رغم شهرتها كواحدة من أفضل أكاديميات كرة القدم في الدولة، وربما الأبرز على الإطلاق، فإن أكاديمية الوحدة لكرة القدم لا تعيش فقط على إنجازات سابقة كأفضل أكاديمية أخرجت مواهب كروية، بل تسعى دائماً إلى مواكبة التغيرات والأساليب الحديثة في كرة القدم، من أجل استشراف المستقبل، والاستمرار في القمة، لتحقيق الهدف الأساسي، بتكوين وإعداد مواهب، ليس لخدمة فريق العنابي فقط، وإنما كعادتها لخدمة المنتخبات الوطنية كافة، وتعد الأكاديمية كنز المواهب واستثمار المستقبل.
وتشهد أكاديمية الوحدة مؤخراً نقلة نوعية جديدة وبفكر أكثر احترافية، مع التحول في الوقت ذاته إلى الجوانب الاستثمارية والاقتصادية، دون إغفال النواحي التربوية والمجتمعية، كونها ليست مؤسسة متكاملة تعمل بأسلوب منهجي ومؤسسي لا تهدف فقط إلى رفد الكرة الإماراتية بمواهب كروية واعدة، ولكن تسعى أيضاً إلى المساهمة في تكوين الأجيال الجديدة على المستويات كافة سواء الرياضية والتربوية والدراسية.
نجوم
وبرزت أسماء ونجوم عدة في سماء الكرة الإماراتية من خريجي أكاديمية الوحدة، ومنذ تأسيسها وظهورها إلى النور عام 2003 وهي تعد بمثابة الكنز الذي لا ينضب في اكتشاف ورفد الفريق والمنتخبات باللاعبين الموهوبين، وفي السنوات الأخيرة الماضية واصلت نهجها رغم ابتعاد الفريق عن بطولة دوري الخليج العربي، إلا أنها استمرت في تخرج لاعبين كثر ينتشرون في أغلب أندية الدولة، ويوجد في الوحدة أسماء واعدة في الفريق الأول الحالي، أبرزهم الحارس محمد الشامسي وماجد عبد الله سالم وخالد الظنحاني وطحنون الزعابي وإسماعيل الزعابي ومنصور الحربي وعبد الله الكربي وعبد الله أنور، بجانب توقع المزيد في الطريق خلال السنوات المقبلة.
تطوير
وحرصت إدارة الأكاديمية على تطوير مرافق الأكاديمية المقامة على مساحة كبيرة في منطقة الشهامة في أبوظبي، من خلال تطوير وصيانة الملاعب، وفق أفضل المعايير، حيث تستوعب الأكاديمية أعداداً كبيرة من اللاعبين بمختلف المراحل السنية.
وفي الفترة الأخيرة بدأت إدارة الأكاديمية في اتخاذ المزيد من الإجراءات التطويرية التي من شأنها أن تحافظ للأكاديمية على ريادتها، خصوصاً مع إنشاء الأكاديمية الاستثمارية مع بداية الموسم الحالي، والتي بدأت بالفعل في رفد أكاديمية النادي الرئيسية بالمواهب من مختلف الأعمار السنية، إذ تفتح الأكاديمية التجارية أبوابها أمام اللاعبين من عمر الـ 4 سنوات وحتى 18 سنة برسوم رمزية، في فرعين: الأول في مقر الأكاديمية بالشهامة، والثاني داخل مدينة أبوظبي، تضم من 250 إلى 300 لاعب، يدربهم مجموعة من المدربين المتميزين الحاصلين على رخص تدريبية محترفة.
13
شارك الوحدة في بطولة كأس دبي للقارات لكرة القدم تحت 13 سنة التي أقيمت منافساتها في مدينة دبي الرياضية بمشاركة 400 لاعب من 24 فريقاً يمثلون 12 دولة من مختلف قارات العالم، في مقدمتها ريال مدريد وبرشلونة وأرسنال وبايرن ميونيخ والزمالك بجانب أندية النصر والوصل وشباب الأهلي.
2003
تأسست أكاديمية نادي الوحدة لكرة القدم عام 2003.
7
تضم أكاديمية الوحدة في الشهامة 7 ملاعب رئيسية بجانب صالة جيم ووحدة طبية متكاملة وصالة للألعاب الرياضية.
الحمادي: تقييم مستمر لأداء المدربين واللاعبين
أكد عبد الباسط الحمادي، المشرف العام على أكاديمية الوحدة، أن الأجواء الإيجابية والروح الأسرية أهم ما يميز العمل داخل أكاديمية العنابي سواء في الأكاديمية الرئيسة أو أكاديمية ومدرسة الكرة الاستثمارية، مشيراً إلى أن الإدارة حريصة على عودة الأجواء الإيجابية حتى يشعر الجميع بالاستمتاع بالعمل من لاعبين ومدربين وموظفين .
وقال: أولى خطوات التطوير بدأت بالتعاقد مع الهولندي مارك فوتا، كونه صاحب خبرات واسعة ،لوضع منهجية فنية شاملة وتأهيل المدربين ومتابعة الفرق وإقامة ورش عمل تطويرية بشكل مستمر، ونحرص على إجراء تقييم للأداء بشكل ربع سنوي سواء للمدربين أو اللاعبين والفرق بصفة عامة والتعرف على النواقص لتطويرها كل 3 أشهر.
