الأجنبي الخامس بين استمرار التجربة ورفضها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تباينت الآراء بشأن مدى الفائدة التي عادت على أندية المحترفين من التعاقد مع «الأجنبي الخامس»، الذي ظهر للمرة الأولى في الموسم الحالي، بعد قرار رابطة المحترفين سابقاً برفع عدد الأجانب من 4 إلى 5 لاعبين، وأمّن عدد من الرياضيين على الدور الذي يقوم به اللاعب الأجنبي في تطوير مستوى الفرق والمنافسات، لكن بتحفظ واضح على الطريقة التي تعتمد عليها الأندية في عدد الأجانب.

وطريقة الاختيار، وأكد متحدثون، رداً على سؤال «البيان» عن تجربة الأجنبي الخامس وتأثيرها، أن زيادة الأجانب جاءت خصماً على مشاركة اللاعب المواطن، الذي أصبحت فرصته ضئيلة في المشاركة، وأن الزيادة حدثت في «العدد» فقط، وليس المستوى الفني، فيما أكد البعض أن الأجنبي الخامس شكل إضافة من دون أن تلبي كل الطموحات.

وما بين الرفض والقبول أكد المتحدثون رغبتهم في مشاهدة منافسات محلية قوية، تنعكس على المنتخب الوطني بطريقة إيجابية، وهو ما يتنافى مع مشاركة 5 أجانب، حسب رأيهم، لأن ذلك يهدر على اللاعب المواطن فرصة المشاركة، والكثير من التعليقات والآراء التي تطالعونها عبر هذه المساحة:

قوة المنافسة

بداية، أكد صالح بن جذلان المزروعي رئيس مجلس إدارة نادي الظفرة السابق أن وجود الأجنبي الخامس أسهم في رفع المستوى الفني للفرق، وزاد من قوة المنافسات المحلية، لكن مشاركته ألحقت الضرر بالمنتخب، لأنها جاءت على حساب اللاعب المواطن.

وقال صالح بن جذلان: «لا نقلل من الفائدة، التي يقدمها اللاعب الأجنبي، لكن في وجود خمسة أجانب، ومقيمين يتم التعاقد معهم من البرازيل وليس من داخل الدولة، فإن المواطن لن يحظى بالفرصة الكافية، وبالتالي يتأثر المنتخب بطريقة سلبية، وهذا دليل على أن الأندية تراعي مصالحها من دون التفكير في مصلحة المنتخب».

وشدد رئيس مجلس إدارة نادي الظفرة السابق على أهمية أن تكون الأولوية للاعب المواطن، لأنه من يدافع عن شعار المنتخب، ذاكراً أن اللاعب المواطن عندما يلعب عدداً كبيراً من المباريات فإن مستواه يرتفع، وحينها يستطيع المنتخب أن يحقق أفضل النتائج.

وقال صالح المزروعي: «إن المشجع الإماراتي قبل نتائج ناديه تهمه نتائج المنتخب، والذي عبره نستطيع أن نعرف مستوى المنافسات المحلية وتأثير الأجانب».

مبيناً أن فوز الأندية بالبطولات لا يحقق فائدة إلا للنادي، بينما انتصارات المنتخب هي الهدف الحقيقي، الذي من أجله تقام المنافسات محلياً، وأضاف: لذلك عندما يرتفع مستوى الدوري بالأجانب فإن الأندية تستفيد في بلوغ منصات التتويج، بينما لن يجد المنتخب عناصر جاهزة تحقق معه النتائج المرجوة.

خبرة ومهارة

بدوره، قال جمعة العبدولي مدير دبا السابق أن الأندية تتعاقد مع اللاعب الأجنبي حتى يشكل إضافة للفريق، ويطور مستوى جميع المنافسات، ويقدم الفائدة للاعب المواطن بخبرته ومهاراته، ذاكراً أن الوضع الطبيعي مساهمة الأجنبي في الإضافة، وأن زيادة العدد يفترض أن تحقق فائدة أكبر، وأضاف: لكن السؤال: أين هم الأجانب؟

التعاقدات في أنديتنا حبر على ورق، حتى الأسماء الكبيرة، التي تستعين بها بعض الفرق لا تقدم المستوى المطلوب، نحن لدينا مشكلة كبيرة في اختيارات الأجانب.

