أطلقت شركة «الاتحاد للطيران»، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة أمس اسم «الاتحاد» على ملعب نادي مانشستر سيتي الذي ترعاه، بدلا من اسمه السابق «إيست لاندز»، وذلك في شراكة فريدة من نوعها وغير مسبوقة في تاريخ كرة القدم عامة، والانجليزية على وجه الخصوص.

فيما تحدثت مصادر من الشركة لـ«البيان» عن أن القيمة الإجمالية للاتفاق تصل إلى حوالي 100 مليون جنيه إسترليني على مدى 10 أعوام، فيما برزت أوجه تعاون أخرى تعمق العلاقة التي بدأت بين الجانبين منذ العام 2009، تمثلت في تخصيص طائرة للنادي طليت بلونه الأزرق المعتاد وشعار «الاتحاد».

وفي مؤتمر صحافي عقدته الشركة أمس في ما كان يعرف بملعب «إيست لاندز»، الخاص بنادي مانشستر سيتي لكرة القدم في مدينة مانشستر، أماطت «الاتحاد للطيران» اللثام عن الصفقة التي وصفت بـ«الأكبر» في سجلات التعاون بين الشركات والأندية الرياضية.

ووسع الجانبان تعاونهما من خلال توقيع اتفاقية شاملة على مدى الأعوام الـ10 المقبلة تتضمن، بالإضافة إلى تغيير اسم الملعب إلى «ملعب الاتحاد»، حقوق تسمية الحرم الرياضي المحيط به إلى «حرم الاتحاد» أيضاً، والاستمرار في رعاية قميص النادي، فضلاً عن التعاون في مبادرات تجارية وإعلامية ومجتمعية أخرى. ووقع الاتفاقية كل من الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي لكرة القدم غاري كوك، والرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد للطيران» جيمس هوغن، قبيل مغادرة الفريق الرياضي على متن طائرة مستأجرة تُشغلها الشركة، في جولة إلى الولايات المتحدة قبل بداية الموسم الكروي.

 

تفاصيل وبنود

وفي تفاصيل الصفقة غير المسبوقة، فإنه بالإضافة إلى المسمى الجديد للملعب، سيضم حرم النادي الذي بات «حرم الاتحاد»، موقع المدينة الرياضية السابق في مانشستر الشرقية وساحة المدينة الترفيهية «سيتي سكوير» الشهيرة، بالإضافة إلى المرافق الإضافية المخطط لإقامتها وتلك الموجودة أساساًً. ومن المتوقع زيارة ما يقارب من 2 مليون شخص إلى «حرم الاتحاد» الموسم المقبل.

كما ستقوم «الاتحاد» بتمديد رعاية القميص مع تغطية أوسع وأشمل لمباريات النادي في نظام الترفيه على متن طائراتها والموقع الإلكتروني للشركة. وسوف تنظم «الاتحاد» أيضاً، بالتعاون مع النادي، مبادرات إعلامية في الأسواق المستهدفة المشتركة مثل الهند والصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودولة الإمارات .

أما في مجال التعاون التجاري، فاتفق الطرفان على خلق فرص جديدة لمبادرات التسويق وفق الأولويات التجارية لكلا الجانبين، واستكشاف سبل التعاون تدور حول الضيافة وخدمة العملاء والقدرات التدريبية وتبادل الخبرات وإمكانية توفير الوظائف المشتركة وخدمات الاتصال من «حرم الاتحاد للطيران» الرياضي في المستقبل.

وفي الشق الاجتماعي، سيقوم النادي، بالمشاركة مع «الاتحاد للطيران» بمبادرات اجتماعية مشتركة في منطقة مانشستر الشرقية والمملكة المتحدة وحتى على المستوى الدولي. ومن المبادرات الدولية التي ستنتج عن تلك الشراكة، توفير برامج بشأن كرة القدم للشباب في المناطق المحرومة، الأمر الذي يعود بالمنافع المشتركة لكلا الطرفين.

 

قيمة الصفقة

وخلال المؤتمر الصحافي، أحجم المتحدثون من النادي والشركة عن الإفصاح عن قيمة الاتفاق الذي سيدوم لـ10 أعوام على الأقل. ولكن مصادر من داخل «الاتحاد للطيران» قالت لـ«البيان» إن القيمة تبلغ حوالي 10 ملايين جنيه استرليني سنوياً، أي نحو 100 مليون إجمالاً.

وراجت أنباء وتسريبات أخرى أن المبلغ أعلى من ذلك بكثير، وأنه يبلغ 12 مليون جنيه سنوياً على الأقل، ليصل إلى 120 مليوناً تغطي أعوام العقد الـ10. ولعل إحجام الموقعين عن الكشف عن القيمة، مرده، بحسب مراقبين، إلى الرغبة في عدم إثارة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي تنص قوانينه الداخلية التي سنت مؤخراً على التدقيق في أي إعلان شراكة يخرج إلى العلن، حتى لا يؤثر على ما يعرف بـ«اللعب المالي النظيف».

 

التزام وفخر

وقال الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد للطيران» جيمس هوجن خلال المؤتمر الصحافي: «نحن فخورون جداً برعايتنا لفريق مانشستر سيتي لكرة القدم. لطالما كانت مدينة مانشستر واحدة من الوجهات الرئيسة بالنسبة للاتحاد للطيران وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية. ومما يؤكد التزامنا لتلك الوجهة، بمضاعفة الرحلات إلى رحلتين يومياً».

