تشهد أروقة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حالياً مناقشات مكثفة بشأن إمكانية تعديل نظام الوقت الإضافي في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وسط تقارير تفيد بأن بعض المسؤولين يدعمون هذه الفكرة من أجل إتاحة فرصة أكبر للأندية الصغيرة لتحقيق نتائج إيجابية في المسابقة العريقة.
وفقاً لصحيفة التايمز البريطانية، جاءت هذه المناقشات بعد انتقادات وجهت للنظام الحالي، الذي يفرض خوض الأشواط الإضافية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، حيث يُعتقد أن هذا النظام يصب في صالح الأندية الكبرى التي تمتلك لاعبين ذوي لياقة بدنية أعلى، في حين تعاني الأندية الأقل تصنيفاً من الإرهاق البدني، ما يضعها في موقف ضعيف خلال الأشواط الإضافية.
وضربت الصحيفة مثلاً بفريق تامورث، أحد الأندية الأقل تصنيفاً، لتوضيح هذه النقطة، حيث نجح الفريق في الصمود أمام توتنهام خلال الوقت الأصلي الذي انتهى بالتعادل السلبي في مباراة الدور الثالث من البطولة، لكنه انهار في الأشواط الإضافية واستقبل ثلاثة أهداف أدت إلى خروجه من البطولة.
وتشير التقارير إلى أن أحد المقترحات المطروحة هو إلغاء الوقت الإضافي والانتقال مباشرة إلى ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي، وهو نظام مشابه لما تتبعه رابطة الدوري الإنجليزي في بطولة كأس الرابطة منذ عام 2017، حيث تم إلغاء الوقت الإضافي في جميع الأدوار باستثناء المباراة النهائية.
ويُعتقد أن هذا التغيير سيمنح الأندية الصغيرة فرصة أكبر لمجاراة الفرق الكبرى، من خلال تجنب الدخول في معارك بدنية مرهقة في الأشواط الإضافية، خاصة وأن معظم هذه الفرق تمتلك لاعبين هواة أو شبه محترفين.
ورغم التفكير في تعديل نظام الوقت الإضافي، أكدت المصادر أنه لا نية للعودة إلى نظام المباريات المعادة، الذي كان سائداً في السابق عند انتهاء المباريات بالتعادل، وذلك نظراً لضغط المباريات الكبير الذي تعاني منه الأندية الإنجليزية، خاصة في ظل تكدس الجدول بمباريات الدوري الممتاز، وكأس الرابطة، ودوري أبطال أوروبا.
مشاورات
ومن المتوقع أن يعقد الاتحاد الإنجليزي مشاورات مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأندية المشاركة ورابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن تعديل النظام، ومن المرجح أن يتم الإعلان عن أي تغييرات محتملة قبل انطلاق النسخة الجديدة من البطولة في الموسم المقبل.
مع نجاح تجربة إلغاء الوقت الإضافي في بطولة كأس الرابطة، ازدادت الضغوط على الاتحاد الإنجليزي لاتخاذ خطوة مماثلة في كأس الاتحاد، لا سيما في ظل الاهتمام الكبير بتخفيف الأعباء البدنية عن اللاعبين، وتفادي إرهاقهم في ظل كثرة البطولات التي يشاركون فيها على مدار الموسم.
وتمثل بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أحد أقدم وأعرق البطولات في تاريخ كرة القدم، وقد اشتهرت عبر تاريخها بالمفاجآت التي تصنعها الأندية الصغيرة أمام العمالقة، لذلك فإن أي تغيير في نظامها قد يثير جدلاً واسعاً بين الجماهير، خاصة مع حرص الاتحاد الإنجليزي على دعم الأندية الأقل تصنيفاً دون المساس بتقاليد المسابقة التي طالما كانت مصدراً للإثارة والمتعة الكروية.
وستكشف الأيام المقبلة ما إذا كان هذا التعديل سيرى النور، أم أن الاتحاد الإنجليزي سيقرر الإبقاء على النظام الحالي، مع تقديم بدائل أخرى تخفف من معاناة الأندية الصغيرة في البطولة.