نشأ فارس العرب، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وترعرع على حب الخيل والفروسية.

وهذا ما دفعه إلى دعمها بقوة، والإسهام بأفكاره النيرة في تطويرها، والإعلاء من شأنها على المستويين المحلي والعالمي.

شخصية مؤثرة

ويعد سموه من أبرز الشخصيات العالمية تأثيراً، ولذلك تم اختياره عام 1999 أبرز شخصية مؤثرة في سباقات الخيل البريطانية، متقدماً قائمة اشتملت على 50 شخصية شهيرة ومؤثرة في هذا المجال، واختير سموه في يناير 1999، وللعام الثاني على التوالي، وبإجماع مجلس الرابطة، أفضل مالك ومربٍ للخيول في بريطانيا وإيرلندا، ومُنح سموه وساماً رفيعاً من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

وفاز سموه ببطولة الملاك في بريطانيا 15 مرة، وهو أبلغ دليل على دوره المؤثر في السباقات، من خلال الإنجازات الرائعة التي حققتها خيوله في مختلف المضامير العالمية.

ونال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أرفع الدرجات والألقاب، إذ كرمه الإعلام البريطاني في يوليو 2008، ممثلاً بالقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني، وذلك تقديراً لإنجازاته، ولدوره الفعال في تطوير سباقات الخيول على المستوى العالمي، وأسهم سموه بشكل فعال في تطوير ودعم السباقات العالمية بصفة عامة، وفي بريطانيا بصفة خاصة، وذلك بمشاركة أفضل السلالات وخيول النخبة في سباقاتها. وأدى سموه دوراً رئيساً في تغيير لوائح وقوانين السباقات في بريطانيا، والتأثير بشكل فعال في القيادات الإدارية.

وكان لحديث سموه عام 1997 في حفل «جيم كراك» السنوي، تأثير واضح في صناعة الخيل البريطانية، وكان له الأثر الأكبر في إعادة النظر في الكثير من الممارسات الخاطئة، وخاصة في مجال تمويل سباقات الخيل بإنجلترا، كما كان قرار سموه بنقل خيوله الناشئة من بريطانيا إلى فرنسا، بمثابة جرس إنذار لإصلاح حال السباقات البريطانية.

«فخر السباقات»

وحصل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على جائزة «فخر السباقات»، من جمعية «ريسينغ ويلفير» البريطانية، في أكتوبر 2008، تقديراً لعطائه ودعمه الإنساني الكبير للعاملين في مجال سباقات الخيل، كما كُرم سموه بأرفع جائزة تقديرية في سباقات الخيل بأوروبا، إذ مُنح جائزة الاستحقاق، ضمن جوائز كارتييه الأوروبية رفيعة المستوى، وذلك في دورتها الـ18 عام 2008.

ونال فارس العرب لقب «الأب الروحي» لسباقات القدرة العالمية، وذلك تقديراً من ملك ماليزيا، وباسم المشاركين في بطولة العالم للقدرة 2008، ولعطائه وإسهاماته في تطور هذه الرياضة على مستوى العالم، ولإنجازات سموه المشرفة في البطولات العالمية، ويعد اختيار سموه عضواً بالجوكي كلوب الأمريكي، فخراً للعرب، وذلك لدوره الفعال والمقدر الذي قام به، ولإسهامه في تطور السباقات الأمريكية في مختلف المضامير.

وكان فوز إسطبلات دارلي، المملوكة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ببطولة الملاك المحلية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006، أبلغ دليل على دور سموه الريادي في رقي السباقات هناك، وخاصة الإنجازات الباهرة التي حققها المهر «بيرنارديني»، المملوك لسموه، إذ نال شرف الفوز بجدارة واقتدار في ستة من بين ثمانية سباقات خاضها أمام العمالقة.

إسهامات وابتكارات

ويرجع الفضل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في استحداث بطولة كأس دبي العالمي عام 1996، وسلسلة بطولة الإمارات لسباق الخيل، وبطولة كأس شير جار، ويعد ذلك ضمن أبرز أحداث القرن العشرين، التي أسهم فيها سموه بجهده ودعمه المتواصل، وأفكاره وقدراته الجريئة والناجحة.

