لن تغيب عنا سيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، وستبقى ذكراه العطرة ومواقفه الطيبة أبد الدهر في قلوبنا وهو الشعار الذي تفاعل معه كل أبناء الوطن بعد رحيله عنا، لأنه متأصل في القلوب، وجاءت ردود الأفعال الحزينة تعبيراً عما يجيش في صدورها من مشاعر، تستمد قوتها كل صباح من محبة أوضح من إشراقة الشمس، للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ربان السفينة الذي قاد وطنه إلى شاطئ الإنجازات والانتصارات، متسلحاً بميراث من الوفاء والمحبة للشعب، متأصل في جذور هذا الوطن، ولأن الرياضيين جزء من نسيج هذا الوطن، ولأنهم يعلمون أياديه الكريمة على هذا القطاع، فقد تسابقوا للتعبير عن محبتهم وولائهم لقائد الوطن، مجمعين في صوت واحد على أن ما تحقق من إنجازات وانتصارات، لم يكن له أن يتحقق لولا دعمه لهذا القطاع، الذي يباهي بما توافر له من دعم ومرتكزات للنجاح والتألق.

ولاء

الرياضيون عبروا برسائل حب للفقيد الراحل الكبير، تنوعت مضامينها ولكن سطورها تشكلت بمداد المحبة والولاء والعرفان بعطاءاته السخية، التي باتت معها رياضة الإمارات رقماً عالمياً، بمنشآتها وبطولاتها وانتصاراتها.. باتت رياضة الإمارات بفضل توجيهاته طيب الله ثراه، على منصة التتويج ولم تقتصر إنجازات الوطن في عهده، على مجال محدد فقد تنوعت على مدار السنوات الماضية ما بين سياسية واقتصادية ورياضية وغيرها في شتى مجالات الحياة وفي الرياضة، تنامت الإنجازات بشكل مبهر، وأصبحت الأحلام حقيقة تجسدت على أرض الواقع من خلال دعم غير محدود من قبل راعي الرياضة والرياضيين، ويوماً بعد يوم وعاماً بعد عام ترتقي الإمارات من درجة إلى أخرى أعلى في سلم المجد.

إنجاز

كما شهدت الساحة الرياضية إنجازاً تاريخياً بكل المقاييس، حينما روى المنتخب الأولمبي ظمأ السنين، وأكد أن عصر «خليفة» عصر الازدهار لرياضة الوطن، وبفضل دعمه واهتمامه، حققت الرياضة الإماراتية نجاحات كبيرة، ومثلت مكارم المغفور له الشيخ خليفة، السخية، لأبناء وطنه الرياضيين قوة دفع قادتهم إلى منصات التتويج العالمية ومكنتهم من تحقيق الإنجازات في مشاركاتهم على المستويات الخليجية والعربية والقارية والدولية، من قناعة تامة بأن الرياضة أصبحت مقياساً لرقي الأمم وحضارة الشعوب، وبأن الشباب الركيزة الأساسية لبناء الوطن.

وشهدت الرياضة الإماراتية في عهده طفرة هائلة لم تكن لتتحقق لولا الاهتمام الكبير من القيادة السياسية بها، والتي كانت كفيلة بأن تؤدي بمختلف الألعاب للازدهار والتطور، وخاصة بعد الاهتمام الكبير بجيل الناشئين والشباب في مختلف الألعاب، بما يحقق التطور اللازم في نظرة ثاقبة وبعيدة للمستقبل سواء على المدى القريب أو البعيد.

وبصفة سنوية، حرص المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، على دعم أبناء الوطن من الرياضيين والمدربين والإداريين في حفل تكريم أصحاب الإنجازات الرياضية، حيث تقيم الهيئة العامة لرعاية الرياضة حفلاً يمثل عيداً للرياضيين في العاصمة أبوظبي.

نقلة

وكانت الرياضة الإماراتية قد شهدت نقلة كبيرة بحصول رياضة الإمارات على العشرات من الميداليات على المستوى الدولي، والآسيوي، والعربي، والخليجي.

وكان للتكريم السنوي الذي كان يقدمه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، أثره البالغ في دفع الرياضيين لمزيد من التألق، لعنايته الخاصة بالشباب الملموسة في المجالات كافة، وإن الإمارات بقيادته أولت اهتماماً كبيراً بأبنائها، ووفرت لهم الإمكانات كافة لتأهيلهم لخدمة الدولة بأفضل صورة حتى أصبح أبناء الإمارات مشرفين في كل المحافل في ضوء النهج الذي أرساه، الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

فمبادرات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الخاصة بالشباب والرياضة ملموسة لدى الجميع، وأكبر دليل أن إنجازاتنا في الرياضة تخطت كل الحدود، وبلغت الآفاق لتبعث برسالة للعالم تؤكد فيها أن قطاع الرياضة يسير في خط متوازٍ جنباً إلى جنب مع قطاعات الدولة كافة والتي شهدت نهضة كبيرة جعلت دولتنا محل اهتمام العالم، وليس أدل على ذلك من الثقة الكبيرة التي تحظى بها بلادنا باستضافة وتنظيم كل الأحداث الكبرى ما جعلها وجهة للرياضة العالمية في الكثير من الرياضات.

بناء

إن ما قام به الفقيد الغالي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تجاه قطاع الشباب والرياضة استكمال للرسالة التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي الرسالة التي تقوم في الأساس على بناء الإنسان قبل أي شيء. فمنذ عام 2005 تعمل الإمارات من خلال خطة «التنمية المستدامة» التي تم إقرارها، وهي مشروع يقوم على بناء الإنسان في المقام الأول، في ظل إيمان الدولة وقياداتها بأنه لا تطوير في أي مجال من دون تطوير وبناء شخصية الإنسان نفسه، باحتسابه أساس أي بناء، إذ لا تنمو دولة من دون نمو شبابها.

