أبطال العالم يتربعون على عرش الكرة اللاتينية بعد التتويج بكوبا أمريكا

 أسدل الستار على النسخة الـ48 لبطولة كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أمريكا 2024)، التي استضافتها الولايات المتحدة خلال الفترة من 20 الماضي حتى 14 يوليو الحالي.

وتوج منتخب الأرجنتين بلقب المسابقة الأقدم والأعرق على مستوى البطولات الدولية في العالم، للمرة الـ16 في تاريخه عقب فوزه 1 / صفر بعد التمديد لوقت إضافي على منتخب كولومبيا في المباراة النهائية للبطولة مساء الأحد بالتوقيت المحلي (صباح اليوم الاثنين بتوقيت جرينتش).

وانفرد المنتخب الأرجنتيني، الذي يتصدر التصنيف العالمي للمنتخبات، الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالرقم القياسي كأكثر المنتخبات حصولا على لقب المسابقة، بعدما فض شراكته مع نظيره الأوروجواياني، الذي حصل على المركز الثالث في تلك النسخة.

وأصبحت هذه هي البطولة الرابعة التي تتوج بها الأرجنتين في غضون 3 أعوام، بعدما سبق أن حصلت على كأس كوبا أمريكا عام 2021، وكأس العالم عام 2022، وكأس فيناليسيما، التي تقام بين بطلي أمريكا الجنوبية وأوروبا في نفس العام.

وبحصوله على اللقب، ضرب منتخب الأرجنتين موعدا في كأس فيناليسيما مع نظيره الإسباني، الذي توج بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، التي اختتمت في ألمانيا أمس الأحد، عقب فوزه 2 / 1 على إنجلترا في المباراة النهائية.

وربما تشهد تلك المباراة مواجهة بين الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي (37 عاما)، أسطورة برشلونة الإسباني السابق وإنتر ميامي الأمريكي الحالي، والموهبة الإسبانية الواعدة لامين يامال (17 عاما)، نجم الفريق الكتالوني الحالي.

وشهدت البطولة تسجيل 70 هدفا خلال 32 مباراة بمعدل أهداف 19ر2 هدف في المباراة الواحدة، وهو يفوق عدد الأهداف التي سجلت في النسخة الماضية للمسابقة (كوبا أمريكا 2021) بالبرازيل، التي شهدت تسجيل 65 هدفا.

وفاز الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، نجم فريق إنتر ميلان الإيطالي بجائزة أفضل هداف في البطولة، عقب تسجيله 5 أهداف، كان آخرها هدف تتويج بلاده بلقب البطولة، متفوقا بفارق هدفين على أقرب ملاحقيه الفنزويلي سولومون روندون.

وأحرز 51 لاعبا أهداف البطولة الـ70 فيما كان الجامايكي كايسي بالمير، صاحب الهدف العكسي الوحيد بتلك النسخة، بعدما أحرز هدفا بالخطأ في مرمى منتخب بلاده خلال خسارته 1 / 3 أمام منتخب الإكوادور بمرحلة المجموعات.

وبلغ إجمالي عدد المشجعين الذي شاهدوا مباريات تلك النسخة من المدرجات مليون و506 آلاف و578 متفرجا، ليبلغ متوسط الحضور الجماهيري 47 ألف متفرج تقريبا في المباراة الواحدة.

وبينما شهدت البطولة تألقا لعدد من المنتخبات، التي لم يكن متوقعا أن تحقق مثل هذا النجاح في البطولة، مثل المنتخب الكندي، المنتمي لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، الذي أحرز المركز الرابع في ظهوره الأول بالبطولة، فقد كان أداء مجموعة من المنتخبات الأخرى مخيبا لآمال جماهيرها للغاية.

ويأتي منتخب الولايات المتحدة في مقدمة تلك المنتخبات التي أحبطت جماهيرها، بعدما ودعت المسابقة من مرحلة المجموعات، وهو ما ينطبق أيضا على منتخب المكسيك.

كما ظهر منتخبا تشيلي وبيرو بشكل باهت للغاية، حيث كانا هما الفريقين الوحيدين اللذين عجزا عن هز الشباك خلال مسيرتهما في المسابقة التي شارك فيها 16 منتخبا.

