ميدو لـ « البيان »: الدوري الإماراتي قادر على جذب أبرز المحترفين

لقاء السوبر المصري بين الأهلي والزمالك شهد تنظيماً رائعاً من كافة الجهات في الإمارات
لقاء السوبر المصري بين الأهلي والزمالك شهد تنظيماً رائعاً من كافة الجهات في الإمارات

تاريخ حافل ومسيرة استثنائية على صعيد كرة القدم العالمية، للمصري أحمد حسام «ميدو»، «الفرعون» الذي لعب في العديد من الأندية الأوروبية العملاقة مثل أياكس الهولندي ومارسيليا الفرنسي وتوتنهام وميدلسبره وويجان في الدوري الإنجليزي وروما الإيطالي، قبل قرار الرحيل من الزمالك المصري وهو ابن الـ 16 عاماً. مسيرة طويلة تخللتها محطات من النجاحات وأخرى من الإخفاقات، بين تاريخه كلاعب في المستطيل الأخضر أو تجاربه مديراً فنياً للزمالك والإسماعيلي ومصر للمقاصة.

«البيان» في حوار خاص تجاذبت الحديث وتنوعت الكلمات على هامش وجود «ميدو» ضيفاً على دولة الإمارات «بلاد زايد الخير» لمتابعة السوبر المصري الذي استضافته العاصمة أبوظبي وفاز به الأهلي المصري على حساب غريمه التقليدي الزمالك بركلات الترجيح.

في هذا الحوار يكشف «ميدو» عن أسباب ودوافع قرار عودته من جديد للملاعب بعد اعتزال دام 12 عاماً، مشدداً على الأثر الذي يأمل أن يتركه بقراره هذا «إن حدث» في الجيل الجديد من اللاعبين، كما يوضح الفروق بين الدوريين الإماراتي والمصري، مبيناً كيف تؤثر البيئة والإمكانات في أداء الأندية، منتظراً كغيره «كلاسيكو العرب» بين الكبيرين العين الإماراتي والأهلي المصري في ربع نهائي مسابقة كأس القارات «الإنتركونتنينتال» على استاد القاهرة الدولي، تنافس من الطراز الرفيع بين عملاقين من عمالقة كرة القدم في الدول العربية والشرق الأوسط.

* بداية، كيف ترى الفارق بين الدوري الإماراتي ونظيره المصري؟
الدوري الإماراتي يتمتع ببنية تحتية متطورة وتنظيم أكثر فاعلية، مما يسهم في جذب لاعبين محترفين ذوي جودة عالية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الإمكانات المالية الكبيرة التي تتيح للأندية استقطاب نجوم من مستويات رفيعة، في المقابل، قوة الدوري المصري تكمن في عودة الجماهير إلى الملاعب وهو أمر أثرى المنظومة فوجود الجماهير ممتع لكرة القدم، كما أن تواجد الأندية التاريخية الكبيرة تخلق منافسة شرسة، شخصياً لدي مقترحات لتطوير مسابقة الدوري المصري تتمثل في تحسين النقل التلفزيوني، وإنشاء البنية التحتية القادرة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، ومن الضروري وجود قوانين ولوائح واضحة يتم تطبيقها بعدالة على جميع الأندية، وأقولها صراحة يجب أن يكون هناك حل لمشكلة عوائد الأندية الجماهيرية، وضرورة استمرار الدعم لهذه الأندية كونها تشكل العمود الفقري للدوري المصري، كذلك انتظام المسابقات المحلية، وعدم المساس بجدول المباريات في مسابقة الدوري العام.

* قبل بداية الموسم الحالي، أعلنت عودتك للملاعب من جديد وحتى الآن لم يحدد هذا الأمر، لماذا؟
أعلنت نية العودة بالفعل إلى عالم كرة القدم كلاعب مجدداً بعد اعتزال دام لما يقارب 12 عاماً، لدي تفاصيل تحمل في طياتها إلهاماً للجميع، وأعتقد أن هذه الخطوة ستأتي أشبه بالرسالة القوية للشباب والرياضيين، أي شخص يستطيع تحقيق ما يصبو إليه بالإصرار وتحديد الهدف، وإعلان تفاصيل عودتي سيكون من خلال مؤتمر صحفي سيُعقد في القاهرة، وأشرح من خلاله خططي وتصوراتي وتطلعاتي لهذه المرحلة الجديدة من مسيرتي الرياضية، وأتمنى أن تكون العودة مصدر إلهام للكثيرين، وتعزيز لفكرة أن العقبات والتحديات يمكن تجاوزها بالإرادة والعزيمة.

