فترة محبطة تعيشها رياضة كرة اليد هذا الموسم بعد أن أصبحت تتلقى بعض اللطمات التي قد تؤثر على مستقبل اللعبة عامة ومنتخباتنا الوطنية خاصة، بعد أن جمدت بعض الأندية بعضاً من فرقها في الدرجات الأعلى والدرجات الأدنى وبعد أن كانت هذه الأندية تشكل العمود الفقري للعبة وقدمت العديد من النجوم للمنتخبات الوطنية.
الزوبعة الحادة التي ضربت كرة اليد هذا الموسم أحدثت فوضى كبيرة سعى اتحاد اللعبة في التصدي لها أو الخروج منها بأقل الأضرار، ولكن تحجج الأندية بأسباب ومبررات قد تكون مقنعة لكن خلفها أسباب أعمق تتمثل في الفاتورة الكبيرة التي تدفعها لفريقها الأول في كرة القدم.
فهل من بارقة أمل تخرج كرة اليد من هذه الكبوة وتعيد بريقها أم أنها ستواصل سيرها نحو منحدر عميق سيكلفها الكثير من أجل العودة إلى الصحيح والطبيعي.
«البيان» تلقي الضوء على مسيرة اللعبة بشكل عام وتجميد وإلغاء العديد من الفرق السنية في العديد من الأندية، سلبيات لم تبعث على التفاؤل لمستقبل اللعبة ومنتخباتنا السنية.
ضياع إلى المجهول
تعيش رياضة كرة اليد ضمن المراحل السنية حالة من الضياع، والتي لا تبعث على التفاؤل في ظل تجميد أو إلغاء العديد من أندية الدولة المنطوية تحت مظلة اتحاد كرة اليد، وعدم مشاركة هذه الفرق بمسابقات الموسم بالتأكيد سيكون له عواقب وخيمة ومن شأنه أن يدمر أحلام شريحة كبيرة من قواعد اللعبة الواعدين، وهذا ينعكس سلباً على بعض الأندية المهتمة بالفئات العمرية بشكل جدي والتي غدت تعد على أصابع اليد.
والاستمرار في هذا التجاهل بل التجميد سيفقد الأندية المهتمة باللعبة الثقة والرغبة في الاستمرارية، مع التأكيد أن المواهب هي أساس التطور والنجاح لمستقبل لعبة الأقوياء كما يسمونها مقارنة ببقية الألعاب، ولا بد من وقفة جادة من اتحاد اللعبة لتدارك هذه المواقف السلبية بتوثيق علاقاتها مع أندية اللعبة للوقوف على أسباب هذا الوضع الذي لا يبعث على التفاؤل.
الإلغاء والاعتذار
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن العديد من الأندية المنطوية تحت مظلة اتحاد اليد قد جمدت بعض فرقها والأخرى اعتذرت وانسحبت من مسابقات الموسم، خاصة للمرحلة السنية تحت 18 سنة والتي تمثل فرق الشباب وهي الجزيرة والعين والنصر وشباب الأهلي، وتمثل هذه الفرق الدعامة الرئيسية والأساسية للفريق الأول بالأندية، وكان لها باع طويل في تحقيق انتصارات وإنجازات في مسابقات المراحل السنية.
في البداية أعلن نادي الجزيرة، إحدى قلاع كرة اليد بالدولة، تجميد اللعبة بجميع مراحلها، وفي التوقيت نفسه اعتذر نادي العين صاحب أول بطولة خارجية في اللعبة عن مشاركة فريقه الأول والشباب بهذا الموسم واكتفى بفرق المراحل السنية، وطال التجميد نادي بني ياس، الذي ألغى مشاركته في فئتي الصغار والبراعم.
ونتيجة للتجميد والاعتذار جاء دوري الشباب هذا الموسم بثلاث فرق فقط هي الشارقة والوصل والبطائح، وهي المرحلة السنية التي تشكل مستقبل اللعبة والدعامة الرئيسية والمستقبلية لفرق الرجال.
وتردي وضع كرة اليد في قطاعات المراحل السنية انعكس سلباً على منتخبنا الوطني للناشئين، حيث خرج من البطولة الآسيوية المؤهلة لكأس العالم والتي أقيمت مؤخراً في العاصمة الأردنية عمان بمشاركة 13 منتخباً تمثل القارة الصفراء.
ومن 6 مباريات حقق منتخبنا فوزاً وحيداً ويتيماً على حساب المنتخب الهندي جعلته في المركز 12، وأظهرت البطولة أن الأندية واتحاد كرة اليد يفتقدان الاستراتيجيات المستقبلية وطويلة المدى في إعداد منتخبات تكون قادرة على تحقيق نتائج في المشاركات الخارجية.
تعزيز الجهود
وبين اليوم والأمس يتذكر خليفة سلطان بن سليمان، أحد رجالات الزمن الجميل لكرة اليد، الأمين العام لعدة دورات لاتحاد كرة اليد، والأمين العام لنادي الشباب السابق لعدة دورات، وأحد الرجالات الذين قدموا الكثير للعبة ومنتخباتها الوطنية، يقول خليفة:
«إن صعود منتخبنا الوطني للشباب إلى كأس العالم في تركيا عام 1996 جاء بعد مسيرة إعداد شارك فيها الجميع من أندية واتحاد ومسؤولين تكللت بالنجاح وتحقيق الإنجاز.
.وأضاف أن الأندية كانت شريكاً أساسياً في هذا الإنجاز وكانت داعماً كبيراً للاتحاد طوال فترة الإعداد والتجهيز ولم تقصر معنا في توفير كل ما يلزم لتحقيق النجاح.
كما كان هناك دور كبير للجهاز الفني والإداري وأعضاء الاتحاد كل حسب دوره وموقعه بقيادة القدير أحمد الفردان رئيس الاتحاد، نتمنى من الجميع أن يكونوا على قلب رجل واحد من أجل المصلحة العامة، ولعودة اللعبة لسابق عهدها ولكي لا نرسخ مقولة تعب السنين راح وتبخر ويا حسرتاه على زمن الإنجازات التي شهدتها رياضة اليد وشهد لها وعليها الداني والقاصي من خلال قواعد اللعبة أساس البناء».
اقرأ أيضاً:
قاسم بن عاشور: الإعداد مسؤولية الأندية والمدرب الكفء ضرورة
خالد أحمد: نتائجنا السلبية طبيعية في ظل إهمال الإعداد