أخطاء الدفاع «مكابح» التألق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعددت الأخطاء الدفاعية الفردية خلال الجولات الماضية لدوري أدنوك للمحترفين من قِبَل لاعبين يتمتعون بالخبرة الميدانية، سواء المحلية أو الدولية، الأمر الذي بدا وكأنه «مكابح» توقف عجلة التألق، وتمنع الانتصارات في بعض الأوقات، وهي الأخطاء التي تأتي نتيجة العديد من الأسباب، منها الثقة الزائدة وقلة التركيز والفارق في القدرات، وعدم التهيئة النفسية الكافية، ما يزعج الأندية ويكلفها نقاطاً غالية. 

هناك العديد من الأمثلة لتلك الأخطاء التي برزت بشكل واضح خلال الجولات الماضية، حيث استغل لاعب بني ياس البرازيلي رفائيل خطأ دفاعياً للاعب دبا الفجيرة إبراهيم المنصوري، لينفرد بالمرمى ويسجل هدفاً لفريقه، ومن خطأ «فادح» لمدافع خورفكان خليفة مبارك الذي حاول مراوغة مهاجم شباب الأهلي محمد جمعة بيليه في المنطقة الخطرة، ليخطف الأخير الكرة ويضعها على يسار حارس خورفكان أحمد حمدان، وتسبب خطأ من مدافع العين في إحراز النصر هدفه في مرمى العين، وتسجيل اللاعب أحمد برمان هدفاً بالخطأ في مرماه في مباراة فريقه مع الوحدة، وتسجيل منديز في مرماه خلال مباراة فريقه أمام بني ياس عندما حاول إبعاد الكرة بطريقة خاطئة، والأمر تكرر مع المدافع حبيب يوسف لاعب البطائح، عندما حاول إبعاد الكرة عن مهاجم خورفكان، الذي تفوق بمهارته العالية واستغل الخطأ بإحراز هدف.

تأثير

ويبرز السؤال المهم: ما الأسباب التي تدفع اللاعبين أصحاب الخبرة إلى الوقوع في تلك الأخطاء التي يكون لها تأثير سلبي في العديد من الفترات على نتائج فرقهم خلال مشوار المنافسات؟

«البيان» استطلعت آراء عدد من المختصين والفنيين والمحليين عن تلك الأمور التي يرى البعض أنها غير مقبولة، خاصة أنها تحدث من لاعبين لديهم خبرات متراكمة محلياً وقارياً، والبعض يعلل السبب بالثقة الزائدة، خاصة في مباريات الفرق متوسطة المستوى، ويطالب بعض المختصين بضرورة تأهيل اللاعب نفسياً قبل خوض المباريات لتجنب العديد من الضغوط التي يتعرض لها اللاعب خلال المنافسات، ويكون لها تأثير سلبي على أدائه.

ثقة

ويرى عبدالله حسن، المحاضر في الاتحادين الدولي والآسيوي والمدير الرياضي لنادي البطائح أن تعدد أخطاء اللاعبين الكبار من أصحاب الخبرة يعود إلى الثقة العالية بالنفس، أو اللعب بقدرات أعلى من قدراته، وعدم تقدير موقف اللعب بشكل جيد، فتقطع منه الكرة وترتد على فريقه بهدف، خاصة مع المهارة العالية للمهاجمين، ما يتطلب ضرورة الإعداد الذهني للاعبين قبل المباريات، سواء كانت مع فرق كبيرة أم صغيرة، ومع المتغيرات التي تحدث خلال المباريات يقع اللاعب أحياناً في بعض الأخطاء من خلال القيام بأداء بعض الألعاب المهارية في موقف واحد ضد واحد في مناطق لعب لا تحتمل المجازفة، سعياً لإثبات التفوق الذاتي، لكنه أحياناً يصطدم بقدرات عالية من منافسيه، ما يؤدي إلى ارتكابه أخطاء، وتتعزز تلك الأخطاء مع عدم انتباه وتركيز حراس المرمى.