وكان إعلان سموه، في يوليو 1995، عن قيام كأس دبي العالمي، بمنزلة بشارة خير، وإيذاناً بعهد جديد لسباقات الخيل العالمية، وخاصة في مسافة الميل وربع الميل على المضمار الرملي. ويعد نجاح كأس دبي العالمي منذ انطلاقته الأولى عام 1996، وسام شرف على صدور أبناء الإمارات، الذين خاضوا التحدي، ونجحوا في التنظيم بشهادة الخبراء.

ودخل فارس العرب عالم سباقات الخيل العالمية عن طريق المهرة «حتا»، التي أهدت سموه انتصاره الأول بالسباقات في مضمار «برايتون» بإنجلترا عام 1977، ثم مضت للفوز بسباق الفئة الثالثة «مولكومب ستيكس»، بمضمار «جودوود» الشهر التالي.

وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن انطلاقة فريق جودلفين عام 1993، بقيادته وإشرافه، ويضع سموه خططه وبرامجه، ويتابعه بشكل مستمر، إذ أصبح الفريق الملكي الأزرق من أقوى الإسطبلات في العالم، فمنذ تأسيسه، حقق الفريق عدداً من الانتصارات الأسطورية التي لا تُنسى.

كما شهد تألق عدد من الأسماء الأسطورية التي علقت في أذهان الجماهير، أبرزهم النجم الأسطوري الراحل «دبي ميلينيوم»، بطل كأس دبي العالمي 2000، و«ثندر سنو»، الذي حقق لقب كأس دبي العالمي مرتين على التوالي، في عامي 2018 و2019، و«مسار» بطل الديربي الإنجليزي 2018، و«كروس كاونتر» بطل «ملبورن كب» 2018، و«بلو بوينت»، الذي حقق إنجازاً تاريخياً في مهرجان «رويال آسكوت» 2019، باحتفاظه بلقب «كينجز ستاند ستيكس»، وفوزه في ختام المهرجان بلقب «دياموند جوبيللي ستيكس»، وتحقيق النجم المعتزل «غياث» عام 2020، أربعة ألقاب، أبرزها «كورونيشن كب» و«كورال أكليبس»، و«جودمونت إنترناشونال ستيكس»، إضافة إلى الفوز بلقب أفضل حصان لعام 2020، في حفل جوائز كارتييه الأوروبية للسباقات، ونيل جائزة «لونجين» لأفضل حصان في العالم.

سيطرة مطلقة

وشهد عام 2022، سيطرة خيول جودلفين على المشهد العالمي في سباقات الخيل، وكان أبرزها تحقيق «كوريباس» لقب سباق الـ«2000 جينيز الإنجليزي» لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى»، على مضمار «نيوماركت» العريق بإنجلترا، وتتويج «مودرن جيمز»، بطلاً لـ«2000 جينيز الإماراتي ـ الفرنسي»، لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى»، على مضمار «لونغشامب» العريق بفرنسا.

واقتناص «نيتف تريل» لقب الـ«2000 جينيز الإيرلندي» لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى»، على مضمار «ذا كرا» في إيرلندا، إضافة إلى الرباعية التاريخية في مهرجان «بريدرز كب»، الذي أقيم على مضمار «كينلاند» بأمريكا، التي جاءت عبر «مسشيف ماجيك» بطل «بريدرز كب جوفنايل تيرف سبرينت»، لمسافة 1100 متر «الفئة الأولى»، «كوديز ويش»، الذي توج بلقب شوط «بريدرز كب ديرت مايل» لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى»، «مودرن جيمز»، بطل «بريدرز كب مايل» لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى»، «ريبلز رومانس» نجم «بريدرز كب تيرف» لمسافة 2400 متر «الفئة الأولى». كما توج فريق «جودلفين» بلقب بطولة الملاك في بريطانيا، للمرة 15 في تاريخ البطولة، في ختام الموسم البريطاني للخيول عام 2022.

