يدخل الوصل والنصر إلى ليلة المجد، ليلة التتويج بأغلى الكؤوس على ملعب استاد هزاع بن زايد بداية من السابعة والنصف من مساء الغد، في نهائي يحمل الرقم 47 من كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم،، حيث يتجدد لقاء الفريقين على اللقب الغالي مرة أخرى بعد 38 عاماً.
يدخل الفريقان إلى نهائي كامل الأوصاف بنكهة الزميل الجميل، ومباراة تتوافر فيها كل مقومات المتعة والسحر الكروي، خاصة مع وجود الكثير من اللاعبين المميزين في صفوف كل فريق، والحالة الجيدة التي يمر بها الفريقان حالياً في الدوري، حيث يعتبر الوصل والنصر من أكثر الفرق تحقيقاً للانتصارات في الدور الثاني، ما يزيد من قوة المباراة والتنافس لكتابة التاريخ مرة أخرى في كأس رئيس الدولة.
يدخل الفريقان إلى الملعب بعزيمة الانتصار، وبرغبة التتويج بأغلى الألقاب على القلوب، والفوز بلقب أول في موسم 2023-2024، والذي شارف على الانتهاء، بعدما توج الوحدة بكأس مصرف أبوظبي الإسلامي للمحترفين، وشباب الأهلي بكأس السوبر.
وفي حالة عدم انتهاء المباراة في الوقت الأصلي اليوم، سيتم اللجوء مباشرة إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء، لحسم المواجهة، ومنذ انطلاق البطولة، انتهت المباراة النهائية خلال الوقت الأصلي في 34 نسخة، فيما انتهت 8 نسخ بركلات الترجيح، وفي نسختين من الوقت الإضافي، ومثلهما من خلال الهدف الذهبي.
ويظهر النصر الليلة، في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، للمرة 12 في تاريخه، ويسعى إلى تحقيق لقبه الخامس بعدما سبق وحقق البطولة في مواسم 1984-1985 و1985-1986 و1988-1989 و2014-2015، بينما يظهر الوصل في النهائي للمرة 11، ويبحث عن لقبه الثالث في البطولة الغالية التي صعد لمنصة تتويجها موسمي 1986-1987 و2006-2007، مع تقاسم شباب الأهلي والشارقة، لصدارة قائمة الأكثر فوزاً باللقب برصيد 10 ألقاب لكل منهما، ويليهما العين 7 ألقاب، ويتشارك النصر والشباب «سابقاً» تحقيق البطولة 4 مرات، ثم الجزيرة 3 مرات، وكل من الوحدة والوصل مرتين، ولقب وحيد لكل من الشعب وبني ياس وعجمان والإمارات.
ويعد فريق الوصل أكثر الأندية حصولاً على المركز الثاني خلال مشاركاته بالبطولة بواقع 8 مرات، يليه كل من العين، والنصر، والشباب، بالوصول 7 مرات لكل فريق، ثم 6 مرات للوحدة، و3 مرات للشعب، وواحدة لكل من الشارقة، والجزيرة، وبني ياس، والظفرة وخورفكان في تاريخ البطولة التي لم تستكمل في 1975-1976 و1977-1978 و2019-2020، لأسباب مختلفة.
ديربي بر دبي
تحمل مواجهات الفريقين لقب «ديربي بر دبي»، ولا تخضع عادة لأي حسابات أو معايير مسبقة، ويدخلها الفريقان بحظوظ فوز متساوية، بصرف النظر عن نتائج مبارياتهما قبلها أو موقعهما في جدول دوري أدنوك للمحترفين، وإن كانت الضغوط أكبر على الوصل متصدر ترتيب الدوري برصيد 55 نقطة، خاصة بعد خسارته الثقيلة على ملعبه أمام ضيفه الوحدة بنتيجة 1-4، في الجولة 23 للدوري الاثنين الماضي، والذي شهد أيضاً، فوز النصر على ضيفه خورفكان في الجولة نفسها 2-1، ما ساهم في دخول «العميد» مواجهة النهائي بمعنويات عالية، وبتركيز أكبر على تحقيق اللقب الغالي، بعد خروج الفريق من دائرة المنافسة على درع الدوري بتواجده في المركز الخامس برصيد 38 نقطة.
ويتوقع أن يقدم الفريقان أداءً قوياً وممتعاً للجماهير الكبيرة وغير المسبوق حضورها في مواجهات الفريقين، بعدما تم الإعلان وقبل أيام عن الانتهاء من بيع كل تذاكر المباراة عبر الموقع الإلكتروني، ليكون النهائي عرساً جماهيرياً في استاد هزاع بن زايد، والذي تسع مدرجاته قرابة 22 ألف مشجع، وذلك في ظل اكتمال الصفوف والجاهزية ووجود البدلاء القادرين على تعويض أي غياب، أو عمل الإضافة داخل الملعب خلال مجريات اللقاء، والذي سيكون النهائي الثاني بين الفريقين طوال تاريخ البطولة، بعدما سبق وتواجها في نهائي موسم 1985-1986، وفاز النصر وقتها 2-1، وتوج بالكأس الغالية.
