نجح المدرب ليوناردو جارديم، في قيادة شباب الأهلي، إلى تحقيق مجد طال انتظاره سنوات طويلة، وتحديداً منذ موسم 2015 - 2016، عندما توج الفريق بطلاً لدوري المحترفين للمرة الأخيرة، وفي المواسم التالية، ومنذ صدور قرار دمج أندية الأهلي والشباب ودبي في كيان واحد، في مايو 2017، ظهر الفريق على منصة تتويج أكثر من بطولة محلية، ولكن ظل درع الدوري بعيداً عن أحضان «فرسان دبي»، إلى أن جاء المدرب البرتغالي لمواصلة نجاحاته، ويحقق لقباً مهماً في موسمه الأول.
تطوير الأداء
تمكن جارديم، من تطوير أداء ونتائج شباب الأهلي بشكل تدريجي، خلال مسابقة دوري أدنوك للمحترفين هذا الموسم، إذ بعد البداية المتعثرة للدوري، بالخسارة في الجولة الأولى أمام ضيفه الشارقة 0 - 2، وبعدها الخسارة من مضيفه الظفرة في الجولة الرابعة 2 - 3، والتعادل مع ضيفه اتحاد كلباء في الجولة الخامسة 0-0، استطاع شباب الأهلي، الفوز في 6 مباريات متتالية، قبل أن يخسر من ضيفه بني ياس 1 - 2، في الجولة 12، ولم يتعرض شباب الأهلي لأي خسارة بعدها، وحتى الحسم الرسمي لدرع الدوري.
واستحق المدرب البرتغالي خلال مسيرته الناجحة مع شباب الأهلي، والتي حقق خلالها الفريق الانتصار في مبارياته بالدوري بـ71 %، الإشادة من كافة خبراء اللعبة، خاصة أنه تمكن من تنفيذ سياسة الإحلال والتبديل في صفوف الفريق الأول للكرة بالنادي، بسلاسة وهدوء، وتمكن من تجديد الدفاع، بالدفع بعدد كبير من العناصر الشابة، وهو الخط الذي كانت توجه إليه أسهم النقد في المواسم الماضية، لارتفاع أعمار لاعبيه بشكل كبير، مع الإبقاء على لاعبي الخبرة القادرين على العطاء بشكل جيد.
بداية مبكرة
قبل أن يحط جارديم، المولود لأبوين برتغاليين في فنزويلا، في الأول من أغسطس 1974، رحاله في الملاعب الإماراتية مع شباب الأهلي، ورغم أنه لم يكن لديه مسيرة تدريبية كبيرة، قبل أن يتولى قيادة موناكو من 2014 إلى 2019، وهي الفترة التي وصفت بـ «المذهلة» من حياته مع النادي الفرنسي، ومنحته مكاناً مميزاً في قائمة أفضل المدربين البرتغاليين في كل العصور، على الرغم من أنه لم يتمتع بمسيرة مهنية كلاعب كرة قدم، باعتزاله المبكر، ودخوله عالم التدريب بداية من عام 1996، وكان عمره وقتها 22 عاماً فقط.
وبدأ جارديم، مسيرته التدريبية بقيادة فريق الشباب بنادي سانتاكروزينس، ثم خطى خطوات متتالية وهادئة، وحقق خلالها بعض النتائج في المسابقات الأدنى للكرة البرتغالية، حتى حصل على أول عقد احتراف له في نادي براغا عام 2011، وساعد النادي في الفوز بـ 15 مباراة متتالية في الدوري، وإنهاء المسابقة في المركز الثالث موسم 2011 - 2012، وكان حينها إنجازاً عظيماً.
النقلة الحقيقية
انتقل في الموسم التالي لتدريب أولمبياكوس، وحقق معه ثنائية دوري وكأس اليونان، وبعدها قاد سبورتنج لشبونة البرتغالي لوصافة الدوري البرتغالي موسم 2013 - 2014، وجاءت بعدها النقلة التاريخية في مسيرته التدريبية، عندما تولى تدريب موناكو بداية من عام 2014، وفي أول موسمين له مع الفريق الفرنسي، أنهى جارديم الدوري بالمركز الثالث، ولكنه في موسم 2016 - 2017، فاز بلقب الدوري الأول للنادي بعد 17 عاماً من الغياب عن منصة التتويج، ونال جائزة أفضل مدير فني في الدوري الفرنسي في هذا الموسم.
وساهم المدرب البرتغالي، في إظهار مواهب شابة، سطعت في سماء المنتخب الفرنسي الأول في السنوات التالية، ومنها برناردو سيلفا وكيليان مبابي، وقدم موناكو مسيرة لا تصدق في دوري أبطال أوروبا، وأقصى مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند، وتخلى بعدها عن المجد الأوروبي، ليقود الهلال موسم 2021 - 2022، ولكن تم إنهاء عقده مع النادي السعودي بالتراضي في 14 فبراير 2022، على الرغم من فوزه بكأس السوبر السعودي ودوري أبطال آسيا، وبدأ مهمته مع شباب الأهلي من يوم 8 يونيو 2022.