لذلك إذا تمت المقارنة بين المستوى وعدد الأجانب فسنجد أن هنالك خللاً سببه عدم اختيار أجانب متميزين. وأشار العبدولي إلى أن اللاعب الأجنبي يتم التعاقد معه لإكمال النقص وتقوية الفريق، مبيناً أن الأندية أصبحت تتعاقد مع 5 لاعبين، وحال أخفق أي منهم يمكن أن تجد لهم العذر.

ولكن يحدث العكس، تتعاقد مع 5 ينجح منهم واحد، وأضاف العبدولي: الأجانب يشكلون إضافة في كل الدوريات، وهم عنصر مهم، لكن المشكلة في طريقة الاختيار، وإذا تم التعاقد مع أجانب متميزين فإن منافساتنا ستكون أقوى.

وقال مدير دبا السابق: إن العناصر التي حققت النجاح من بين الأجانب في الموسم الحالي معروفة للجميع، وقال: على سبيل المثال جميع فرق المحترفين لديها أجانب في خط الهجوم، لكن هنالك 3 فقط يمكن أن نصف تجربتهم بالناجحة، أما بقية المهاجمين فلم يقدموا شيئاً لفرقهم، وهذا تأكيد على أن التعاقد معهم لم يكن موفقاً، وأن زيادة الأجانب لم تلبِ الطموحات.

صنع الفارق

من جهته، أكد محمد الجالبوت مدرب فريق الإمارات الذي قاد الفريق للعودة إلى للمحترفين على أن الأجنبي الخامس شكل إضافة للمنافسات المحلية، وأسهم في تطوير أداء الفرق، لأنه وحسب قوله، خلق منافسة قوية بين جميع اللاعبين في مختلف الفئات، مواطنين وأجانب ومقيمين للمشاركة في التشكيلة الأساسية.

وأضاف الجالبوت: الموسم كان ناجحاً وتميز بتحديات قوية بين مختلف الفرق، والأجانب بالتأكيد لهم تأثيرهم في رفع المستوى، ولا نستطع أن ننسى اللاعب المقيم، الذي أصبح ينافس بمستواه زملاءه المقيدين في خانات الأجانب، بل إن بعض المقيمين يتفوقون، ويقدمون مستويات أفضل ما جعلهم يشاركون على حساب اللاعب الأجنبي.

وأكد مدرب الصقور أن وجود الأجنبي الخامس منح كل الفرق قوة، وجعل أندية المقدمة تنافس على لقب بطولة الدوري بقوة حتى الجولات الأخيرة، وأجبر اللاعبين على مضاعفة الجهد، والمنافسة الشريفة في المستطيل الأخضر للمشاركة.

وأشار جالبوت إلى أن وجود خماسي أجنبي متميز في كل فريق يحقق المزيد من النجاحات للكرة الإماراتية، ويجعل الدوري تحديداً أكثر جاذبية للجمهور، الذي يرغب في مشاهدة مباريات قوية وأداء ممتع في الملعب.

تجربة سلبية

وأظهر المغربي سعيد شخيت مدرب البطائح السابق عدم رضائه على تجربة الأجنبي الخامس، ووصفها بالسلبية، ذاكراً أن أول سلبيات التجربة أن زيادة الأجانب خصمت من مشاركة المواطن، وبالتالي يضر ذلك بمصلحة المنتخبات الوطنية، وأضاف:

عندما تضع المواطن على الدكة، وتشرك الأجنبي فلن تتوفر لك الفرصة في اختيار منتخب من مجموعة كبيرة، لأن اللاعبين المواطنين، الذين يشاركون في المباريات عددهم قليل.واستطرد شخيت: حتى من ناحية المستوى فإن الأجانب لم يقدموا تجربة ناجحة في الموسم، ولم يشكلوا إضافة كبيرة، ونجاح الموسم كان جماعياً من دون تمييز.

