يضم عالم كرة القدم العديد من النجوم الذين سلموا الراية لأبنائهم بعد اعتزال الساحرة المستديرة، فمنهم من يتطلع إلى استكمال رحلة المجد والشهرة، مثل دانييل مالديني المعار حديثاً من نادي ميلان الإيطالي إلى سبيزيا، وهو نجل باولو مالديني أحد أفضل المدافعين في تاريخ الكرة الإيطالية، حيث يسير اللاعب على خطى والده وجده سيزار مالديني. كما استطاع النجم البرازيلي نيمار لاعب باريس سان جيرمان أن يحقق ما لم يصل إليه والده، حيث وصل بعيداً في عالم الأضواء والشهرة رغم أن والده كان لاعباً محترفاً في البرازيل، إلا أن الابن ذاع صيته في مشارق الأرض ومغاربها، إضافة إلى اسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان الذي يعول على ابنيه إنزو ولوكا في المستقبل، وغيرهم العديد من الأسماء الذين يؤكدون أن «ابن الوز عوام».

وليست كرة الإمارات بمنأى عما تشهده الكرة العالمية من توارث بين الأجيال في ممارسة اللعبة الشعبية الأولى، حيث تضم الساحة المحلية نماذج عديدة تعكس مدى شغف لاعبين بكرة القدم بعد تأثرهم بآبائهم، الذين حفروا أسماءهم بحروف من ذهب ومداد من نور في تاريخ الكرة الإماراتية، لكن تركة الآباء كانت ثقيلة كما يبدو في المشهد المحلي، خاصة وأن بعض اللاعبين الآباء نالوا شرف المشاركة التاريخية في نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا مع منتخبنا الوطني الأول، وهو الإنجاز الذي لم يتكرر حتى وقتنا الحالي عبر مختلف الأجيال التي مرت علينا بعد جيل «مونديال 90».

ابن «السوبرمان»

من اللاعبين الذين ساروا على درب آبائهم، الحارس مايد محسن مصبح، ابن «السوبرمان» محسن مصبح حارس منتخبنا الوطني ونادي الشارقة سابقاً، حيث يدافع مايد عن ألوان قميص الشارقة على خطى والده، وتمت إعارته إلى نادي ليغانيس الإسباني في عام 2019 مع مجموعة من المواهب، التي حظيت برعاية مجلس الشارقة الرياضي بهدف تطوير مستواهم من خلال تجربة احترافية خارجية في إسبانيا.

ويعتبر حارب عبد الله سهيل لاعب شباب الأهلي، واحداً من أبرز الأسماء التي برزت مع منتخبنا الوطني في الفترة الماضية بعد تألقه مع «الفرسان»، وهو ابن عبد الله سهيل لاعب الشارقة السابق، ويعد من المواهب التي تعول عليها كثيراً الكرة الإماراتية في المستقبل، خاصة بعد تألقه اللافت على المستوى القاري وتصدر قائمة أفضل المواهب الشابة في القارة مع نهاية شهر يونيو الماضي ، نتيجة ظهوره اللافت مع المنتخب بدءاً من المباراة الحاسمة في ختام تصفيات دور المجموعات بمونديال 2022، أمام كوريا الجنوبية بإحرازه هدف الفوز، ثم ظهوره بمستوى رائع أمام أستراليا في الملحق الآسيوي.

وقدم سالم حديد لاعب الشارقة ومنتخبنا الوطني سابقاً، أحد أبنائه في ملاعب كرة القدم الإماراتية وهو اللاعب فهد حديد «29 عاماً»، الذي يواصل مسيرة والده بعد أن نشأ في نادي الشارقة ومر على محطات بارزة في مشواره الكروي مع الوصل والنصر والعين قبل الاستقرار على نادي خورفكان أخيراً الذي يشارك معه للموسم الثاني على التوالي في دوري «أدنوك» للمحترفين«.

«عيال غانم»

ولم تنته قصة «عيال غانم» بعد المشاركة التاريخية للشقيقين مع منتخبنا الوطني الأول في نهائيات كأس العالم 1990 في روما، حيث يضم نادي خورفكان حالياً الشقيقين عامر وخليفة مبارك أبناء النجم السابق مبارك غانم، وتعتبر عائلة أبناء غانم عائلة كروية من الطراز الرفيع بعد أن قدموا عدة أسماء في ملاعب الكرة الإماراتية خلال الفترة الماضية.

