لا تزال الألعاب الرياضية بخلاف كرة القدم تعاني الإهمال وتكابد من أجل إثبات وجودها في ظل هيمنة كرة القدم «تنين»، التي استأثرت بالأضواء والشعبية وتلهف ميزانيات ضخمة بمئات الملايين سنوياً، لتصبح ألعاب مثل الكرة الطائرة والسلة واليد والطاولة في مهب الريح يهددها خطر الاندثار والتغييب القسري بعد أن أصبحت الصالات شبه مهجورة بلا فرق ولا جمهور ولا نشاط!
دون أن تجد نداءات استغاثة العشاق وصرخة فزع المحبين أذناً صاغية، ليستمر التدهور الذي وصل إلى مرحلة الإلغاء القسري لبعض هذه الألعاب وانزواء بعضها في ركن التهميش وبرغم وجود أكثر من 50 اتحاداً فإن عدد الفرق المشاركة في دوري الرجال تتقلص باستمرار إذ تتواجد 8 فرق فقط بدوري الطائرة ومثلها في دوري كرة اليد و7 أندية فقط في كرة السلة و5 من أندية المحترفين في دوري كرة الطاولة.
فيما اختفت فرق رجال أخرى لأندية المحترفين بين التجميد أو الإلغاء، فما أسباب هذا التردي، ومن المسؤول؟ وما الحلول والخطط التي يمكن أن تعيد الأضواء لصالات الألعاب التي سادها ظلام التجاهل وعدم الاهتمام؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرحها «البيان» ليجيب عنها أهل الاختصاص.
كرة القدم دائماً
أرجع أسامة عبدالله قرقاش، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات للكرة الطائرة، سبب تراجع الاهتمام بالألعاب الجماعية والفردية إلى كرة القدم في المقام الأول وقال إنها استأثرت بكل الأضواء والاهتمام الجماهيري والإعلامي والتسويقي والدعم المالي ولم تترك لهذه الألعاب إلا القليل.
وأضاف: بعض الأندية اكتفت بالاحتفال بالألعاب الجماعية في المراحل السنية وإلغائها بالنسبة لفرق الكبار أو اللعبة كاملة، كما أن الدعم المالي المتاح لهذه الألعاب لا يكفي لتكوين منتخب والمشاركة به في المنافسات والبطولات الخارجية لتمثيل الدولة التمثيل المطلوب فالدعم الذي يأتي من الهيئة العامة لا يزال في نطاق ضيق.
مستوى البطولات
وقال قرقاش: نحن في الكرة الطائرة مطلوب منا أن نرفع من مستوى البطولات التي ننظمها ونستضيفها، ولكن هناك توجهات باستقدام لاعبين للانضمام إلى المنتخبات لأن الدولة تعاني إلى حد ما من انعدام المواهب في هذه الألعاب من أجل رفع المستوى الفني الذي بدوره سيعيد الإثارة والتشويق إلى صالات الألعاب الجماعية وكذلك الفردية.
وأضاف: توجهنا هو التعاون مع شركات الرعاية والإعلان ولكن من الملاحظات أن كثيراً من الرعاية تأتي باجتهادات وعلاقات شخصية، فأنا كفرد مثلاً أعرف مديراً أو صاحب شركة أتحدث معه بصفة خاصة ليمنحني رعاية لبطولة أو إعلان وكلها غالباً تكون بالاجتهادات الشخصية ولذلك إذا لم تتمتع بعلاقات شخصية فالأمر سيكون أسوأ كثيراً مما هو عليه.
وقال: هناك تقصير من شركات الإعلان والرعاية وهم معذورون لأنها في النهاية شركة تجارية همها المكسب وعدم الخسارة ولذلك عندما تريد الشركة دعم لعبة بعينها فهي تضع في اعتبارها قبل كل شيء الإقبال الجماهيري لهذه اللعبة فمثلاً في بطولة دبي الدولية لكرة السلة ولأن مستواها مرتفع فقد حافظت على استمرارها 30 سنة ولذلك نحن في الكرة الطائرة نحاول أن نقيم نظاماً شبيهاً بالذي تم اتباعه في بطولة دبي الدولية لكرة السلة لإحياء بطولة راشد للكرة الطائرة.