وفشلت 5 منتخبات في تحقيق أي انتصار خلال تواجدها بتلك النسخة، حيث يتعلق الأمر بمنتخبات جامايكا وبوليفيا وباراجواي، بالإضافة لتشيلي وبيرو.

وكان منتخب كولومبيا صاحب أكبر نزعة هجومية في البطولة، بعدما سجل لاعبوه 12 هدفا خلال مشوار الفريق بالمسابقة، متفوقا بفارق هدف وحيد على أقرب ملاحقيه منتخب أوروجواي.

وشهدت المسابقة أكثر من رقم قياسي لميسي، الذي بات أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في تاريخ بطولة كوبا أمريكا، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1916، بعدما لعب 39 مباراة في المسابقة، متفوقا بفارق 5 لقاءات على أقرب ملاحقيه.

كما أصبح ميسي أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في نسخ مختلفة بالبطولة، وذلك عقب إحرازه هدفا خلال فوز الأرجنتين 2 / صفر على كندا في الدور قبل النهائي للمسابقة.

وباتت هذه هي النسخة السادسة من كوبا أمريكا التي يتمكن خلالها نجم إنتر ميامي الأمريكي من هز الشباك في البطولة، ليعادل إنجاز النجم البرازيلي الراحل زيزينيو، الذي سجل في 6 نسخ بالبطولة أيضا.

أما الرقم الثالث الذي حققه ميسي في تلك النسخة، فتمثل في خوضه النهائي الخامس في مشواره الكروي بكوبا أمريكا، لينفرد بالرقم القياسي كأكثر اللاعبين خوضا للمباريات النهائية في تاريخ المسابقة الدولية الأقدم والأعرق على مستوى المنتخبات في العالم، بعدما كان يتقاسمه مع مواطنه المعتزل خافيير ماسكيرانو، الذي شارك في 4 نهائيات.

وكان ميسي شارك في المباريات النهائية لنسخ 2007 و2015 و2016 و2021 و2024 بالبطولة.

في المقابل، كان النجم الكولومبي خاميس رودريجيز، الذي أعاد اكتشاف نفسه في تلك النسخة، على موعد مع رقم قياسي جديد، بعدما أصبح أكثر اللاعبين صناعة للأهداف بنسخة واحدة بكوبا أمريكا.

وصنع خاميس، هداف كأس العالم 2014 بالبرازيل، 6 أهداف في مشوار منتخب كولومبيا بتلك النسخة من كوبا أمريكا، ليحطم رقم ميسي، الذي قدم 5 تمريرات حاسمة لزملائه في النسخة الماضية للبطولة قبل 3 سنوات.

وتمكن خاميس من تتويج مجهوده في البطولة بالحصول على جائزة أفضل لاعب في المسابقة، في حين نال الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز جائزة أفضل حارس مرمى.

ورغم المتعة التي حفلت بها المسابقة في ظل تواجد عدد من نجوم كرة القدم العالمية بها، لكنها شهدت العديد من الحوادث الجماهيرية المثيرة للجدل، حيث كانت بدايتها في لقاء أوروجواي وكولومبيا بالدور قبل النهائي.

وعقب انتهاء اللقاء، دخل لاعبو منتخب أوروجواي في شجار مع الجماهير الكولومبية، التي تواجدت في المدرجات، للدفاع عن أسرها، حسبما أفاد أكثر من لاعب في صفوف المنتخب السماوي.

كما تسبب تدافع الجماهير أمام بوابات ملعب المباراة النهائية للمسابقة بين كولومبيا والأرجنتين، في تأجيل انطلاق المباراة عن موعدها المحدد سلفا.

وكان سوء حالة الكثير من الملاعب مصدر شكوى للعديد من لاعبي ومدربي المنتخبات المشاركة في البطولة، كما كان لارتفاع درجات الحرارة أثرا في مستوى عدد من المباريات.

وكادت درجة الحرارة العالية أن تودي بحياة الحكم المساعد لمباراة بيرو وكندا في الدور الأول، حيث تعرض لضربة شمس قبل نهاية الشوط الأول، ليسقط على أرض الملعب مغشيا عليه ويتم نقله للمستشفى، حيث شارك الحكم الرابع بدلا منه.

 

الأكثر مشاركة