ذاكرة

وتزخر ذاكرة الملاعب الإماراتية بالعديد من النجوم مثل وليد عبيد لاعب منتخبنا الوطني ونادي «الشباب سابقاً» وهو أحد المدربين الوطنيين الذين خاضوا تجارب في العديد من الأندية مثل اتحاد كلباء وحتا ومصفوت والذيد، ويعتبر ابنه عيسى «23 عاماً» أحد اللاعبين الواعدين هو امتداد لرحلة النجاح التي سطرها والده، واستطاع اللاعب الابن خوض العديد من المحطات رغم صغر سنه في صفوف أندية شباب الأهلي وحتا والذيد قبل الاستقرار أخيراً في نادي الحمرية. ومن أشهر اللاعبين الذين مروا عبر تاريخ الكرة الإماراتية، سبيت خاطر لاعب منتخبنا الوطني والعين والجزيرة والفجيرة سابقاً، والذي كان ضمن الأسماء اللامعة التي ساهمت في تحقيق الإنجاز الآسيوي لنادي العين عام 2003 بتحقيق لقب دوري أبطال آسيا، حيث يمضي نجلاه خاطر وهزاع على دربه بعد ظهورهما مع فريق 21 سنة في نادي الجزيرة خلال الفترة الماضية. ومضى خميس صالح الحمادي، اللاعب الشاب بفريق الكرة بنادي بني ياس قدماً في مشواره الكروي الواعد، ليسير على خطى والده صالح إسماعيل لاعب منتخبنا الوطني سابقاً.

وشارك خميس الحمادي 23 عاماً في 25 مباراة خلال الموسم الماضي بواقع 21 مباراة في دوري أدنوك للمحترفين و4 مباريات في كأس الرابطة.

سعادة

وأعرب المدرب الوطني وليد عبيد عن سعادته بمشاهدته ولديه عيسى وشقيقه عمر الذي يلعب مع فريق تحت 14 سنة في نادي شباب الأهلي، حيث يحرص بدوره على توجيههما داخل الملعب وخارجه، ويعزز بعض المبادئ والقيم لديهما مثل التواضع واحترام زملائهما في الفريق إلى جانب الالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه واتباع أسلوب حياة صحي يتوافق مع مفهوم الاحتراف مثل عدم السهر والتغذية الصحية السليمة، مشيراً إلى أنه يردد على أبنائه دائماً أن كرة القدم لا تعترف بالمجاملات و«الواسطات».

وأضاف وليد عبيد إنه أشرف على تدريب ابنه عيسى في فترة من الفترات في نادي الذيد، وشعر بالارتياح لأنه يحرص على الإصغاء والالتزام بالتوجيهات، ولديه إمكانيات قادر على تطويرها في المستقبل إلى جانب شقيقه عمر إحدى المواهب الذي يذكره بنفسه في الصغر، متمنياً التوفيق لهما في مشوارهما رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها اللاعب المواطن في ظل رفع عدد المحترفين الأجانب إلى جانب مشاركة اللاعبين المقيمين.

شغف

وقال اللاعب محمد مال الله لاعب خورفكان السابق: إن شغف كرة القدم لدى اللاعبين ينتقل غالباً إلى الأبناء الذين يتأثرون بآبائهم، وعلى المستوى الشخصي كان والده لاعباً ثم إدارياً في نادي خورفكان مما عزز من العلاقة بينه وبين كرة القدم خاصة وأنها كانت تتصدر المشهد قبل انتشار ودخول العديد من الرياضات الأخرى في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنه ينتمي إلى عائلة كروية كان لها تأثير على تعزيز علاقته بالساحرة المستديرة التي خاض من خلالها تجارب عديدة مع أنديتنا المحلية، ومن بينها النجم المونديالي السابق عبدالله سلطان الذي ارتدى قميص(الأبيض) في نهائيات كأس العالم 1990 إلى العديد من أقاربه الذين شاركوا سواء مع المنتخب أو الأندية.