القادم أفضل.. المنتخبات العربية تغير المعادلة مع كبار آسيا

سجلت غالبية المنتخبات العربية التي شاركت في النسخة 18 من بطولة كأس آسيا لكرة القدم، والتي أُسدل الستار على مبارياتها 10 فبراير الجاري في قطر، نتائج مميزة، غيرت من خلالها الكثير من تفاصيل ومعطيات المعادلة والقناعة شبه الراسخة مع ما يُعرف بـ «كبار» القارة الصفراء، بعدما قلبت الطاولة على أولئك «الكبار»، ما جعل مؤشر الأمل يكبر أكثر بأن يكون القادم أفضل للكرة العربية في تصفيات مونديال 2026، بالحصول على أكثر من 4 مقاعد مؤهلة عن القارة الصفراء إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا والمكسيك وكندا.

وشاركت 10 منتخبات عربية في النسخة 18 من كأس آسيا لكرة القدم في قطر، الإمارات والسعودية والبحرين وقطر وعُمان، والعراق والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان، ونجحت 8 منتخبات عربية في بلوغ الأدوار الإقصائية، الإمارات والسعودية والبحرين وقطر والعراق والأردن وسوريا وفلسطين، فيما ودع منتخبا عُمان ولبنان البطولة من دور المجموعات.

كأس البطولة

وفي دور الـ 16، ودعت 6 منتخبات عربية دائرة المنافسة، الإمارات والسعودية والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين، فيما واصل منتخبا قطر والأردن مشوارهما بنجاح حتى بلغا معاً المباراة النهائية، ولعبا على كأس البطولة، والذي ذهب للعنابي القطري بعد الفوز بثلاثة أهداف لهدف على شقيقه الأردني، وحصد اللقب السابع في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية في البطولة الآسيوية.

فوز وتعادل

وفي مختلف أدوار النسخة 18 من كأس آسيا لكرة القدم في قطر، ظهرت المنتخبات العربية بمستويات مميزة، توجتها بنتائج مستحقة أكثر تميزاً على حساب «كبار» القارة الآسيوية، منها الفوز التاريخي لمنتخب العراق على نظيره الياباني بهدفين لهدف في دور المجموعات، وتعادل المنتخب الأردني مع نظيره الكوري الجنوبي بهدفين لمثلهما في ذات الدور.

نتائج باهرة

وفي الأدوار الإقصائية المتقدمة، سجل منتخبا قطر والأردن، نتائج باهرة على حساب «كبار» القارة الصفراء، بفوز نشامى الأردن على الشمشون الكوري الجنوبي بهدفين دون رد في نصف نهائي البطولة، وفوز العنابي القطري على نظيره الإيراني بثلاثة أهداف لهدفين في ذات الدور، قبل أن تخطف كرة القدم العربية الأضواء باستحقاق، ببلوغ منتخبي قطر والأردن نهائي البطولة القارية للمرة الثالثة في تاريخ البطولة الآسيوية.

وبمجمل نتائج المنتخبات العربية في مختلف أدوار النسخة 18 من كأس آسيا في قطر، تجسدت حقيقة مفرحة، تمثلت في امتلاك اللاعب العربي، المقدرة الكافية على مقارعة نظيره في منتخبات «كبار» آسيا، مع بزوغ مرحلة جديدة عنوانها الأبرز، أن القادم سيكون أفضل لمنتخباتنا العربية، على الأقل في مشوارها الأهم في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، وإمكانية أن تكون الحصة الأكبر من مقاعد القارة الآسيوية في المونديال، والبالغة 8 مقاعد ونصف المقعد، من نصيب منتخباتنا العربية.

المحصلة العربية

سالم ربيع، المدرب الإماراتي، أبدى ارتياحه لمحصلة المنتخبات العربية في كأس آسيا، بقوله: نبارك لقطر حصولها على لقب كأس آسيا، وحظاً سعيداً لمنتخب الأردن، وبصورة عامة، لعبت العوامل الذهنية، دوراً كبيراً في نتائج المنتخبات العربية في البطولة، خصوصاً ما يتعلق بالتأثير الإيجابي للملاعب والجماهير، وبكل تأكيد، تبدو الحسابات مختلفة بين الحدثين، بطولة كأس آسيا المجمعة، وتصفيات مونديال 2026، والتي تقام لمباراتين ثم تتوقف، ولكن الفرصة متاحة في تصفيات المونديال أمام المنتخبات العربية التي حققت نتائج إيجابية في كأس آسيا، خصوصاً في الدور الأول، ما أعطى دافعاً كبيراً لتكملة المشوار بنجاح حتى خوض المباراة النهائية، النتائج كشفت عن أن هناك عملاً جيداً مسبقاً من قبل بعض المنتخبات العربية قبل البطولة، ما أثمر عن مستويات مميزة، كما حصل مع منتخب العراق في مباراته مع نظيره الياباني، ومنتخب الأردن في مباراتيه أمام نظيره الكوري الجنوبي.

وأوضح ربيع قائلاً: المنتخبات العربية، مطالبة بإثبات مقدرتها الفنية التي أظهرتها في كأس آسيا، في مشوارها الأهم في تصفيات مونديال 2026، ورفع مؤشر حظوظها بالحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد المخصصة للقارة الآسيوية، وبعكسه فإن تلك المقدرة يمكن اعتبارها مجرد «فورة» مؤقتة لا تأثير إيجابي لها على تلك المنتخبات في المحطة التالية الأهم، ضرورة العمل من الآن على إجراء عمليات إعادة برمجة، ومعالجة حقيقية للسلبيات، خصوصاً وأن المنتخبات العربية، سبق وأن حققت نتائج إيجابية مماثلة على «كبار» آسيا، ولكن بعد تلك النتائج، لم يحدث تأثير قوي في المسار، ربما لعدم الاستثمار الأمثل لإيجابيات الفوز على «كبار» القارة الصفراء.

الأكثر مشاركة