غالباً ما ترتبط أحلام حصد ألقاب كرة القدم، بمدى حنكة ومهارة المدربين، ويقاس تأثير المدرب بمقدار الألقاب والبطولات التي يحققها، وفي كرة القدم الإماراتية على صعيد الفرق المحترفة، كان لبعض المدربين تاريخ وتأثير قوي وواضح، والبعض الآخر أخفق في إحراز أي ألقاب في مسيرتهم مع الأندية.

وبعدما بلغت محطة الموسم 14 في ظل سنوات الاحتراف، والتي شهدت استقطاب 165 مدرباً، بدءاً من موسم 2008 - 2009 حتى 2021 - 2022، لم ينجح منهم سوى 23 مدرباً فقط في الوقوف مع فرقهم على منصات التتويج، بألقاب 53 بطولة محلية، الدوري بشتى مسمياته، والكأس، وكأس الرابطة بتنوع مسمياته، وكأس السوبر، وبنسبة إخفاق وصلت إلى 87 %.

وطوال مواسم سنوات الاحتراف الـ 14، تسابقت فرق أندية كرة القدم الإماراتية على جذب 165 مدرباً من شتى جنسيات العالم، نجح من بينهم 23 مدرباً فقط في نيل 53 لقباً محلياً، فيما أخفق 142 مديراً فنياً في الخروج من بوابة ناديه الإماراتي بأي لقب، بعدما تفاوتت نسبة نجاح كل منهم مع هذا الفريق أو ذاك، وفقاً لمستوى كفاءة أولئك المدربين، ومدى توفر ظروف النجاح، ومتطلبات الفوز بلقب هذه البطولة أو تلك.

14 موسماً

وشهدت مواسم سنوات الاحتراف الـ 14 في كرة القدم الإماراتية، إلغاء بطولتين فقط، وذلك في موسم 2020-2019، الأولى الدوري العام، والثانية، الكأس، نتيجة تفشي وباء «كورونا» عالمياً، وما فرضه من احترازات واجبة التطبيق، حالت دون دوران عجلة قطار الساحرة المستديرة في ذلك الموسم، مع عدم التعرف حالياً إلى هوية المدرب الذي سينال لقب بطولة الكأس لموسم 2022-2021، بين الشارقة بقيادة مدربه الروماني كوزمين، والوحدة بقيادة مدربه البرتغالي كارفالهال، بعد تأجيل موعد إقامة المباراة النهائية.

وتوزعت الألقاب الـ 53 التي نجح 23 مدرباً، بنيلها طوال 14 موسماً من الاحتراف في كرة القدم الإماراتية، على 10 ألقاب للروماني كوزمين، والذي وضع بصمته الفنية الواضحة على قمة الناجحين من المدربين، وذلك خلال توليه مهمة تدريب فريقي العين وشباب الأهلي، فيما نال 5 مدربين 3 ألقاب لكل منهم، وهم، الإماراتي مهدي علي مع شباب الأهلي، والكرواتي زلاتكو مع العين، والبرازيلي براغا مع الجزيرة، والألماني شايفر مع العين، والروماني ريجيكامب مع الوحدة.

كما توزعت الألقاب الـ 53 على 11 مدرباً من مختلف الجنسيات، وبواقع لقبين لكل مدرب، وهم، الإماراتي عبد العزيز العنبري مع الشارقة، والهولندي تين كات مع الجزيرة، والكرواتي زوران مع العين، والتشيكي هاشيك مع شباب الأهلي، والنمساوي هيكسبيرغر مع الوحدة، والهولندي كايزر مع الجزيرة، والإسباني كيكي مع شباب الأهلي، والكرواتي ريبروف مع العين، والمكسيكي أغيري مع الوحدة، والصربي إيفانوفيتش مع النصر، والأرجنتيني رودولفو مع شباب الأهلي.

ونال 6 مدربين لقباً واحداً لكل منهم، من الألقاب الـ 53 طوال سنوات الاحتراف لكرة القدم الإماراتية، وهم، الإماراتي عيد باروت مع فريق الإمارات، والعراقي عبد الوهاب عبد القادر مع عجمان، والتونسي غازي الغرايري مع فريق الإمارات، والبرازيلي بوناميغو مع شباب الأهلي «الشباب سابقاً»، والكرواتي كرونوسلاف مع النصر، والبرازيلي كايو مع الجزيرة.

النفس الطويل

منصور عبد الله نائب رئيس لجنة الإحصاء والتوثيق في اتحاد الإمارات لكرة القدم، المتخصص في علوم الإدارة الرياضية، لفت إلى أن توزيع الألقاب الـ 53 خلال 14 موسم احتراف على 23 مدرباً، يبدو منطقياً، و«الحسبة» واقعية جداً، معللاً ذلك بمدى توفر عوامل الفوز، خصوصاً في بطولة الدوري، والتي غالباً ما تتطلب نفساً طويلاً من الطامحين بدرع البطولة، مشدداً على أن جميع الفرق التي توجت بدرع الدوري، استحقت الوقوف على منصة التتويج في جمع المواسم الـ 14.

وشدد على أن هناك مدربين من بين الـ 23 مدرباً، نالوا مع فرقهم الإماراتية، ألقاب بطولات الكأس، وكأس الرابطة، وكأس السوبر، كون تلك البطولات ذات نسق سريع، معتبراً ذلك نوعاً من الاجتهاد الفني من قبل المدرب نفسه.

باروت والغرايري

واعتبر نائب رئيس لجنة الإحصاء والتوثيق في اتحاد الكرة الفوز بألقاب بطولات الكؤوس، دليلاً على «شطارة» وذكاء المدرب، مستذكراً نماذج إيجابية في هذا الصدد، منها المدرب الوطني عيد باروت، والتونسي غازي الغرايري، اللذين قادا فريق الإمارات إلى التتويج بلقبي الكأس وكأس السوبر، على حساب فريقي شباب الأهلي «الشباب سابقاً» والوحدة.

وأشار إلى أن الفوز بدرع الدوري أصعب ويتطلب تعاقدات مكلفة، ومدربين ذوي كفاءة فنية عالية، ومتطلبات إدارية مؤثرة، ومحفزات جماهيرية، تدفع الفريق ومدربه نحو خوض غمار التنافس على درع الدوري بإصرار وتحدٍ، يقودان في نهاية المطاف إلى منصة التتويج.

10

ينفرد الروماني كوزمين، بكونه المدرب الوحيد الذي نجح في حصد 10 ألقاب مع فريقين، هما العين وشباب الأهلي في 3 بطولات للأندية المحترفة في كرة القدم الإماراتية، الدوري، وكأس الرابطة، والسوبر، مع إمكانية أن يزيد «غلته» كونه يقود حالياً فريق الشارقة، وينتظره لقب بطولة الكأس في حال الفوز على منافسه الوحدة، وهو اللقب الوحيد الذي لم يتمكن كوزمين من الظفر به حتى الآن.