وأضاف: «لقد أصبح الآن بإمكان المسافرين بقصد العمل أو الترفيه، من شتى أنحاء شمال غربي إنجلترا، الاستفادة من الخدمات، سواء كانوا متجهين إلى أبوظبي، أو أبعد من ذلك، إلى وجهات مثل تايلاند وسنغافورة أو أستراليا». وقال هوغن: «تلك الشراكة عبارة عن تغيير لقواعد اللعبة.

هو اتفاق يعيد تحديد نموذج الرعاية الرياضية التقليدية. إنها فرصة تتاح مرة في العمر، لاثنتين من العلامات التجارية الشهيرة، التي تشترك في الرؤية نفسها لتعزيز الوعي العالمي بأهميتها ولتطوير أعمالها». وأردف: «لقد أثمر عمل الاتحاد للطيران مع النادي عن نتائج هامة وحقق عوائد كبيرة على استثماراتنا. نحن متحمسون للعمل على بناء تلك العلاقة. لقد سمح لنا اسم النادي وقاعدته الشعبية الواسعة في اجتذاب شريحة أوسع من الجماهير الجديدة حول العالم، فضلاً عن التقارب بين العلامتين التجاريتين لكلا الطرفين من حيث المنظور التجاري والعملي».

 

خبر رائع

بدوره، أفاد مدير مجلس المدينة السير ريتشارد ليسي، أن «من شأن هذه العلاقة بين الطرفين أن تُقدّم مزيداً من الدعم للتعريف بمدينة مانشستر دوليا،ً وربطها عالمياً وإتاحة الفرصة للمدينة لاستقطاب العلامات التجارية الرائدة للاستثمار فيها، وخلق مزيد من فرص العمل»، واصفاً الأمر بأنه «خبر رائع بالنسبة لمانشستر، حيث يعزز الرياضة والنقل وأولويات التنمية الاقتصادية».

يُشار إلى أن «الاتحاد» افتتحت صالة المسافرين للدرجات الممتازة في مطار مدينة مانشستر العام الماضي. وكان الجانبان أطلقا في مايو 2009 شراكتهما التي انعكست إيجاباً على النادي الكروي المنافس لنظيره مانشستر يونايتد، حيث نجح في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الأولى منذ العام 1969 خلال موسم 2010- 2011.

«القمر الأزرق»

وتزامن هذا الإعلان مع إطلاق طائرة «القمر الأزرق» الجديدة وهي من طراز «إيرباص A033-200» المصممة خصيصاً للنادي. كما أعلنت الشركة في المؤتمر الصحافي الذي انعقد في ملعب «الاتحاد»، عن زيادة عدد رحلاتها إلى رحلتين يومياً بين مانشستر وأبوظبي اعتباراً من الأول من شهر أغسطس، حيث تُسيّر «الاتحاد للطيران» حالياً سبع رحلات أسبوعياً بين عاصمة دولة الإمارات ومدينة مانشستر.

 وعمل فريق مكوّن من 40 رساماً على مدار الساعة لمدة 18 يوماً في أبوظبي لرسم تصميم «إيرباص A033-200» بألوان النادي، في حين تطلب الأمر استخدام حوالي 450 لتراً من الطلاء لإنهاء العمل. وإلى جانب خط أبوظبي مانشستر، ستقوم الطائرة أيضاً بخدمة وجهات مثل ميلانو وفرانكفورت وبروكسل وجوهانسبورغ وكيب تاون وكوالالمبور وجاكرتا وسنغافورة وإسطنبول ووجهات أخرى على امتداد الشرق الأوسط والهند. ويستتبع زيادة عدد الرحلات، افتتاح مركز الاتصال الجديد في مدينة مانشستر والذي من المقرر أن يضم حوالي 160 موظفاً مع بداية العام 2012.

وكانت شركة «طيران الإمارات» وقعت اتفاقية مشابهة في أكتوبر 2004 مع نادي أرسنال الكروي في انجلترا لمدة 15 عاماً تضمنت تحويل اسم الملعب إلى «استاد الإمارات» وكتابة اسم الشركة على قمصان النادي لمدة ثمانية أعوام.

 

قطاع تنافسي

قال الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد للطيران» جيمس هوجن خلال المؤتمر الصحافي رداً على سؤال لـ«البيان»، بشأن فحوى الرسالة التي أرادت الشركة إرسالها من خلال التوقيع على تلك الاتفاقية، إن «قطاع الطيران قطاع تنافسي إلى حد بعيد. نحن شركة عالمية عمرها سبعة أعوام واخترنا كأفضل شركة في العالم». وأردف: «نحن الأفضل في درجة رجال الأعمال ونمتلك شراكات عالمية عديدة»، موضحاً أنه «من المهم في هذه الشراكات المختارة بعناية هو كيف نحقق أهدافنا التجارية».

وقال: «عندنا سجل بشراكات قوية. المهم في هذه الاتفاقية انه حينما تنظر إلى ملعب الاتحاد في مدينة ملبورن الاسترالية، فإنك سترى كيف أصبح جزءاً من معالم ملبورن. وهذا الأمر سيساعدنا على تقوية وجودنا في السوق، ولا اشك في أن الأمر سيكون ذاته بالنسبة إلى الاتفاقية مع مانشتسر سيتي».

وأفاد الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد للطيران» في سؤال آخر لـ«البيان»، أن للشركة تجارب سابقة مشابهة وضرب «ملعب الاتحاد للطيران» في مدينة ملبورن الأسترالية مثالاً على ذلك، واصفاً الصفقة بأنها «اتفاقية تجارية قوية». وبدوره، ذكر الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي لكرة القدم غاري كوك لـ«البيان»، أن ما شهده النادي أمس عبر تلك الاتفاقية «خطة للنمو»، موضحاً أن الشراكة «مبنية على الثقة والاستقامة». وقال إن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يشجع بشكل كبير النادي».