أبرز النجوم
يضم الفريقان كتيبة مميزة من النجوم القادرين على صناعة الفارق، بداية من مركز حراسة المرمى، إذ يدافع عن «عرين العميد»، الحارس العملاق أحمد شامبيه، والذي غاب عن مواجهة فريقه الأخيرة بالدوري، ولديه 56 تصدياً في 1890 دقيقة مشاركة في 21 مباراة بالدوري، ويسبق خالد السناني بفارق تصد وحيد، والذي شارك 1980 دقيقة موزعة على جميع مباريات الوصل بالدوري، وأمام كل منهما خط دفاعي قوي يضم لاعبين أمثال عبد الرحمن صالح، سفيان بوفتيني وجونغ سيون مع الوصل، ومحمد برغش، جلوبر وسمير ميميزيفيتش مع النصر، وفي خط الوسط، يساعد في الأدوار الدفاعية والهجومية في الفريقين نجوم أمثال ميدييروس، عادل تاعرابت واغوديلو مع النصر، وسياكا، نيكولاس خيمينيز، فابيو دي ليما وعلي صالح مع الوصل، ويقود هجوم النصر جابياديني، وهجوم الوصل كايو كانيدو.
وفي منطقة القيادة الفنية، يقف الهولندي ألفريد شرودر مدرباً للنصر، والذي يحقق نتائج جيدة مع «العميد» منذ توليه مسؤوليته في نوفمبر 2023، وقاد الفريق في 19 مباراة، وحقق الفوز في 13، وتعادل في 3، وخسر 3 مباريات، ويقابله ميلوش ميلوييفيتش، والذي تولى مسؤولية الفريق الصيف الماضي، وقاد «الإمبراطور» في 31 مباراة، وحقق الفوز في 25، والتعادل في 3، وخسر مباراتين، والاثنتين من الوحدة بنتيجتي 0-4 في إياب نصف نهائي كأس المحترفين، و1-4 في الدوري.
التأهل والتاريخ
قطع الفريقان مشواراً قوياً وصولاً إلى المباراة النهائية، وكانت البداية من الدور ثمن النهائي، وشهد فوز الوصل على الإمارات 7-1، والنصر على خورفكان 1-0، وفي الدور ربع النهائي، فاز الوصل على الجزيرة 3-0، والنصر على عجمان 2-1، وفي الدور قبل النهائي، فاز الوصل على اتحاد كلباء 4-1، والنصر على شباب الأهلي 4-3، وشهد هذا الموسم، مواجهة واحدة سابقة بين الفريقين، وحسمها الوصل بهدف وحيد في الجولة 13 من الدوري، وتتبقى مواجهة بين الفريقين في الجولة 26 الأخيرة للنسخة الحالية من الدوري.
وفي الوقت الذي سيكون نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، المرة الأولى التي تجمع بين الفريقين بشكل عام في البطولة منذ عام 2000، إلا أن هناك تاريخاً حافلاً يجمع بين الناديين الكبيرين في دوري المحترفين بداية من موسم 2008-2009، وشهد تفوق النصر بتحقيق 13 انتصاراً، مقابل 9 انتصارات للوصل، والتعادل في 7 مباريات، ووقعت التعادلات في أول 15 مواجهة بين الفريقين بدوري المحترفين، ولكنها غابت عن آخر 14 مواجهة، وسجل النصر 49 هدفاً، بينما أحرز الوصل 37 هدفاً.
12
أقيمت النسخة الأولى من كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، في موسم 1974-1975، بمشاركة 12 فريقاً، وهي شباب الأهلي، النصر، الشباب، الشعب، الشارقة، الوصل، العين، عجمان، الإمارات، أبوظبي، الجزيرة، والعربي، وتوج بها شباب الأهلي بالفوز على النصر بهدفين دون مقابل.
وكانت نسخة 2023، الأبرز في تاريخ البطولة والتي جمعت الشارقة مع العين وانتهت بفوز الشارقة 13-12 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، حيث يعد أكبر عدد من الأهداف المسجلة عبر ركلات الترجيح على مدار تاريخ البطولة.
بينما يعد نهائي نسخة 2013، الأكثر تسجيلاً للأهداف حتى الآن، بواقع 7 أهداف عندما فاز شباب الأهلي بمسماه القديم «الأهلي»، على الشباب 4-3، فيما لم يشهد نهائي 95 بين الشارقة والعين تسجيل أي أهداف وحسمته ركلات الترجيح لصالح الشارقة 5-4.
5
حتى ختام النسخة 46 من كأس صاحب السمو رئيس الدولة، استطاعت 5 فرق أن تحتفظ باللقب لمرتين على التوالي، وهي شباب الأهلي عامي 1975 و1977، فيما لم تستكمل نسخة 1976، وفي نسختي 2019 و2021، حيث لم تستكمل نسخة 2020 أيضا.
وكذلك الشارقة في نسختي 1979 و1980، ونسختي 1982 و1983، ونسختي 2022 و2023، والنصر في نسختي 1985 و1986، والعين في نسختي 2005 و2006، والجزيرة في نسختي 2011 و2012.
13
لا يزال الأسطورة عدنان الطلياني، يحتفظ بلقب الهداف التاريخي لكأس صاحب السمو رئيس الدولة حتى الآن برصيد 13 هدفاً، وسجلها في نسخة 1983، وهي التي توج فيها الشارقة باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، ويليه في عدد الأهداف ميشيل لورنت لاعب اتحاد كلباء السابق، بتسجيله 11 هدفاً في نسخة 2010.