* بداية، ماذا وجدت في لقاء السوبر المصري بين الكبيرين الأهلي والزمالك الأخير في العاصمة أبوظبي؟
أبدي تقديري وإعجابي للمستوى الذي ظهر به الفريقان، النادي الأهلي استحق الفوز نظراً لقوة تشكيلته والبدائل الفعالة والحلول المتاحة التي يمتلكها، الأهلي لديه «سكواد قوي» ودكة احتياط متميزة، وبالفعل لعب مباراة جيدة جداً وأهنئهم على الأداء والفوز.

ورغم خسارة الزمالك للبطولة وكأس السوبر، لكن الفريق كسب احترام الجميع بما قدمه من مجهود وأداء قوي، وأعتقد أن الخطط التكتيكية والتغييرات التي قام بها كولر وجوميز خلال المباراة، هي من حسمت اللقاء، المدير الفني لفريق النادي الأهلي مدرب الأهلي مارسيل كولر نجح في استغلال نقاط ضعف الزمالك، خاصة عمق الملعب، والمدير الفني لفريق الزمالك جوزيه جوميز، قام بإجراء تغييرات جريئة، وأخرج زياد كمال في الشوط الأول، عندما شعر أن هناك فجوة في منتصف الملعب، وهو ما أعطى السيطرة للأهلي في الشوط الأول بالكامل، وأرى أن على الدور الذي قام به لاعبو الزمالك الشباب كان جيداً بالفعل خاصة وأنه في الناحية الأخرى كانت الخبرات الكبيرة في صفوف الأهلي، مثل عمرو السولية ومجدي قفشة، بينما الزمالك دفع بالشباب مثل محمد السيد ومحمد حمدي، وهنا ظهر الفارق بين سكواد الفريقين.

* ما توقعات «ميدو» لمباراة الأهلي وشقيقه العين في بطولة العالم للأندية إنتركونتيننتال غداً؟
فريق العين من الفرق القوية ويكفي أنه بطل آسيا في النسخة الأخيرة، وقبل عدة أيام قدم مباراة قوية للغاية أمام الهلال السعودي في الآسيوية وخسرها بخمسة أهداف مقابل أربعة، ولو امتد الوقت لحقق التعادل، وأعتقد أن الجميع يدرك قوة الهلال السعودي ونجومه الكبار، لكني شخصياً لدي ثقة أن النادي الأهلي المصري الأقرب للفوز وتحقيق الانتصار، خاصة أن لديه كل الإمكانات التي تساعده على ذلك، المباراة على استاد القاهرة وما أدراك ما استاد القاهرة، الأهلي هناك «شكل تاني»، وجماهيره صعب الأداء أمامها فهي قادرة على التشجيع 90 دقيقة، ولا تنسَ أن نجوم الأهلي حالياً في حالة سعادة بالغة بعد الفوز بالسوبر المصري على حساب الزمالك وفي حالة نفسية رائعة، كما أنهم في حالة من التركيز الشديد، ومستوى الفريق قوي جداً، بالتأكيد المباراة ستكون صعبة على العين، وأتمنى أن أشاهد لقاءً كبيراً بقيمة الفريقين الكبيرين، ومرحباً بفريق العين في بلده الثاني.

* بعيداً عن لقاء العين والأهلي هل تتابع الدوري الإماراتي؟
أنا من أشد المعجبين بالدوري الإماراتي وطريقة تنظيمه والاحترافية التي تقوم عليها المنظومة الكروية في الإمارات بأكملها، أتابع فريق العين باستمرار، وأقدر دوماً المستوى الفني الذي يقدمه «الزعيم» في كافة المسابقات مع الاعتراف بتراجع المستوى خلال الفترة الأخيرة، لكنه أمر طبيعي لكل الفرق الكبيرة، اهتمامي بفريق العين تجاوز الحدود المحلية وأتابعه في المنافسات الآسيوية أيضاً، للأمانة يعجبني أداء وتفكير الأرجنتيني هرنان كرسبو المدير الفني، أراه مدرباً كبيراً، قادراً على تقديم كرة جميلة خاصة في وجود اللاعبين المميزين أصحاب الأداء الرائع على رأسهم المغربي سفيان رحيمي الذي أعتبره أفضل لاعب في الدوري الإماراتي، نظراً لما يقدمه من أداء فني متميز ومهارات عالية داخل الملعب، ولابا كودجو المهاجم الخطير، كما أشاهد كذلك مباريات فريق الجزيرة، لمتابعة اللاعب المصري محمد النني صاحب الرحلة الطويلة مع أرسنال الإنجليزي، والذي يقدم مستوى طيباً مع فريقه الإماراتي، وأرى أنه مكسب كبير نظراً لقيمته الفنية واحترامه وشخصيته المتميزة.