وأضاف قرقاش: تقليص ميزانيات الألعاب الرياضية الجماعية والفردية لا يساعد الأندية على الصرف على الرواتب والمكافآت والإعداد واستقدام محترفين أجانب وحتى الأزياء الرياضية بشكل مستمر، وأيضاً من أسباب التراجع عدم وجود الرياضة في المدارس فلا بد من أن تعيد المدارس أنشطتها الرياضية لاكتشاف المواهب بما يساعد على توفير لاعبين يتم إعدادهم بصورة جيدة ليشاركوا في المنافسات الخارجية.
وأوضح: الحلول سهلة وبسيطة وهي تعتمد على رؤية الجهات المسؤولة عن الرياضة هل تريد مثل هذه الرياضات أم لا؟ فإذا كنا بحاجة إلى هذه الألعاب فلا بد من نشرها في المدارس لتثقيف صغار السن بهذه الرياضات لتصبح محبوبة لديهم، ولذلك فتفعيل البطولات والدوريات بين المدارس والمناطق التعليمية على مستوى الدولة كما كان يحدث قديماً أمر مهم جداً.
حسرة وقلق
بحسرة واضحة تحدث أحمد محمد، حارس الجزيرة لكرة اليد، عما آلت إليه الألعاب الرياضية، وعبر عن قلقه من اختفاء بعضها تماماً عن الساحة إذا استمر إهمالها وتهميشها، وتساءل إذا حدث واختفت هذه الألعاب فأين يذهب اللاعبون والممارسون لها؟
وعدد أسباب انحسار الأضواء عن الألعاب وإهمالها موضحاً أن من أهم الأسباب وأقواها هو تركيز الضخ المالي في كرة القدم، وعدم الاهتمام الإعلامي وعدم وجود الشركات الراعية.
وقال: هناك ألعاب حديثة مثل الجيوجيتسو ظهرت قبل بضع سنوات ولكنها وجدت دعماً واهتماماً إعلامياً ولذلك حققت النجاح فيما عانت ألعاب مثل اليد والطائرة والسلة وغيرها من الإهمال حتى من قبل الأهالي الذين يفضلون أن يتجه أولادهم إلى كرة القدم والجيوجيتسو فهناك المكاسب المالية أكبر والشهرة أوسع.
كما أن نتائج المنتخبات لا تساعد فليس هناك استقرار فني فليس هناك تفريغ للاعبين والقائمين على الأمر، والاتحادات لا تبذل جهداً لتسليط الأضواء على هذه الألعاب، وغير ذلك من الأسباب التي أدت لانحسار الأضواء عن هذه الألعاب.
وأضاف: عدم ممارسة الأبناء للألعاب الرياضية له تداعيات وسلبيات فوجود الطالب في المنزل بعد عودته من المدرسة يجعله يشعر بالفراغ البدني والذهني ويمكن أن يشغل وقته بأشياء وسلوكيات ضارة ويكون ضرره المجتمعي أكبر من نفعه فربما يتجه للمخدرات، ولذلك لا بد من تشجيع الأولاد على الرياضة وممارسة الألعاب الرياضية.
وأوضح حارس يد الجزيرة، أن الدعم المالي هو مربط الفرس فالمادة مهمة وهي التي تفتح الأبواب لكل شيء فمثلاً عندما أصرف على منتخب كرة القدم 100 مليون درهم ويحظى بالتجنيس لماذا لا يكون هناك تجنيس للاعبي الألعاب الأخرى؟
كما لا بد من جذب شركات الرعاية، غير أن المشكلة تكمن في أن الشركات الراعية تجارية وتنظر للمكاسب التي تعود لها من هذه الرعاية ولا يمكن أن ترعى لعبة بدون جمهور واهتمام إعلامي ولذلك لا بد أولاً من تطوير هذه الألعاب وتقوية منافساتها وجعلها جاذبة للإعلام والجمهور حتى تجتذب الشركات الراعية وهذا ينطبق أيضاً على الأهالي فهم لن يرسلوا أبناءهم لممارسة الألعاب ما لم يضمنوا مستقبلهم.
استقطاب المواهب
يعتقد محمد شمل نجم الكرة الطائرة بنادي العين أن العزوف عن الألعاب الرياضية يبدأ من المراحل السنية والأهالي أنفسهم الذين لا يوجهون أبناءهم لممارسة هذه الألعاب بل يحثونهم على ممارسة كرة القدم ويمنعونهم من بقية الألعاب الرياضية الجماعية والفردية الأخرى.
