شوبير لـ « البيان»: أنا أهلاوي الانتماء.. محايد أمام الكاميرا

شوبير
شوبير
إنجازات متواصلة للنادي الأهلي المصري
إنجازات متواصلة للنادي الأهلي المصري

هو أحد الأسماء الكبيرة في عالم الساحرة المستديرة، وأحد أفضل حراس المرمى في تاريخ النادي الأهلي المصري، ومنتخب «الفراعنة»، مشوار كبير من التألق صنعه بالجهد والعرق، ليحصد العديد من الإنجازات والبطولات، أحمد شوبير، الإعلامي الأبرز بلا جدال طيلة السنوات الماضية، لم يكتفِ بإبداعاته داخل «الخشبات الثلاث»، ليقرر بعد خلع «قفازه»، خطب ود «الميكروفون» ليصبح الصوت المتميز.

وأكثر الإعلاميين الرياضيين متابعة، عاد «حارس الأهلي» بإطلالة جديدة على الساحة الإعلامية ببرنامج متميز كعادة برامجه، التي تجمع دوماً بين التحليل العميق والطرح الموضوعي للقضايا الرياضية الساخنة، ما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة في وطننا العربي.

«البيان» التقت الإعلامي القدير أحمد شوبير، الذي كٌرم في منتدى الإعلام العربي الأخير بدبي، وحصل على جائزة أفضل برنامج رياضي في الوطن العربي، تأكيداً على مكانته الاستثنائية، في هذا الحوار فتح لنا شوبير قلبه، وتناول أبرز الملفات الرياضية، كما كشف عن رؤيته حول التحديات التي تواجه الإعلام الرياضي العربي، وطرح رؤى مستنيرة لمستقبل الرياضة والإعلام معاً.

*في البداية، كيف تقيم أداء الأندية المصرية على الساحة الأفريقية؟

-النادي الأهلي هو الواجهة الأولى لكرة القدم المصرية في الساحة الأفريقية، حيث يقودها نحو القمة بجدارة واستحقاق بلا منازع، لا شك في أن إنجازاته المتتالية في السنوات الأخيرة جعلته ليس فقط الأقوى، بل الأول على مستوى القارة على مر التاريخ.

وهذا التميز يضعه في مكانة لا ينافسه فيها أحد، في المقابل، الزمالك يمتلك إمكانات كبرى تؤهله ليكون منافساً قوياً في البطولات الأفريقية، إلا أنه بحاجة إلى الاستقرار الإداري والفني، ليتحقق هذا الطموح بالشكل الأمثل.

هذا الاستقرار هو ما سيمكنه من تحقيق المزيد من الألقاب على الصعيد القاري، ويعود بقوة لينافس الأهلي على زعامة القارة، أما باقي الأندية المصرية فهي تفتقر إلى عنصر الخبرة، الذي يمكنها من المنافسة بثبات، كما أن هناك حاجة لتعزيز الروح القتالية والطموح من أجل تحقيق الإنجازات في الساحة الإفريقية.

*بعد تتويجه بطلاً للقارات الثلاث.. هل ترى أن الأهلي حقق كل شيء؟

- بالفعل، الأهلي وصل إلى إنجازات غير مسبوقة على الصعيدين القاري والعالمي، إذ حقق كل البطولات الممكنة على مستوى القارة الأفريقية، والمنافسات القارية الأخرى، مما جعله في مصاف الأندية العالمية.

ولكن بالرغم من هذا السجل الاستثنائي والإنجازات، التي يفتخر بها كل محبي النادي، يبقى الفوز بكأس العالم للأندية هو الهدف الأسمى والطموح الذي لم يتحقق بعد، هذا اللقب هو الخطوة المتبقية، التي من شأنها أن تضع الأهلي في مصاف أندية النخبة عالمياً، وتضفي على سجله إنجازاً لا يضاهيه أي نادٍ عربي أو أفريقي آخر.

* ما أكثر التحديات التي تواجه المنتخب المصري حالياً؟ وما النصيحة التي توجهها للجهاز الفني؟

- من وجهة نظري، التحدي الأكبر الذي يواجه المنتخب المصري هو استعادة موقعه الريادي على مستوى القارة الأفريقية، يحتاج المنتخب للعودة إلى القمة، وتحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية، ما يتطلب بناء جيل جديد من اللاعبين، يمتلكون المهارات العالية والشخصية القوية، ذات هيمنة واضحة على الكرة الأفريقية في السنوات المقبلة، علاوة على ذلك يجب أن يتجاوز طموحنا حدود أفريقيا، ليصل إلى تحقيق إنجازات عالمية ملموسة، لم يعد التمثيل المشرف في كأس العالم كافياً.