* منتخب مصر حقق العلامة الكاملة تحت قيادة حسام حسن وتأهل إلى أمم أفريقيا القادمة بالمغرب، ما تقييمك للأداء الذي قدمه الفراعنة حتى الآن؟
أنا معجب بالأداء الذي يقدمه حسام حسن كمدير فني لمنتخب مصر، وزاد إعجابي الشديد بالمستوى الرفيع والتطورات الملموسة التي ظهرت على أداء لاعبي المنتخب سواء المحترفين أو المحليين تحت قيادته، حسام حسن يقدم أداءً متميزاً وبصماته ظهرت مع منتخب الفراعنة، ولعل التوازن بين الأداء الجيد والنتائج الطيبة كان الأبرز خلال المباريات التي لعبها المنتخب تحت قيادته حتى الآن، حسام حسن طور من شخصية منتخب مصر بشكل عام، كما أنه قدم وجوهاً جديدة وأعطى الفرصة للاعبين الشباب، وهو قرار أسهم في دمج الأجيال وتجديد دماء المنتخب بشكل مستمر، في ظل العلاقة الجيدة التي بناها مع لاعبي المنتخب، هذا النوع من التواصل يعزز من الروح المعنوية والانسجام بين الفريق ككل، ويسهم في تحقيق الفوز وتخطي أي مصاعب، الكرة المصرية ولادة ولدينا لاعبون متميزون وأرى أن الأسلوب الذي اتبعه حسام حسن يجب أن يكون جزءاً أساسياً من مهمة أي مدير فني يتولى تدريب المنتخبات المصرية بصفة عامة أو الأندية بصفة خاصة، لا بدّ وجود أكثر من جيل حتى لا يحدث فترة غياب عن التواجد في البطولات ومنصات التتويج.

* علمنا أنّ هناك مشروعاً رياضياً تنوي القيام به من أجل خدمة الكرة المصرية، ما الفكرة؟
أركز مستقبلاً نحو العمل الإداري، لكني حالياً لا أخطط لتولي أي منصب إداري، أركز كل جهودي على مشروعي وحلمي الذي أقوم به حالياً، هذا المشروع ليس مجرد برنامج تدريبي رياضي، بل هو برنامج شامل يهدف إلى تطوير اللاعبين الصغار من جميع الجوانب، لدينا 100 لاعب شاب من 14 محافظة في كافة ربوع مصر، إقامة كاملة وبشكل دائم من أجل التعود على حياة الاحتراف مبكراً، هذا البرنامج هو الأول من نوعه والذي لا يركز فقط على الرياضة، ولكن على تطوير الشخص بشكل كامل، البرنامج يُولي اهتماماً خاصاً بتعليم اللغة الإنجليزية، وبالفعل تم استقدام مدرسين لتعليم اللغة لهؤلاء اللاعبين الصغار، ويشمل أيضاً متخصصين في الطب النفسي للعمل على تطوير العقلية المهنية ليصبحوا محترفين، ولن أذيع سراً لدي قرار في المستقبل لتوسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل دولاً عربية وأفريقية، المشروع جزء رئيس من التزامه هو تنمية وتطوير الشباب في مصر بالمقام الأول ومن ثم الدول العربية والأفريقية، أعتقد أن لدينا مناجم ذهب من اللاعبين الذين يضمنون نجاح البرنامج.

* كلمة أخيرة، ماذا سيقول ميدو؟
أشكركم على اللقاء عبر صحيفة «البيان»، وأشكر دولة الإمارات حكومة وشعباً على حسن الاستقبال والإقامة الطيبة، وهذا الأمر ليس بجديد من شعب أصيل وكريم تربطه علاقة الأخوة والمحبة مع شقيقه المصري عبر سنين طويلة وستظل إلى الأبد إن شاء الله بين الإمارات ومصر.