معايشة لاعبينا في أوروبا.. فكرة جيدة وتنفيذ غير مناسب
أثار خبر ابتعاث اتحاد الكرة 4 لاعبين شباب إلى إنجلترا لقضاء فترة معايشة وتدريب مع نادي كريستال بالاس لمدة 6 أيام، ردود فعل واسعة النطاق في الوسط الكروي المحلي، حيث اعتبر المتابعون أن الفكرة في حد ذاتها جيدة، ولكن تنفيذها جاء غير مناسب من ناحيتي التوقيت وفترة المعايشة، حيث لا ينتظر أن تحقق الفائدة المرجوة.
وسينضم علي صالح من الوصل، وماجد راشد من الشارقة، وأحمد فوزي لاعب الجزيرة المعار للظفرة ولاعب الجزيرة المقيم كارلوس زاباتا، لتدريبات الفريق الأول والرديف بنادي كريستال بالاس لمدة 6 أيام.
وتعد فكرة إرسال اللاعبين إلى الخارج لغرض التدريب إحدى خطوات اتحاد الكرة بالتعاون مع الأندية لتطوير مهارات اللاعبين، حيث يسعى الاتحاد إلى استثمار علاقاته الخارجية مع الاتحادات الوطنية التي لها باع طويل في صقل مواهب اللاعبين، كما يعد برنامج ابتعاث اللاعبين إلى الدوري الانجليزي مع نادي كريستال بالاس جزءاً من برنامج تطوير الموهوبين الذي أطلقه اتحاد الإمارات لكرة القدم، والذي يستهدف صقل مواهب اللاعبين الشباب وإكسابهم الخبرات اللازمة.
وتوالت التعليقات من قبل المتابعين والمختصين ومحبي اللعبة ما بين مؤيد لها ومعارض، وبين مستغربين من مدة المعايشة التي تعتبر قليلة للغاية، لدرجة أن أحد المتابعين قال إنها رحلة سياحية أكثر منها معايشة والتعرف على أجواء الاحتراف الحقيقي، وبعيداً عن التعليقات السلبية استطلعنا رأي مدربين ومختصين بشأن فائدة القرار.
وقال الدكتور عبد الله مسفر، المدير الفني للمنتخب الأول الأسبق ومدرب حتا: الفكرة في حد ذاتها جيدة، لأنها تمنح لاعبينا فرصة ذهبية للتعرف على واقع الاحتراف الحقيقي في الدول الأوروبية، ولكن من الصعب إطلاق كلمة معايشة على تلك الرحلة السريعة، والمعايشة الحقيقية تحتاج إلى وقت وتوقيت خلاف الحالي، ومن الأفضل أن نسميها رحلة تثقيفية، وهذا هو التوصيف الدقيق للرحلة لعدد من لاعبينا.
أين الاستفادة
ويضيف الدكتور عبد الله مسفر قائلاً: حينما خضت تجربة المعايشة وأنا مدرب كانت الفترة حوالي شهرين، وأيضاً اعتبرتها فترة تثقيفية بالمقام الأول، لأن المعايشة تحتاج إلى وقت من موسم إلى موسمين كحد أدنى، لكي نتأقلم على الواقع ونتعايش معه بما يفيدنا ويصقل خبراتنا، أما في حالة اللاعبين فيحتاجون إلى أن تكون معايشتهم مع بداية الموسم من أجل خوض مرحلة إعداد نموذجية ولعب عدد من المباريات، لكي تكتمل الاستفادة.
تسويق لاعبينا
ويرى الدكتور عبد الله مسفر أن فرض لاعبينا على الأندية الأوروبية تجربة سبق ولم تحقق النجاح المنشود للأخوة في السعودية وقطر، ولا بد من الاستفادة والتعلم من تجارب الآخرين، واللجوء إلى تسويق لاعبينا بشكل جيد لدى الأندية الأوروبية، وعلى تلك الأندية اختيار لاعبينا وفق قناعاتها بموهبتهم ومستواهم، لخوض تجربة احتراف حقيقية، ولدينا عدد من المواهب تستطيع خوض تجربة الاحتراف الخارجية، ومثل تلك التجارب تفيد لاعبينا بشكل جيد وتعزز من جهود منتخباتنا الوطنية.
تجارب الآخرين
أما علي إبراهيم المدير الفني الأسبق للمنتخب الأولمبي فقال: علينا عدم تسمية تلك التجربة بالمعايشة، لأنها بعيدة تماماً على هذا المسمى، لأن معنى معايشة أن نعيش واقعاً لفترة طويلة من أجل التعلم والاستفادة وتطوير الذات، ومن الصواب أن نقول إنها فترة تعارف على تجارب الآخرين، ونظام العمل لديهم، لأن الأيام الستة إذا خصمنا منها يومين للذهاب والعودة فالمتبقي لا يمنح لاعبينا المعايشة المطلوبة.
معايير الاختيار
ويضيف علي إبراهيم قائلاً: لا توجد معايشة في منتصف الموسم، وعدد أيامها لا يؤدي إلى تحقيق الاستفادة المرجوة، كما يفرض سؤال مهم نفسه، ما هي المعايير التي تم على أساسها اختيار هؤلاء اللاعبين، وهل كان من الأفضل اختيار لاعبين من فئة الشباب والناشئين، وهم الفئة المستهدفة مستقبلاً؟، وفي هذه الحالة لا بد أن يكون هناك بروتوكول للمعايشة الحقيقية لموسم أو أكثر مع الإشراف الكامل من أحد مسؤولينا على تلك التجربة لسهولة التقييم وتذليل أي صعاب.
ختام
واختتم علي إبراهيم قائلاً: لقد ذهبت لأحد الأندية المحترفة في إيطاليا لمدة يومين، وكانت زيارة من أجل التعرف على نظام العمل الإداري والفني، هنا نقول إن مثل تلك الزيارات تأتي للاطلاع على تجارب وليس معايشة كما يقال عنها، كما أن تجربة لاعبينا غير مناسبة، سواء في التوقيت أو المدة أو العناصر المختارة.
تعاون
جاء قرار اتحاد الكرة في إطار اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين الاتحاد والنادي الإنجليزي، وبالاتفاق مع الأندية التي ينتمي إليها اللاعبون الأربعة، ويستمر البرنامج حتى يوم الثالث من ديسمبر المقبل، ويأتي القرار بعد مشاورات مكثفة مع الأندية طوال الفترة الماضية، حتى تم التوصل إلى تلك الصيغة، خصوصاً لمعارضة عدد من الأندية على المدة والتوقيت، والرغبة في استعادة اللاعبين قبل المسابقات الرسمية.