تقرير
وأضاف: طلبنا من المدير الفني تقريراً عن النواقص التي تعاني منها الفرق، وكان ملاحظاً أن عدداً قليلاً للغاية من اللاعبين على مستوى الدولة القادر على اللعب بكلتا القدمين، وهو أمر بات ضرورياً في الكرة الحديثة، بعدما شكل ضعفاً واضحاً لدى اللاعبين، بجانب تدريب المراحل السنية على الألعاب الهوائية وإتقان اللعب بالرأس بالإضافة إلى تحسين المنظومتين الدفاعية والهجومية، خاصة في المراحل العمرية الأكبر، فضلاً عن التركيز على العمل النوعي فيما يخص المهارات والانسجام في المراحل الصغيرة، والاهتمام بمدرسة حراس المرمى لتخريج حراس على أعلى مستوى.
وتابع: عمل الأكاديمية يطبق نظام «الإسكاوتينغ»، وهو اكتشاف المواهب من خلال متابعة المدارس والأكاديميات الخاصة وجلب اللاعبين المميزين لدعم أكاديمية الوحدة، بالإضافة إلى المشاركة بفرق الأكاديمية في البطولات الدولية لإكساب اللاعبين الخبرات .
دعم
وشدد الحمادي على أن الأكاديمية تسير وفق توجيهات سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس نادي الوحدة، الذي يحرص على تقديم كل الدعم اللازم ويتابع باستمرار عمل الأكاديمية من أجل إعادتها واستمرارها باعتبارها الأولى على مستوى الدولة، وأن تكون ضمن أفضل الأكاديميات كذلك على مستوى الشرق الأوسط.
وأوضح الحمادي أن الأكاديمية لا تركز على الجانب الرياضي فقط، وإنما يمتد عملها للجوانب التربوية، إذإن أغلب الأجيال الجديدة وفي ظل المتغيرات الحاصلة أصبحت تهتم بالألعاب الإلكترونية، وهناك نسبة كبيرة من الأعمار الصغيرة أصبحت تعاني من السمنة والخمول، وهو ما دفعنا للتركيز على هذا الأمر، ووجدنا تعاوناً كبيراً من أولياء الأمور، حيث نحرص على إجراء فحوصات دورية لكل اللاعبين ووضع برامج خاصة لمن يعانون من زيادة أو نقصان الوزن لإعداد لاعبين على أعلى مستوى بدني،، بالإضافة إلى تنظيم ورش تثقيفية وتعريف اللاعبين بالتحديات الحياتية التي تواجههم، خاصة في سن المراهقة، وبناء شخصية اللاعب منذ الصغر وكيفية التعامل مع الإعلام والجمهور والتحكم في النفس بهدف إعداد نشء يواكب الاحتراف، كما نهتم بمتابعة اللاعبين في المدارس
معايشة
وقال: في كل مرحلة سنية حالياً نملك مجموعة من المواهب الذين سيصبح لهم شأن كبير مستقبلاً سواء مع النادي أو المنتخبات، ونحرص على إرسال الموهوبين والمدربين لفترات معايشة مع الأندية العالمية، بالإضافة إلى التواصل عن طريق المدير الفني مع بعض الأندية في أوروبا ضمن توجه لعمل توأمة وتعاون مع الأندية الأشهر في أكاديميات كرة القدم سواء في هولندا أو إسبانيا أو كرواتيا.
إسلام شكري: بروز 11 موهوباً في 3 أشهر
أكد إسلام شكري اللاعب الدولي المصري السابق، مدير الاستثمار في أكاديمية الوحدة، أن الإقبال على الانضمام للأكاديمية، شهد تزايداً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، وحرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بالأكاديمية، في ظل ما وجدوه من عمل مميز منذ إنشاء الأكاديمية التجارية، وكشف أنه منذ إنشاء الأكاديمية التجارية، استطاعت رفد فرق المراحل السنية بأكاديمية الوحدة، بـ 11 لاعباً من الموهوبين، برزوا في فترة وجيزة، لا تتجاوز الـ 3 أشهر، ومع الوقت سيزداد العدد، بما يحقق الهدف الأساسي باكتشاف مواهب في كل المراحل العمرية، منوهاً بأن الأكاديمية التجارية لا تكتفي فقط بالتدريب، وإنما المشاركة كذلك في بطولات ومباريات ودية لتأسيس اللاعبين بالشكل الصحيح، ومن ثم المشاركة في دوري الأكاديميات الخاصة.
وأشار إسلام شكري إلى أن إنشاء الأكاديميات الاستثمارية في أندية الدولة، جاء متأخراً للغاية، حيث إن هذا الأمر متبع ومتعارف عليه في أغلب أندية العالم، التي تملك أكاديميات تجارية تستفيد منها، سواء من الجانب المادي أو الفني، خصوصاً أن الأكاديميات الرئيسة لها طاقة استيعابية، وهناك مواهب قد لا تستطيع الحصول على فرصة، وبالتالي، الأكاديمية التجارية لها دور كبير في اكتشاف المواهب.
وقال: أصبحت الأكاديمية التجارية أمراً ضرورياً في كل نادٍ، للحصول على الرخصة الاحترافية، وتضم الأكاديمية أكثر من 12 مدرباً، جميعهم حاصل على الرخص التدريبية الاحترافية، إذ إنه لا يمكن الانضمام للأكاديمية إلا للمدربين المعتمدين، وهناك دورات وورش عمل مستمرة لتطوير المدربين على أحدث الأساليب المتبعة في كرة القدم.