«تغيير الجلد».. خسائر مزدوجة

العروبة والحصن أكثر الفرق تغييراً للاعبين
العروبة والحصن أكثر الفرق تغييراً للاعبين
 الإمارات وحتا لم يصمدا في «دوري المحترفين»
الإمارات وحتا لم يصمدا في «دوري المحترفين»
 محمد الطربان
محمد الطربان
 عبدالعزيز منقوش
عبدالعزيز منقوش
حميد سالمين
حميد سالمين
محمد التيمومي
محمد التيمومي

مع نهاية كل موسم كروي تتجه بعض إدارات عدد من أنديتنا المحلية إلى تغيير معظم لاعبي الفريق الأول واستبدالهم بآخرين، لكن المحصلة دائماً ما تكون صفراً، ولا تجني هذه الإدارات سوى السراب بسبب مقصلة «الشطب» الكبيرة التي تطال عدداً من اللاعبين، ودائماً ما يتم ممارسة هذا النهج وسط بعض الأندية الصاعدة حديثاً لدوري المحترفين، ويتكرر هذا المشهد بصورة موسمية، فخلال المواسم الماضية نجد أن فريق الإمارات قام بتغيير غالبية لاعبي الفريق بعد صعود الصقور في العام الماضي لدوري الأضواء، ولكن الصقور سرعان ما عاد إدراجه بين أندية الهواة شأنه شأن فريق حتا بعد أن صعدا معاً وكان قبلهما فريقا دبا الفجيرة والعروبة الذي بدل كل لاعبي الفريق الأخضر.

وتكرر «السيناريو» والمشهد ذاته مع الصاعدين هذا الموسم 2024 - 2025 لدوري الكبار وهما دبا الحصن الذي استبدل أكثر من 20 لاعباً والعروبة الذي استبدل مثلهم.

هذا السيناريو المتكرر يقود أولاً إلى حقيقة غريبة كشفتها الأيام يمكن تلخيصها في أنها «خسائر مزدوجة»، حيث لم تنجح معظم الأندية التي قامت بهذه التغييرات الكبيرة في التعاقدات بما يعرف بمصطلح «تغيير الجلد» بالحصول على النتائج المرجوة، وزاد على ذلك أنها ملزمة بتعويض اللاعبين الذين تخلت عنهم مادياً بعد الاستغناء عن اللاعبين قبل اكتمال فترة العقد مع النادي.

وتباينت وجهات النظر وسط الإداريين والمدربين فيما يتعلق بهذه التبديلات من اللاعبين دون جدوى.

دفاع

ودافع محمد عبدالله الطربان، رئيس شركة كرة القدم في نادي دبا الحصن عن استغناء ناديه عن الغالبية العظمى من اللاعبين الذين حققوا معه إنجاز الصعود بنهاية موسم 2023 - 2024 الماضي، ومن أصل 25 اسماً يسمح بقيدهم في الكشوفات الرسمية، شهد دبا الحصن 21 وجهاً جديداً، مع الاحتفاظ بقلةٍ من اللاعبين المتألقين في الموسم المنصرم.

وقال الطربان نعتز بجميع لاعبي النادي، خصوصاً نجوم الفريق الصاعد من دوري الهواة، ونؤكد أنهم كانوا على قدر المسؤولية، ولم يقصروا، وتابع: «لكننا وجدنا أن التغيير ضروري لمواكبة الفرق الأخرى في دوري أدنوك للمحترفين».

وشرح رئيس شركة كرة القدم، «تعاقدنا مع لاعبين بمواصفات فنية تؤهلهم لخوض منافسات دوري أدنوك للمحترفين، وهذا يعد من الأمور الأساسية للفرق الصاعدة بسبب الفارق الفني بين لاعبي دوري الدرجة الأولى ومصاف الكبار».

وأشار الطربان إلى أن الفوارق بين لاعبي دوري الدرجة الأولى ودوري أدنوك للمحترفين تكمن في «قوة المنافسة، والمستوى الفني، وخبرة التعامل مع ضغط المباريات».