مواصلة الإنجازات

وواصل فريق جودلفين العام الماضي انتصاراته المميزة في السباقات العالمية، عبر عدد من الأسماء المميزة، التي علقت في أذهان جميع محبي السباقات حول العالم، تتقدمها «موج»، التي قدمت أجمل الملاحم التاريخية، إذ كانت البداية في دبي، عندما حققت لقبي «جميرا كلاسيك للمهرات» لمسافة 1400 متر، ولقب «جميرا غينيز للمهرات» لمسافة 1600 متر، بعدها واصلت رحلتها المميزة عندما توجت بلقب الـ«1000 جينيز الإنجليزي» لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى» شهر مايو الماضي، لتهدي الإمارات لقبها الـ15 في هذا السباق العريق.

وفي شهر أكتوبر خطفت «موج» الأضواء باقتناصها لقب سباق «كوين إليزابيث الثانية شالينج كب ستيكس» لمسافة 1800 متر «الفئة الأولى» المخصص للمهرات، الذي أقيم على مضمار «كينلاند» في الولايات المتحدة الأمريكية.

انتصار تاريخي

وفي مضمار شيرشل دوانز بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد سباق «كنتاكي أوكس»، لمسافة 1800 متر «الفئة الأولى» المخصص للمهرات، فاجأت «بريتي مسشيفاس» الجميع، باقتناصها اللقب، لتهدي الإسطبل الأزرق الملكي لقبهم الأول، والثاني للإمارات عقب الإنجاز التاريخي، الذي حققته «ملذات» لـ«شادويل» العام 2021.

كما أهدت «بريتي مسشيفاس» فريق جودلفين الانتصار الـ400 في سباقات الفئة الأولى عقب تتويجها بلقب «أكورن ستيكس» لمسافة 1700 متر «الفئة الأولى» المخصص للمهرات والأفراس، الذي أقيم على مضمار «بيلمونت بارك» في أمريكا.

تألق مستمر

وفي مهرجان الـ«بريدرز كب»، الذي أقيم على مضمار «سانتا أنيتا» بالولايات المتحدة الأمريكية شهر نوفمبر الماضي، حقق الإسطبل الأزرق الملكي ثنائية مميزة. جاءت عبر «كوديز ويش»، الذي احتفظ بلقب «بريدرز كب ديرت مايل» لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى» على المسار الرملي، فيما ظفر «ماستر أوف ذا سيز» بلقب «بريدرز كب مايل» لمسافة 1600 متر «الفئة الأولى» على المسار العشبي.

كما اكتسح فريق جودلفين جوائز «إكليبس» الأمريكية في نسختها الـ53، إذ توج الإسطبل الأزرق الملكي بخمس جوائز أبرزها الفوز ببطولة الملاك للعام الرابع على التوالي، وللمرة السابعة في تاريخ الجوائز التي انطلقت العام 1971، كما نال الإسطبل الأزرق الملكي جائزة المربين للعام الثالث على التوالي.

وتوج النجم المعتزل «كوديز ويش» بثلاث جوائز أبرزها «حصان العام في أمريكا» ليصبح بذلك أول جواد لجودلفين يحقق هذا اللقب، إضافة إلى جائزة «أفضل الأمهار الأكبر سناً»، وجائزة «أفضل لحظة في العام 2023» المقدمة من قبل الاتحاد الوطني لسباقات الخيول المهجنة، فيما نالت «بريتي مسشيفاس» لجودلفين لقب «بطلة المهرات في عمر ثلاث سنوات».

إنجاز «ميدان»

دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 30 مارس 2007، مشروع «ميدان»، الذي تم افتتاحه في عام 2010، ويعد الأحدث والأبرز على المستوى العالمي.

مبادرات رائدة

لم يكتفِ فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالإنجازات والانتصارات، بل إن أيادي سموه البيضاء امتدت لتشمل محبي الفروسية وسباقات الخيول كافة، إذ أمر فارس العرب في عام 2016، بإطلاق جوائز «محمد بن راشد آل مكتوم للتميز في سباقات الخيل»، التي تهدف إلى تكريم الخيول والملاك والمدربين والفرسان وأصحاب العطاء، ممن تركوا بصمة كبيرة في مجال السباقات.

هيكلة جديدة

وشهد العام الماضي، الإعلان عن إعادة هيكلة سباقات نادي دبي لسباق الخيل تحت مسمى «كرنفال سباقات دبي» التي جاءت لتتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قطاع صناعة الخيل محلياً وعالمياً، والحفاظ على مكانة دبي كمركز عالمي للسباقات.