ولا أرى ناحية إيجابية لزيادة مشاركة الأجانب مع الفرق، خصوصاً الأجنبي الخامس، الذي غابت بصمته، ولم يكن له تأثير واضح على المسابقات المختلفة. وأشار مدرب البطائح السابق إلى أنه هنالك قلة من اللاعبين الأجانب، الذين ظهروا بمستوى جيد، وقدموا الإضافة المطلوبة، أما الغالبية فإن مردودهم كان أقل من بعض المواطنين.

وأكد سعيد شخيت أن تجربة الأجانب يجب إعادة النظر فيها، وأن يكون هنالك تقييم لمردود كل لاعب، مع حرص الأندية على التعاقد مع لاعبين مميزين في الموسم المقبل حتى تستفيد منهم الكرة الإماراتية.

فائدة كبرى

من جانبه، رأى المحلل الفني خالد عبيد أن الأجنبي الخامس شكل إضافة، وصنع الفارق بطريقة واضحة في بعض الفرق، ذاكراً أن الأندية التي كانت تعاني من نقص في بعض الخانات حققت فائدة كبرى، بعد التعاقد معه، وأن ذلك انعكس إيجاباً على مستوى المنافسات خصوصاً بطولة الدوري، التي شهدت مستويات فنية جيدة، وتنافساً على اللقب حتى الجولات الأخيرة من قبل عدد كبير من الأندية.

وعلى صراع البقاء أيضاً الذي لم يحسم إلا في الجولة الأخيرة.وأضاف عبيد: في تقديري أن التجربة حققت نجاحاً بنسبة 70 %، وكان يمكن أن نصل إلى نسبة أعلى إذا ركزت بعض الفرق في اختياراتها للأجانب، لكن بشكل عام الفائدة من الأجنبي الخامس كانت موجودة.

ورفعت مستوى الفرق والدوري، لكن المنتخب لن يستفيد شيئاً من هذه التجربة لأن مشاركة الأجنبي تكون على حساب اللاعب المواطن خصوصاً أن الفرق تتعاقد مع أجانب في مراكز محددة مثل الهجوم، لذلك المنتخب الوطني الأول ليس له مهاجم بخلاف علي مبخوت، .

وأشار خالد عبيد إلى أن تجربة الأجنبي الخامس ما زالت «سنة أولى»، ويجب أن تخضع لدراسة وتقييم من كل النواحي، لمعرفة مدى الفائدة، التي ستعود على الأندية من التعاقد معه بشكل كامل، وعلى المنتخبات والكرة الإماراتية.

عمود فقري

واعتبر الناقد الرياضي عمار الدوخي أن تطور مستوى الفرق وتقدمها مرتبط بنجاح الأجانب، لأنهم يمثلون العمود الفقري في التشكيلة، والعناصر التي يعتمد عليها المدرب، للخروج بنتائج إيجابية في جميع المباريات، ذاكراً أن وجود لاعب أجنبي خامس أصبح يمنح الأجهزة الفنية فرصة لتوزيع الأجانب عامة في مختلف خطوط الملعب، وبالتالي سد النقص، وتقوية صفوفه، والمنافسة بمستوى أقوى.

وأضاف: من واقع أهمية اللاعب الأجنبي فإنه لا بد أن يكون له تأثيره المهم، وبعد أن كانت الفرق تعتمد على 4 لاعبين أجانب منهم من لا يحالفه التوفيق أصبحت تعتمد على 5 لاعبين.

وبالتالي زيادة نسبة النجاح، وتقديم مستويات أفضل، كما حدث في الموسم الحالي، وهذا تأكيد على نجاح التجربة، واستفادة الفرق من زيادة عدد الأجانب، ودون شك فإن الأندية إذا أحسنت اختيارات الخماسي سنشاهد مستوى أفضل بكثير. واستطرد الدوخي وأضاف:

في تقديري أن الأجنبي الخامس يمكن أن يقدم إضافة أكثر من التي قدمها في الموسم الأول إذا منح القرار للمدرب المسؤول عن الشأن الفني، ليرشح بنفسه اللاعب، الذي يرغب في خدماته وحسب الخانة، التي يحتاج إليها، لأن ذلك يفيد اللاعب المواطن أيضاً، كما أن وجوده حقق النجاح وجذب الجمهور من جديد إلى المدرجات.

Email