ولكن أهم ذكرى بالنسبة لي هي تلك التي تتعلق بحصول فريق الوصل على أول بطولة، وهي درع الدوري العام لموسم 81-82، وكانت لحظات لا تنسى أبداً، وأتذكر بعد نهاية المباراة، ووسط الفرحة العارمة بالدرع الأولى، جلست لوحدي في ركن ما من الملعب، ووضعت يدي على رأسي، أفكر في أمر أهمني كثيراً، وأقلقني جداً.

100 ألف
ويكمل الحاج خميس سرد تفاصيل أهم ذكرياته في ملعب الوصل: جاءني الأخ سعيد حارب مدير فريق الوصل آنذاك، وسألني عن سبب جلوسي وحيداً، وبأي شيء أفكر، فقلت له، أفكر في الـ100 ألف درهم التي وضعناها شرطاً على النادي في عقد المدرب البرازيلي نينوس عندما اتفقنا معه في البرازيل على تدريب الوصل، وقد أوفى بوعده وقاد فريقنا للفوز بأول بطولة دوري، ولله الحمد، دفعنا المبلغ في الوقت المناسب للمدرب نينوس.

عقد التسعينات
ويواصل الحاج خميس قائلاً: لن أنسى تحويل عشب ملعب الوصل من الصناعي إلى الطبيعي في عقد التسعينات، ولن أنسى أيضاً إقامة أول بطولة مصغرة في ملعب الوصل في يوم افتتاحه في 20 أكتوبر 1980 بمشاركة فرق الوصل والأهلي البحريني والقادسية الكويتي، وأتذكر أيضاً، زيارة عدد من الفرق العربية والأجنبية الشهيرة وخوضها مباريات على ملعب الوصل، ولن أنسى زيارة الجوهرة بيليه للنادي، ولن تفارق ذاكرتي قيادة الأسطورة مارادونا مدرباً لفريق الوصل لمدة موسمين.

أمنية
وعن أمنيته الخاصة بملعب الوصل، أجاب الحاج خميس باقتضاب، أمنيتي أن يتم إجراء التحديثات اللازمة على الملعب، كي يظهر بصورته الجميلة التي تناسب كونه أحد رموز مدينة دبي الزاهية بكل ما هو جديد، وأعتقد أن إقامة نهائي كأس الخليج العربي الأخير بين النصر وشباب الأهلي، قد أحيا جانباً من أهمية وقيمة ملعب الوصل.