وقال: أنا بنفسي عايشت هذا الأمر فكل من حولي كان يرفض اتجاهي للكرة الطائرة وهذه هي المشكلة فالأهالي يلعبون دوراً كبيراً في انتعاش أو إضعاف هذه الألعاب ولذلك تنزوي مع مرور الزمن وعليه لا بد من أن يقوم الأهالي بدورهم في حث الأبناء على ممارسة هذه الرياضات وتزيين مستقبلها لأنه إذا لم توجد مدخلات فلن تكون هناك مخرجات، ولذلك لا بد من تغذية عقول الصغار وتحريضهم على ممارسة هذه الألعاب الرياضية لبناء أساس قوي لمستقبل هذه الألعاب وذلك بجمع المواهب.
وأضاف: أيضاً من أسباب انزواء هذه الألعاب قلة أو انعدام الدعم الإعلامي والتسويقي والجماهيري والذي ظل يتوجه ويهتم فقط بكرة القدم ما جعل لها شعبية هائلة لا يمكن مقارنتها بشعبية الألعاب الأخرى وهذا أمر خطير سيظل يضعف كثيراً من هذه الألعاب حتى تندثر تماماً مع الوقت، ونحمد الله أن هناك بعضاً من رائحتها يستنشقها عشاقها بين الحين والآخر.
تكاتف المنظومة
وأضاف: حتى يعود لهذه الألعاب بعض تألقها فالمطلوب تكاتف المنظومة ككل من إعلام وجمهور وشركات إعلان وتسويق ويمنحونها بعضاً من الاهتمام وأن تعقد الورش والاجتماعات لدراسة الأمر للخروج بحلول تعيد الحياة لصالات هذه الألعاب.
وهذا يتطلب عزيمة وإصراراً ونحن نرى كيف أن الألعاب الأولمبية تجد اهتماماً كبيراً من عشاقها ومن الجمهور ومختلف وسائل الإعلام ولا بد لنا من وقفة قوية لأجل أن نواكب العالم من حولنا وتكون لدينا فرق ومنتخبات تشارك في المحافل الخارجية وترفع علم الإمارات عالياً في مختلف دول العالم.
نتائج مخيبة في الأولمبياد
غابت رياضات كرة اليد والطائرة والسلة عن الألعاب الأولمبية على امتداد كل الدورات عبر التاريخ وذلك لضعف مستواها إقليميا.وشاركت الإمارات بـ14 رياضياً ورياضية من ضمن 10500 رياضي في دورة الألعاب الأولمبية بباريس وتنافس رياضيو الإمارات على 5 ألعاب هي الفروسية، والسباحة والجودو، وألعاب القوى، والدراجات، وحل منتخبنا لقفز الحواجز بالمركز 18 بمسابقة الفرق من خلال منافسات الشوط التأهيلي.
وشارك منتخبنا الوطني للجودو بـ6 أوزان مختلفة، وحل الفارس عمر المرزوقي فارس منتخبنا الوطني لقفز الحواجز في المركز 19 من أصل 75 وفي السباحة شاركت مها الشحي بسباق 200 متر حرة وأحرزت المركز 28.
وجاء يوسف المطروشي في المركز 44 بسباق 100 متر حرة، وجاءت مريم الفارسي عداءة منتخبنا الوطني في المركز التاسع بمنافسات الجولة الثانية في سباق 100 متر، ولم تكمل صفية الصايغ لاعبة منتخبنا الوطني للدراجات مشاركتها بسباق الطريق بالدورة الأولمبية.
5
في يونيو عام 2022 كشفت الهيئة العامة للرياضة عن (5 رياضات ذات أولوية) ليتم التركيز عليها لتعزيز تنافسية رياضة الإمارات وحضورها عالمياً وزيادة القدرة على تحقيق إنجازات أولمبية وهي القوس والسهم، وألعاب القوى، والمبارزة، والرماية، والجودو.
واعتمدت أولوية هذه الرياضات على تصنيف جميع الرياضات، ومعايير عدة مثل الإمكانات الأولمبية في كل رياضة، وإمكانية النجاح الأولمبي، والمواهب التي تمتلكها دولة الإمارات في تلك الرياضة، وواقع المراكز التدريبية والبنى التحتية والأدوات والمعدات المتوافرة، وسهولة التنفيذ والتكلفة وجاهزية الاتحادات وخطط التمويل.
عبيد المحرزي: سبب الأزمة التخبط وضبابية الرؤى والمجاملات
عبر عبيد مفتاح المحرزي، رئيس شركة الألعاب الرياضية بنادي الوحدة، عن حسرته الكبيرة لما آل إليه حال الألعاب الرياضية، موضحاً أنها ظلت مظلومة واستحقت لقب (الألعاب الشهيدة) لما تعانيه من إهمال وعدم اهتمام ولذلك لا توجد إنجازات ولا مردود حتى على مستوى المنتخبات.