منطق وفرص

قال المدرب محمد عبدالله التيمومي مدرب فريق 21 سنة بنادي الفجيرة: ليس من المنطق أن تقرر أندية الاستغناء عن جميع اللاعبين دون منحهم الفرصة كاملة ليتم تقييمهم بشكل صحيح، لافتاً إلى وجود لاعبين ساهموا في بلوغ هذه الأندية لهذه المكانة والصعود إلى دوري المحترفين وكانوا بمثابة العمود الفقري لهذه الأندية، فكيف يتم مكافأتهم بهذه الطريقة والاستغناء عنهم والاستعاضة عنهم بلاعبين ربما يشاركوا لأول مرة في دوري المحترفين، وتابع ما يحدث في أنديتنا شيء محير، وقال أعرف عدداً مقدراً من الأندية تقوم بتسريح معظم اللاعبين.

إهدار المال

من جانبه، قال عبدالعزيز منقوش نائب رئيس نادي التعاون: «إن تغيير اللاعبين مع نهاية الموسم، يعد إهداراً للمال مما يساهم ذلك في إضعاف ميزانيات الأندية». وذكر أن الخطأ منذ البداية في اختيارات نوعية اللاعبين الذين نشاهدهم في دوري المحترفين، إذ إنه في آخر المواسم أصبحت مستويات اللاعبين بشكل عام ضعيفة، وعدد كبير مستويات اللاعبين الأجانب أقل من المواطنين، وزاد بقوله: «لا نطالب بأن تكون التعاقدات مع اللاعبين بمبالغ فلكية، ولكن يجب انتقاء الأفضل والأسماء التي تناسب الدوري الإماراتي».

كم وكيف

طالب حميد سالمين الإداري السابق بنادي الفجيرة الأندية بضرورة انتقاء الأسماء الجيدة من اللاعبين والبحث عن الكيف لا عن الكم، وذلك فيما يتعلق باختيارات اللاعبين، وقال: أرى أن هناك عدداً من الأندية تستجلب عدداً كبيراً من اللاعبين وسرعان ما ينسجم هؤلاء مع بعضهم البعض، وذلك بسبب الجاهزية المبكرة للفريق إلى جانب إقامة المعسكر الخارجي للفريق بحضور كل اللاعبين مما يسهل ذلك من عملية الاستعداد الجيد للموسم، ولكن إذا كانت هناك عشوائية في الاختيارات ودون دراسة فإن الفشل ينتظر أي ناد تعجل في اختيارات لاعبيه ليقع ضحية للسماسرة الذين لا يهمهم مصلحة النادي بقدر ما يهمهم الترويج للاعبين ورفع أسهمهم ومستواهم لدى إدارات الأندية.

أبرز تعاقدات الموسم

وخلال فترة القيد الصيفية الماضية والتي سبقت انطلاقة الموسم الكروي الجاري 2024 - 2025، اتجهت معظم أندية دوري المحترفين للتعاقد مع لاعبين جدد، وبالتالي الاستغناء عن من سبقهم، فاستطاع الوصل بطل النسخة الماضية من دوري أدنوك للمحترفين، أن يضم كلاً من طحنون الزعابي قادماً من الوحدة بصفقة انتقال حر، وكذلك ماجد سرور معاراً من الشارقة، والبرازيلي جونتاس قادماً على سبيل الإعارة من نادي العين ونجح شباب الأهلي في ضم الإيراني سردار أزمون قادماً من ليفركوزن بطل النسخة الماضية من الدوري الألماني، كما تعاقد شباب الأهلي مع الأرجنتيني جاستو نسواريز قادماً من بني ياس بصفقة انتقال حر، وضم الغيني عمر كيتا قادماً من نادي الإمارات، وتم قيده في فئة المقيمين.

أما العين بطل النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا فقد عزز صفوفه بعدد من الصفقات المهمة أبرزها المالي سيكو بابا قادماً من البطائح لمدة 4 سنوات، وخالد بطي قادماً من الوحدة، والباراجواياني ماتياس سيجوفيا، والمدافع البرازيلي مارلونسانتوس.

وبالنسبة لنادي الشارقة فقد ضم الصربي ديفيد بيتروفيتش، حيث تم قيده في فئة المقيمين، وكان قد أعلن من قبل عن رحيل الثلاثي سيبستيان تيجالي، وميراليم بيانيتش، وموسى ماريجا.

