اكتشاف المواهب في رياضة الإمارات.. مبادرات طموحة تبني إنجازات المستقبل

 اكتشاف الرياضيين الموهوبين في مراحل مبكرة
اكتشاف الرياضيين الموهوبين في مراحل مبكرة

تسعى الهيئات الرياضية في الدولة، من وزارة الرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية، والاتحادات، والأندية، والأكاديميات الرياضية، إلى تطوير برامجها ومبادراتها الخاصة باكتشاف المواهب، وصقلها، لصناعة أبطال المستقبل، وفقاً للمعدلات الدولية العالمية، التي تؤهلهم للمنافسة على تحقيق الإنجازات الإقليمية والقارية والدولية.

وتعد البرامج المدرسية الرياضية جزءاً من النظام التعليمي في الإمارات، بهدف تطوير القدرات البدنية، واكتشاف الرياضيين الموهوبين في مراحل مبكرة.

ويبرز، خارج الإطار التعليمي، دور الأكاديميات الرياضية التي تنتشر في إمارات الدولة في الرياضات المختلفة. وعبر السنوات الماضية، أطلقت المؤسسات الرياضية في الإمارات، مجموعة من المبادرات، التي تهدف إلى وضع آليات ثابتة، لاستقطاب المواهب ورعايتها والاهتمام بها وصقلها، من أبرزها برنامج «الحلم الأولمبي»، و«نادي النخبة»، ومؤخراً مبادرة «الرياضات ذات الأولوية»، و«لجنة الإمارات لرياضة النخبة والمستوى العالي»، التي تعد واحدة من أهم المبادرات الجديدة، المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031.

واهتمت المبادرات الحكومية، ببرامج التطوير المستمرة للكوادر الرياضية، لضمان جودة الإشراف على الموهوبين رياضياً، وهو ما يشمل المدربين، والإداريين، والكفاءات التحكيمية.

وتظهر إحصائيات اللجنة الأولمبية الوطنية، مع بداية فترة الإعداد لـ«أولمبياد باريس 2024»، وفق آخر استبيانات فنية ومسح ميداني للاتحادات الرياضية الوطنية «أجريت خلال الفترة من 1 - 26 سبتمبر 2021»، أن عدد اللاعبين المسجلين في 32 اتحاداً رياضياً بلغ 32411 لاعباً، من بينهم 5804 لاعبين في المرحلة العمرية أقل من 12 عاماً، «مرحلة البراعم والأشبال»، بنسبة حوالي 18%، من إجمالي عدد اللاعبين.

وعلى صعيد اتحادات الألعاب الفردية، بلغ عدد اللاعبين لنفس الفئة العمرية «أقل من 12 عاماً» 1698 لاعباً، مسجلين في 20 اتحاداً من إجمالي 10210 لاعبين بنسبة 17% تقريباً.

وقال الشيخ سهيل بن بطي آل مكتوم، المدير التنفيذي لقطاع التنمية الرياضية بالهيئة العامة للرياضة، الأمين العام لاتحاد الإمارات الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي، إن من أولويات برامج الاتحاد، تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة في عمر مبكر واكتشاف الموهوبين، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات الطموحة، وهو ما يتحقق من خلال التعاون بين مؤسسات القطاع التعليمي والاتحادات الرياضية المعنية.

وأضاف: إن مشروع الألعاب المدرسية يعد إحدى أهم مبادرات الاتحاد، ويستهدف الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاماً، حيث يقوم اتحاد الإمارات الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي، بالتواصل مع الاتحادات الرياضية المعنية لمتابعة الفائزين في البطولات المدرسية، والتأكد من تحقيق الاستمرارية اللازمة، لتطوير مهاراتهم وكفاءاتهم، ثم تأهيلهم لتمثيل الإمارات دولياً في المستقبل.

وأكد أن «برنامج البطولة» من المبادرات المتميزة أيضاً، لأنه يشجع الطلاب على ممارسة الرياضية في سن مبكرة، ويسعى لتأمين البنية التحتية المناسبة، لإعداد وتأهيل المواهب.

وأشار إلى تنسيق الجهود مع وزارة التربية والتعليم في مبادرة «مدارس فريجنا»، وهو المشروع الذي يهدف إلى استثمار المدارس الحديثة وتفعيلها، في تنفيذ برامج، وأنشطة، ورياضات فردية، وجماعية، خارج ساعات الدوام الرسمي.

من جانبه، أشار اللواء الدكتور محمد المر رئيس اتحاد الإمارات لألعاب القوى، إلى أن آلية الاتحاد في اكتشاف المواهب وصناعة الأبطال، تعتمد على خطة استراتيجية متكاملة، تستند إلى خطط واقعية، وتشمل الاهتمام بجميع عناصر المنظومة، من منطلق أن اكتشاف الموهوبين ورعايتهم، هي المهمة الأصعب في التخطيط للمستقبل، موضحاً أن هذه الخطة لا تقتصر على العمل الإداري والفني فقط في الاتحاد، وإنما تتضمن ترسيخ الدور الحيوي للأندية من خلال التواصل والتعاون لتحقيق تكامل الأدوار، بما يضمن تخطي التحديات لتحقيق أعلى معدلات النجاح.

وأضاف محمد المر، اتحاد ألعاب القوى يسعى من خلال برامجه وخططه، إلى تجهيز جيل مميز من الشباب الموهوبين، وإعدادهم على الوجه الأكمل، وتوفير جميع متطلبات التميز والنجاح، مع العمل على اكتشاف المواهب والتعاون مع الأندية لتأسيس قاعدة قوية من الناشئين الموهوبين.

من جانبه، أكد موسى البلوشي، الأمين العام لاتحاد المبارزة، أن الاستراتيجية العامة للاتحاد تقوم على أسس ثابتة، معيارها الرئيس استقطاب الموهوبين إلى رقعة الممارسين لهذه الرياضة، مع الحرص على دقة الاختيار.

وأوضح أن رياضة المبارزة، تعتمد على التعليم والتدريب المتخصص، لإكساب اللاعبين المهارات الخاصة باللعبة، موضحاً أن هناك خططاً مستقبلية طموحة، لتوسيع قاعدة المشاركة، عن طريق إدخال المبارزة لأندية جديدة، وإنشاء الأكاديميات الخاصة، جنباً إلى جنب مع زيادة عدد اللاعبين في الأندية الموجودة بالفعل.