وقال: أشعر بغصة في حلقي، أين كنا وأين أصبحنا؟ فقد رجعنا للخلف سنوات فيما تقدمت علينا منتخبات دول أخرى بسبب عدم الاهتمام من الأندية وحتى من الهيئة والاتحادات ولا ألوم الاتحادات لأنها تعمل وفق ميزانيات محدودة فلا يوجد دعم رغم أن هناك بعض الاجتهادات.
وأضاف: لا توجد خطط استراتيجية ولا أهداف واضحة ننتظر تحقيقها بعد سنوات محددة فالرؤية غير واضحة في ما يتعلق بالرياضة لدينا وأتحدى من يقول كلامي خطأ، هناك تخبط على المستوى المحلي والدولي وحتى كرة القدم التي تضخ فيها مبالغ طائلة ويتحدثون فيها عن الاحتراف وما أدراك ما الاحتراف؟ فهو مجرد أقوال ولا توجد أفعال على أرض الواقع فأنا تخصصي رياضة وكنت لاعباً وإدارياً وأعرف أن هناك تخبطاً كبيراً.
وطالب مفتاح، بإعادة النظر في الرياضة، وقال: لا بد من مراجعة شاملة ودراسة متأنية وأن يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيداً عن العلاقات الخاصة مع إبعاد الذين لا يملكون لا فكرة ولا خبرة.
فالكوادر المتخصصة التي تتمتع بالخبرة والغيرة متوفرة في الإمارات وهؤلاء هم الذين تشعر بأن لديهم الفكر والخطط وقادرون على وضع استراتيجيات من أجل أهداف واضحة تترجم في النهاية الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة، ولكن للأسف حتى هذه اللحظة فمعظم الموجودين في هذا المجال لا يملكون رؤية ولا أفكاراً تقودنا إلى الهدف المنشود.
هدف حقيقي
وأكمل رئيس شركة الألعاب الرياضية بنادي الوحدة: عندما تضع هدفاً يجب أن يكون هدفاً حقيقياً يتناسب وإمكاناتك وبمقدورك تحقيقه، ولكن مشكلتنا الكبيرة أننا نضع أهدافاً خيالية وحالمة يصعب تحقيقها لأنها أكبر من إمكاناتنا ورؤانا.
ولذلك استمر التدهور في الرياضة عامة وعلى صعيد الألعاب الرياضية وصل الأمر إلى درجة أن ألغت بعض الأندية لعبة كرة اليد، وشخصياً كنت متوقعاً أن تصل الأمور إلى هذا الحد لأن كل الاهتمام والتركيز والدعم لكرة القدم فقط، ولا تجد الألعاب الرياضية الأخرى ربع هذا الاهتمام والدعم.
وقال: نحن نحتاج لخطة بعيدة المدى نعمل على تنفيذها بتركيز وعزيمة وصبر دون كلل أو ملل حتى نصل إلى هدفنا وهذا ما تفعله الدول التي حققت إنجازات كبيرة في هذه الألعاب فهي تعد اللاعب للأولمبياد لفترة تتراوح من 15 إلى 20 سنة، أما نحن فقبل شهر أو شهرين نجمع الفرق واللاعبين ونجنس ثم نشارك ولذلك دائماً نتائجنا سيئة.
وعليه لا بد من إعادة النظر ومحاسبة الجميع وأن نضع أمامنا دائماً السؤال لماذا لم نصل إلى هدفنا كما وصل الآخرون؟فهناك دول فقيرة حققت إنجازات وانتصارات ولكننا لا نصل لأن هرمنا مقلوب والقائمين على الأمر لا يتمتعون بالفكرة ولا الخبرة.
وأضاف: لا بد من وقفة جادة، كفانا تدهوراً ومهازلا في هذه الألعاب، ينبغي أن تقام ورش كبيرة للرياضيين والمهتمين والخبراء يتم خلالها النقاش بشفافية حتى نضع أيدينا على المشكلة ونسعى جميعاً لحلها، وعلى الإعلام أن يفعل دوره ويثير هذا الأمر للرأي العام فمن المخجل أن يكون هذا مستوانا.