حالة ذهنية

وأكد أيمن الرمادي، المحلل الرياضي، أن الأخطاء الدفاعية التي يرتكبها اللاعبون لها العديد من الأسباب، منها التفكير المتأخر في التصرف ببعض مواقف اللعب، والحالة الذهنية غير المنضبطة، ما يؤدي إلى ارتباك المدافعين وتعدد أخطائهم، وهنا الأمر يحتاج إلى ضرورة تحضير اللاعب ذهنياً من قبل المحيطين بالفريق من إدارة وجهاز فني، حتى يكون اللاعب مهيأ للمباريات، وبالتالي يزداد تركيزه وتقل أخطاؤه.

وأشار إلى وجود أجهزة دقيقه لقياس معدل تركيز اللاعبين خلال المباريات في الأندية الأوروبية، وبناءً على تلك القياسات يتم التعامل مع اللاعبين والسعي لتدارك أخطائهم بالعديد من الوسائل، سواء الفنية أو النفسية، وليت الأمر يتم تطبيقه محلياً.

ضعف التأسيس

وأشار إسماعيل راشد، مدافع الوصل والمنتخب الوطني الأسبق، إلى نقطة مهمة متمثلة في ضعف تأسيس اللاعبين من مرحلة قطاع المراحل السنية، وبالتالي تعدُّد أخطائهم سواء في التمركز الصحيح أو الضعف في مراقبة المهاجمين، ومن الصعب على الأجهزة الفنية علاج أخطاء متراكمة في مهام وقدرات اللاعبين، إذ ينصب اهتمامهم على دعم الجوانب الخططية والتكتيكية، لذلك لا بد من الاهتمام الجيد بالتأسيس الصحيح للاعبين من بداية التحاقهم بفرق المراحل السنية، حتى تكون مشاركتهم قوية حينما يصعدون للفرق الأولى.

ويرى أن المهاجم القناص يعمل ألف حساب للاعب المدافع الذي يمتلك الخبرة والحنكة، ولكن حينما يلاحظ أن قدرات المدافع ضعيفة فإنه يستخدم مهاراته الشخصية لدفعه إلى الخطأ، ومن ثم استغلال الخطأ في إحراز الأهداف، لذلك على المدافع مهما كانت خبرته أن يلعب بشكل منضبط ويعمل ألف حساب للمهاجمين، مع أهمية التحضير النفسي من اللاعب نفسه لكل المباريات، سواء كانت كبيرة أم صغيرة حتى يؤدي بشكل متميز.

الجانب النفسي

وقال الدكتور ناصر العامري، المحاضر النفسي: العامل النفسي أصبح مهماً في دنيا الرياضة، ولاعب كرة القدم يعتمد على المهارة والجانبين البدني والتكتيكي، وإذا كان اللاعب لا يملك المهارة يصعب عليه الإبداع في مجال عمله، لذلك تولي الأندية الأوروبية اهتماماً كبيراً بالعامل النفسي في إعداد لاعبيها للمنافسات.

وأشار إلى عدة عوامل وراء تعدد أخطاء المدافعين، منها غياب التركيز، حيث من المفترض ألا يقل تركيز اللاعب المدافع عن 80 % خلال المباريات، إضافة إلى الثقة الزائدة في الأداء، التي يقال عليها «الثقة الزائفة»، وتلك الثقة عادة ما تنتاب اللاعب المخضرم، خاصة حينما يتقابل فريقه مع منافس أقل منه مستوى فنياً، إضافة إلى عدم انتظام اللاعب في نومه وغذائه، لذلك لا بد أن تولي أنديتنا اهتماماً كبيراً بالتأهيل النفسي للاعبين قبل المنافسات، حتى يتهيأ اللاعب بشكل جيد لأداء مهمته على الوجه الأكمل، وقال: كانت هناك تجربة مع فريق الظفرة قبل عدة سنوات، واستطعنا انتشال الفريق من منطقة الخطر وتقديم اللاعبين أداءً قوياً، بعد أدائهم تدريبات تطبيقية نفسية مع اللاعبين.

ويطالب الدكتور ناصر العامري بضرورة الاهتمام بتأسيس اللاعبين نفسياً من مرحلة قطاع المراحل السنية حتى يكون اللاعب مهيأ لأداء مهمته بشكل كامل حينما يصعد للفريق الأول.

 

Email