دعم

وعلى صعيد كرة الإمارات مثلها مثل بقية الرياضات، محظوظة بالدعم الذي لقيته من فقيد الوطن الكبير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الأمر الذي وصل بها إلى أعلى المراتب الفنية والتنظيمية، وأسهم في إعلاء شأنها في المحافل الإقليمية والقارية والدولية فمكارمه لتشجيع اللاعبين والمتفوقين في مختلف المناسبات، وحرص سموه على استقبال المنتخبات صاحبة الإنجازات أكبر حافز لمختلف المنتمين إلى المجال الرياضي لبذل مزيد من الجهد والعطاء وتشريف الدولة بالدعم الذي خصه للأندية، وبالتحديد أندية الهواة، وذلك من خلال مكرمة ثمينة أسهمت بقدر كبير في الارتقاء بالمنشآت الرياضية لهذه الأندية، وساعدتها على توفير البنية التحتية الملائمة لشباب الوطن لممارسة هواياتهم في أفضل الظروف، مؤكداً امتنان مسؤولي الأندية بما وجدوه من اهتمام وعناية.

إن كرة الإمارات مدينة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، بالمكانة التي وصلت إليها، بفضل ما يجده اللاعب الإماراتي من ظروف ملائمة لممارسة كرة القدم في أجواء مواتية تساعد على تحفيز الطاقات والتألق والبروز، الأمر الذي أسهم في تبوؤ مكانة مرموقة بين بقية الدول تحفز الجميع على العمل وحصد النجاحات.

اهتمام

كما باتت الإمارات في فترة زمنية قصيرة مثالاً يحتذى به في الاهتمام بالكرة والرياضة بصفة عامة، حتى إنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى عاصمة رياضية عالمية تجلب أكبر المنتخبات والفرق العالمية التي تحرص على إقامة بطولاتها ومعسكراتها في ملاعب الدولة من خلال التألق والبروز في الأحداث والبطولات العالمية الكبرى، ورفع راية الإمارات عالياً فالحرص على دعم الفعاليات والأنشطة كافة التي من شأنها أن تبرز الوجه الحضاري الذي وصلت إليه الدولة في شتى المجالات، تجاه الرياضة والرياضيين لأنهم واجهة الدولة أمام العالم أجمع، لتمثيل الإمارات ورفع رايتها عالياً في شتى المحافل الرياضية الإقليمية والدولية، ونتذكر ما قاله «طيب الله ثراه»، عقب مصافحة أبطال «خليجي 21»: إن الإنجاز الذي حققه أبناء الإمارات في هذا المحفل الخليجي الرياضي الكبير قد رسم الفرحة والبهجة في عموم دولة الإمارات، وجدد احتفالاتنا المستمرة بما نحققه من إنجازات، وهو فرصة للتعبير عن تلاحمنا وحبنا الأزلي لهذا الوطن المعطاء.

وهنأ شعب دولة الإمارات بهذا الإنجاز الرياضي الخليجي، مؤكداً أن الإنجازات لا تتحقق عبثاً بل من خلال عمل دؤوب والصبر والإيمان بالذات وحب الوطن قبل أي شيء آخر.

راية

في عصر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، باتت الرياضة من أهم المجالات التي نوليها كل اهتمامنا في دولة الإمارات، موضحاً أن تطورها وتحقيق إنجازاتها يعكس الوجه الآخر من التطور والنمو والازدهار في الصعد كافة وتحدث طيب الله ثراه إلى أبنائه اللاعبين قائلاً: إن البطولات والنتائج ورفع راية الوطن عالياً لن تتحقق إلا بالمثابرة والتفاني وحب الوطن وبذل الجهد وترجمة ما يسخر من إمكانات على أرض الواقع، وهذا ما تحقق بالأمس معكم، ونريده أن يتحقق في بطولات قادمة في المستقبل.

شكر

كما حرص المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، على مواصلة دعم الرياضة والرياضيين بالدولة في مختلف الألعاب لتستمر معها سواعد شباب الإمارات في رفع راية الوطن في كل محفل بالداخل أو الخارج فالرياضة وتطورها في مختلف الألعاب وما يتحقق معها من إنجازات وبطولات إقليمية ودولية أصبحت تعكس للعالم أجمع جانباً مهماً وصورة واضحة للتطور والرقي في المجالات الأخرى، إلا أن اهتمام دولة الإمارات بالرياضة لا يقل أهمية عن اهتمامها بأي مجال آخر وطالبهم بأن يتخذوا من هذا الإنجاز خطوة أولى في مشوار قادم من الإنجازات التي تعكس مدى ما وصلت إليه الدولة من تحضر وتطور في مختلف المجالات، وأن يكونوا قدوة ومثالاً لغيرهم من الشباب بالتحلي بالأخلاق الحميدة.

وعبر الرياضيون عن عميق شكرهم وتقديرهم وامتنانهم للدعم الكبير الذي يلقونه دائماً من المغفور له بإذن الله في البطولات والمسابقات والمنافسات الرياضية كافة التي تقام داخل الدولة وخارجها، معربين عن أملهم أن يكونوا عند حسن ثقة القيادة بهم في المستقبل، وتحقيق المزيد من البطولات، وإعلاء راية الوطن في كل محفل رياضي قادم.