أسماء خذيل: الألعاب الرياضية تحتاج إلى المال والإعلام
ترى الدكتورة أسماء سعيد خذيل، عضو مجلس إدارة شركة العين للألعاب الرياضية السابق، أن الألعاب الرياضية الجماعية والفردية ظلت تواجه تحديات كبيرة لإثبات وجودها بجانب كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى ذات المكاسب الاقتصادية، والأكثر إثارة وتشويقاً وشهرة.
ولذلك تجتذب الرعاة وتنال اهتمام الإعلام والمشجعين على عكس الألعاب الأخرى سواء فردية أو جماعية، فهي تعتمد غالباً على البيئة والأجواء والثقافة، وحتى على مستوى الإثارة فهي لا تتوفر لها كما تتوفر لكرة القدم، ولذلك تجد صعوبة بالغة في الحصول على الدعم والاهتمام من قبل الرعاة والجمهور وحتى اللاعبين فهم يفضلون كرة القدم منذ الصغر ويحلمون بنجوميتها.
وعددت خذيل جملة من الأسباب والمقارنات التي قادت لانزواء الألعاب الرياضية الأخرى بخلاف كرة القدم، مشيرة إلى أن الألعاب الرياضية لا تتوافر لديها بنية تحتية كما هو الحال في كرة القدم من ملاعب وأكاديميات وتقام لها الورش التطويرية وتدعمها وسائل الإعلام وتتسابق لرعايتها شركات الدعاية والإعلان في حين تعاني الألعاب الرياضية من نقص في جميع هذه المقومات وهو الأمر الذي يصنع عقبات وعراقيل ويجعل من الصعب على اللاعبين صقل مواهبهم وتطوير مهاراتهم.
اهتمام
وأضافت: أيضاً كرة القدم تستأثر باهتمام إعلامي كبير وهذا يعزز من شهرة اللاعبين بما يضاعف من مكاسبها المالية لأنهم يجذبون شركات الإعلان، فضلاً عن العقود المالية الضخمة التي يحظون بها من الأندية الجماهيرية الكبيرة.
وبالمقابل فالألعاب الرياضية الأخرى لا تحظى بهذا الاهتمام الكبير الأمر الذي يضعف كثيراً من فرص التسويق، وينعكس ذلك سلباً على إيجاد فرص احترافية للاعبين بالقدر الذي يجده لاعبو كرة القدم، وهذا لا يمنع أن بعض نجوم الألعاب الفردية قد يصبحون رموزاً وأيقونات بنجوميتهم وما يحققونه من انتصارات وإنجازات.
ولخصت خذيل نظرياتها بالقول إن التحديات والفرص التي تقدمها كرة القدم بسبب شعبيتها العالمية تجعلها تستأثر بالاهتمام وتحظى بالحب جله أو كله، وبالمقابل فإن الألعاب الرياضية تنحصر شعبيتها في نوع اللعبة والمستوى الثقافي وخيارات الفرد والفرص المتوفرة له في نطاق وجوده وبيئته وثقافته.
دعم
وأضافت خذيل: حتى تستعيد الألعاب الرياضية بخلاف كرة القدم بعضاً من بريقها فهذا يتطلب مزيداً من الدعم المالي والإعلامي مع العمل بكل الوسائل المتاحة لأجل اجتذاب المواهب وصقلها وتطوير مهاراتهم وتوفير فرص المعايشة لهم بابتعاثهم إلى الخارج مع ضمان توفير فرص الدراسة حتى يطمئن ذووهم ولا يعارضوا ممارستهم لهذه الرياضيات.
كما لا بد من العمل الاحترافي على مستوى الإدارة، ووضع خطط بعيدة وقصيرة المدى واستقدام خبراء لكل لعبة والمشاركة في البطولات والفعاليات الرياضية الخارجية، وإقامة بطولات داخلية لتحسين قدرات اللاعبين بالاحتكاك والتجارب المختلفة.
5
أندية فقط في دوري السلة ومثلها في كرة الطاولة لا تحقق الأحلام
8
فرق في المحترفين لليد والطائرة لا تصنع منتخبات قوية
صالات مهجورة بلا فرق ومباريات سادها ظلام التجاهل وعدم الاهتمام
أسامة قرقاش:
قلة الدعم وندرة المواهب وغياب الرعاية أبرز أسباب التدهور
أحمد محمد:
إذا استمر التهميش فستختفي الألعاب الرياضية تماماً
محمد شمل:
الأهالي يوجهون أبناءهم نحو كرة القدم على حساب بقية الألعاب