بل يجب أن نتطلع للوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة، مثل المربع الذهبي، على خطى منتخب المغرب، الذي أظهر أن الطموح الكبير والإعداد الجيد يمكن أن يضع منتخباتنا العربية ضمن قائمة المنافسين الأقوياء في المحافل العالمية.

وعلى الجانب الآخر، ليست نصيحة بل رأي من أجل المصلحة للجهاز الفني، وهي ضرورة التركيز الكامل على تطوير الأداء داخل الملعب، وعدم الالتفات إلى الشائعات أو أي أمور جانبية قد تشتت الانتباه عن الهدف الأساسي، ويتعين على الجميع ترك الصغائر.

والتركيز على ما يفيد المنتخب، ويسهم في تقدمه، فالتركيز على ما يحدث داخل المستطيل الأخضر والتعامل مع اللاعبين بشكل احترافي هو الطريق الأمثل لتحقيق الطموحات، بعيداً عن أي تأثيرات خارجية قد تعيق مسار الفريق.

تطور
*كيف ترى تطور الإعلام الرياضي في مصر بعد سنوات طويلة من العمل في المجال؟

- الإعلام الرياضي في مصر شهد تطوراً لافتاً عبر السنوات الماضية، وأعتقد أن هذا التطور يسير بخطوات ثابتة نحو مزيد من الاحترافية والتخصص، اليوم، أصبح المجال الإعلامي مفتوحاً أمام نجوم كرة القدم المعتزلين.

حيث نجد الكثيرين منهم يعملون محللين ومعلقين ومقدمي برامج رياضية، وهو تطور إيجابي للغاية، حيث يقدمون رؤى عميقة وأصيلة مستمدة من خبراتهم في الملاعب، ومع ذلك فإن هذا العمل ليس بالأمر السهل.

فهو يتطلب مهارات إعلامية وخبرات مهنية لا تكتسب بين يوم وليلة، هؤلاء النجوم، رغم شهرتهم، يحتاجون إلى مواصلة التدريب والتعلم لتطوير أدائهم الإعلامي، حتى يتمكنوا من إيصال المعلومة بأسلوب احترافي ينافس المعايير العالمية، ويخدم جمهور الرياضة، ويلبي تطلعاته.

*كيف ترى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المجال الرياضي في مصر؟

- لا شك في أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تلعب دوراً محورياً في المشهد الرياضي، وظهر تأثيرها جلياً في السنوات الأخيرة، من جهة، فإن هذه المنصات أتاحت سرعة هائلة في نقل الأخبار والأحداث الرياضية.

وهو أمر إيجابي للغاية؛ إذ يمكن للجمهور متابعة تطورات الأحداث أولاً بأول، والتفاعل معها بشكل مباشر، هذه السرعة في تداول المعلومات تجعل الجمهور أكثر اطلاعاً وتواصلاً مع عالم الرياضة، لكن على الجانب الآخر تأتي بعض التحديات.

وأبرزها انتشار الأخبار غير الدقيقة أو غير المؤكدة. كثير من المستخدمين يسهمون في نشر المعلومات دون التحقق من مصادرها، ما يؤدي أحياناً إلى نشر شائعات بصورة سيئة قد تثير البلبلة في الوسط الرياضي، وتؤثر سلباً على أجواء المنافسة والنقاش.

هذا الجانب السلبي يتطلب من الجميع، الإعلاميين والجماهير على حد سواء الحرص على التأكد من صحة المعلومات ومصادرها قبل تداولها، حتى نستطيع الحفاظ على مصداقية الإعلام الرياضي ونقائه من تأثيرات هذه الشائعات.

آراء

*كيف توازن بين آرائك الجريئة وضرورة الحفاظ على الحياد الإعلامي؟ وهل شعرت يوماً بأن آراءك تسببت في خلق ردود فعل غير متوقعة؟

- بحكم خبرتي الطويلة في الإعلام الرياضي أؤمن بأن الحياد هو الأساس، فأنا أحرص على الالتزام بالموضوعية، مهما كانت ميولي أو انتماءاتي الشخصية، على الرغم من معرفة الجميع بانتمائي «الأهلاوي»، إلا أنني أضعه جانباً فور وقوفي أمام الكاميرا.

وأتجرد من أي تحيزات شخصية، لأنني أعتبر دوري الإعلامي مسؤولية تتطلب الحياد والنزاهة، ومع ذلك أنا ملتزم دائماً بأن أعبر عن آرائي بوضوح ودون تردد، حتى وإن كانت تلك الآراء قد تثير جدلاً في بعض الأحيان، الجمهور، اليوم، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بات منقسماً إلى حد ما حول أندية معينة، كالأهلي والزمالك.

مما يجعل أي رأي قد يُفسر بطريقة معينة بناء على الانتماءات وليس على محتوى الرأي بحد ذاته، وهذا هو التحدي الأكبر؛ إذ قد يعجب فريق برأيي ويغضب الآخر، رغم أنني أحاول دائماً أن أكون منصفاً ومحدداً في طروحاتي.

*إعلامي رياضي ترى فيه «خليفة» أحمد شوبير؟

في الحقيقة، لا أؤمن بنظرية «الخليفة» في المجال الإعلامي، فكل شخص في هذا المجال له بصمته وأسلوبه الخاص، ولا يمكن لأي أحد أن يكون نسخة عن الآخر، الإعلام مجال يتطور ويتغير بشكل مستمر، وكل جيل يأتي بآليات جديدة وأفكار مبتكرة، أرى أن جميع الزملاء في الساحة الإعلامية يعملون بجد واجتهاد، ويقدمون أفضل ما لديهم، وكل واحد منهم يتميز بشخصيته وأسلوبه الخاص في التفاعل مع الأحداث الرياضية.

احتراف

*من اللاعب الذي تعتقد أن لديه الإمكانية لتحقيق قفزة نوعية في مسيرته قريباً؟

- أرى أن مصطفى شوبير حارس النادي الأهلي ومنتخب مصر يمتلك الإمكانات لتحقيق قفزة نوعية في مسيرته الاحترافية في المستقبل القريب.

إذن كيف تقيم أداء مصطفى شوبير مع الأهلي؟ وهل ترى بعين الناقد الرياضي أنه يستحق المشاركة الأساسية خلال الفترة الحالية؟

- أداء مصطفى شوبير مع الأهلي كان مفاجأة سارة لي، كنت دائما واثقاً بقدراته وإمكاناته، وأعلم أنه سيصبح له شأن في حراسة المرمى على المستويين الأفريقي والعربي، مصطفى شوبير يعمل بجد، ويكافح، ويطور من نفسه باستمرار.

وهذا ما انعكس على أدائه المميز في المباريات التي شارك فيها، لم أكن أتابعه بشكل دقيق خلال فترة الناشئين، ولكن ما قدمه مع الفريق الأول للأهلي فاق توقعاتي، والحمد لله على ما وصل إليه.

بالتأكيد، مصطفى يستحق المشاركة الأساسية؛ فمستواه يؤهله لذلك، ليس الآن فقط، بل منذ فترة، ومع ذلك يجب أن نأخذ في الاعتبار أن محمد الشناوي هو الحارس الأساسي، ويمتلك خبرات كبيرة، ويعتبر من أفضل حراس المرمى في مصر لسنوات عديدة، التنافس بينهما يصب في مصلحة الفريق، ويعزز من قوة مركز حراسة المرمى في الأهلي.

*هل تتابع الدوري الإماراتي؟ من هو أفضل فريق من وجهة نظرك؟

- بحكم عملي كإعلامي رياضي أحرص على متابعة مختلف الدوريات حول العالم، بما في ذلك الدوري الإماراتي، وأكنّ تقديراً خاصاً لنادي العين، ليس فقط لمستواه الفني المتميز، بل أيضاً لوجود اللاعب يحيى نادر في صفوفه، وهو نجل صديقي العزيز الدكتور نادر الشريف، زميلي منذ المرحلة الابتدائية، وأعتبر يحيى بمثابة أحد أبنائي نظراً لعلاقة الأخوة والعشرة الطيبة مع والده أخي وصديقي.

*من هو أفضل حارس في مصر حالياً؟

- في الوقت الحالي أرى أن مركز حراسة المرمى في مصر يشهد تنافساً قوياً بين محمد الشناوي ومصطفى شوبير، كلاهما يقدم أداء مميزاً، ويستحقان الإشادة على جهودهما في حماية عرين المنتخب والأهلي.

كلمة أخيرة

أشكر جريدة «البيان» على الاستضافة، وخاصة أن دولة الإمارات تحظى بمكانة خاصة في قلبي وقلب كل مصري، ونكن لشعبها الأصيل كل تقدير واحترام.