وعن نادي الوحدة فقد ضم كلاً من البرتغالي بيرناندو فولها والنيجيري فاقور أوجيو، حيث تم قيدهم في فئة المقيمين، كما تعاقد أيضاً مع كل من الصربي ساشا إيفكوفيتش قادماً من بني ياس، والنيجيري فيليب أوتيلي. ونجح نادي الجزيرة في التعاقد مع لاعب الوسط المصري محمد النني قادماً من أرسنال الإنجليزي ونبيل فقير قادماً من الدوري الإسباني، فيما تعاقد شباب الأهلي مع سردار أزمون لاعب ليفركوزن الألماني.

وبالنسبة للنصر، بقيادة مدربه الهولندي الفريد شرودر، فقد ضم الهداف التاريخي للدوري الإماراتي علي مبخوت في صفقة انتقال حر، بالإضافة إلى عدد من الصفقات أبرزها في فئة المقيمين الهولندي لوري فير، والبلجيكي عثمان بوسعيد، وكل من اللاعبين البرازيلي إيمانويل فيريرا، ومواطنه جونيور سيلفا، والهولندي مروان أزركان، والحارس الصربي ستيفان بيانوفيتش.

وفيما يخص عجمان فقد كان أبرز الأندية التي بدأت صفقاتها مبكراً مع انتهاء الموسم الماضي، إذ ضم كل من التونسي فرج بن نجيمة، والمغربي محمد سبول، ومواطنه أيمن الحسوني والبرازيلي فيكتور هنريكي قادماً من الظفرة، والكونغولي بيني موجبايا، وتعاقد مع حسن إبراهيم في فئة المقيمين.

ونجح خورفكان في ضم المغربي نور الدين، ومواطنه أيمن رشوق، والأرجنتيني برايان راميريز، وماتيوس أوليفيرا، وجونثان فيريرا. إلى جانب ضم الثنائي فراس الخصيبي ومحمد شاكر، إضافة إلى خالد جلال لاعب ارتكاز النصر السابق.

وعلى صعيد اللاعبين الأجانب، نجح الفريق في التعاقد مع كل من البرازيلي ماتيوس أوليفيرا والأرجنتيني المقيم بيدرو بافلوف قادماً من الظفرة، إلى جانب المدافع الدولي السلوفاكي فيرنون دي ماركو «31 عاماً» لاعب حتا السابق، والذي شارك مع منتخب بلاده في أمم أوروبا أخيراً، والمهاجم جيرسون رودريجز لاعب نادي دينامو كييف الأوكراني.

أما كلباء فضم كلاً من الإيراني سامان قدوس ومواطنه شهريار موجانلو، واليمني خالد الأصبحي في فئة المقيمين، كما تعاقد مع سلطان المنذري، وأحمد شحدة أبوناموس، وعبد العزيز الكعبي.

وفي بني ياس فقد تم الإعلان عن التعاقد مع عدد من اللاعبين أبرزهم الأرجنتيني خوانباوزا، والصربي لأزار ماركوفيتش والكونغولي اسحاق تشيبانجو، والروماني أندريهبوركا.

وبالنسبة لكل من دبا الحصن والعروبة الصاعدين حديثاً إلى دوري المحترفين، فقد أعادوا ترتيب صفوفهم والتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين، إذ أعلن دبا الحصن عن ضم التونسي هيثم جويني، وجواو بيدرو، وفراس الخصيبي، وجيل هيرمي ماتوس، ودانيال سيمو، ودومينيك سوبيلا، ونيكسا فويانوفيتش، وأديبا اليميك، وسيسيإبراهيما، وينتس كومبو، والتونسي أسامة حدادي، وحسين عباس.

كما تعاقد أيضاً مع الحارسين سهيل المطوع، وعادل الهاشمي، واللاعبين علي الظنحاني، وإسماعيل الزعابي، ومحمد باروت، ووليد عمبر، وعبدالله خميس، وعلي الأنصاري، وفلاح وليد وحمدان الكمالي.

وتعاقد العروبة مع عدد من اللاعبين أبرزهم أحمد عيسى، وعبدالله أنور، ومحمد جلال، ومحمد اليماحي، والكاميروني ديفيد روي، ومواطنه جابريل كاك، والصربي سينيسا يولاسيتش، وعيسى المازمي، والبرازيلي باولو ريكاردو، والجامبي بوباكار تراولي فيما مدد عقود كل من النيجري داميلاري صلاح الدين، ومواطنه يوسف أولاتونجي، وعلي حسن، ومحمد خلفان، وراشد سالم، وسالم سليمان، وعبدالله صنقور، وطلال خميس.