كرة القدم العالمية تعاني من رسوم ترامب الجمركية

رسوم ترامب أحدثت صدمة عالمية ولم يسلم أي قطاع منها بما فيها قطاع الرياضة
رسوم ترامب أحدثت صدمة عالمية ولم يسلم أي قطاع منها بما فيها قطاع الرياضة

تأثير سلبي يتوقع أن يطال كرة القدم العالمية، نتيجة الرسوم الجمركية واسعة النطاق على الواردات الأجنبية اعتباراً من 5 أبريل الجاري، التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرضها، وأحدثت صدمة اقتصادية عالمية، ولم يسلم أي قطاع منها، بما فيها القطاع الرياضي. وسيختلف التأثير بالتأكيد حسب البلد أو التكتل الإقليمي.

وسارعت وسائل الإعلام المختلفة إلى نشر العديد من التقارير عن التأثيرات السلبية التي ستتعرض لها كرة القدم العالمية نتيجة التداعيات المحتملة استناداً إلى آراء خبراء في هذا المجال، ومنهم خوسيه بونال أستاذ إدارة الرياضة العالمية في الجامعة الأوروبية، الذي يرى أن الرعايات الكبرى مثل تلك الخاصة بريال مدريد وبرشلونة، ليست في خطر داهم، ولكن الرسوم الجمركية المفروضة على مواد مثل الصلب والألمنيوم، قد تؤدي إلى زيادة تكاليف بناء الملاعب الجديدة أو تجديد القائمة منها.

فيما رأى غابرييل سان ميغيل، مدير العلوم والرفاهية في شركة بيبارتليت، أن تلك الرسوم قد ترفع تكلفة المشاريع القائمة الحالية، أو تؤخر تنفيذها حسب ما نشرت صحيفة «آس» الأسبانية، والتي أكدت أن هذا الأمر يكتسب أهمية خاصة مع اقتراب استضافة الولايات المتحدة لدورة الألعاب الأولمبية 2028، وكأس العالم 2026، وكأس العالم للأندية 2025، وقدرت أرباح بطولتي كأس العالم بنحو 50 مليار دولار، بحسب شركة «أوبن إيكونوميكس» المتخصصة في إعداد دراسات وتحليلات اقتصادية تهدف إلى فهم تأثير المشاريع والفعاليات الكبرى مثل البطولات الرياضية على الاقتصاد.

وذكرت الصحيفة الأسبانية أيضاً، أن بسبب تلك الرسوم، سجلت «راستار غروب» الشركة الصينية التي تمتلك 99.6 % من أسهم نادي إسبانيول الأسباني، عند إغلاق بورصة شينزن خسائر يومية بلغت 9.66 %، وهي الأكبر للشركة منذ عام 2008.

ورأت صحيفة «آس» أن هذه الخسائر ستنعكس انعكاساً غير مباشر على ميزانية إسبانيول، خصوصاً مع عملية تقليص الاستثمارات التي بدأها منذ فترة تشين يانشينغ الرئيس الحالي للشركة وابنه تشوانغوانغ، ورجّحت أن تتفاقم الأزمة في الأيام القليلة القادمة حين تدخل الرسوم الجمركية، التي أقرتها الصين رداً على سياسات ترامب، حيز التنفيذ، وأشارت إلى وجود جانب آخر غير ملموس للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يتعلق بالصفقة المحتملة لبيع نادي إسبانيول، حيث سبق لشركة «راستار غروب»، التفاوض مرتين على الأقل في السابق مع مجموعات استثمارية أمريكية لبيع النادي الكتالوني، والآن بات مستقبل مثل هذه الاستثمارات الثنائية غير واضح.

في حين، أشارت وسائل إعلام أخرى، إلى إمكانية تأثر قطاع حقوق البث التلفزيوني بشكل سلبي، مع الإشارة إلى أهمية هذا القطاع كمصدر دخل رئيس للأندية والبطولات، وهذا يعني ارتفاع أسعار القمصان والمعدات والمنتجات الرسمية، وبالتالي إمكانية تراجع المبيعات، وتأثر الأندية سلبياً نتيجة لذلك.

وأوضح خبير التمويل في صناعة كرة القدم كيران ماغواير، لمواقع إخبارية، أن المشجعين سيتأثرون بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، ولكن مدى التأثير لن يكون كبيراً، نظراً لاعتيادهم على دفع أسعار مبالغ فيها على منتجات كرة القدم، موضحاً أن أسعار قمصان كرة القدم لن تتأثر بشكل كبير بالرسوم الجمركية، مشيراً إلى أن قميص رياضي مُقلد يُباع بـ 100 دولار في أمريكا، تبلغ تكلفة تصنيعه في الدول المصدرة 12 و15 دولاراً، ما سيدفع المنتجين لتحمل جزءاً من التكاليف الناجمة عن الرسوم الجديدة، وهو ما يؤثر سلباً على الشركات وبالتالي على حقوق رعاية الأندية والرياضيين.

كما أعربت شركات عدة لتأمين الرعاية للأحداث الكبرى عن غضبها، إذ كانت ستوفَّر فرصة رئيسة للشركات الأجنبية لرفع مكانتها وتعزيز المبيعات في الولايات المتحدة، على غرار شركة هيونداي الكورية لتصنيع السيارات، إحدى الجهات الراعية للاتحاد الدولي لكرة القدم الـ«فيفا»، وكذلك العلامات التجارية الكبرى للملابس والأدوات الرياضية، والتي تعتمد بشكل كبير على المواد والتصنيع في آسيا، وهو ما وضح خلال الأيام الماضية من تأثر أسهم شركات مثل نايكي وأديداس وبوما بشكل حاد، كما سيكون هناك تأثير سلبي كبير على الحضور الجماهيري في بطولتي كأس العالم للمنتخبات 2026، وللأندية 2025، وسيفرض ذلك على الاتحاد الدولي لكرة القدم التدخل بقوة للحصول عل ضمانات لتسهيل الحصول على تأشيرات عبور الحدود لمشاهدة المباريات، خصوصاً مونديال 2026، والذي يقام بالمشاركة بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية.