عيد باروت لـ« البيان »: المنتخبات العربية مطالبة بتعلم درس «يورو 2024»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سلط المدرب الإماراتي عيد باروت، خلال حواره مع «البيان»، «مشرط» خبراته الفنية الطويلة على المدارس الكروية المطبقة من قبل المنتخبات المشاركة في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2024» بنسختها الـ 17 بألمانيا، وبلغت محطة الدور ربع النهائي، وتأكيده أن المنتخبات العربية مطالبة بتعلم الدرس من تلك البطولة، وأن فكر الإسبان يدرس للأجيال بعدما أثبتوا تميزهم العالي.

كيف رأيت مستويات المنتخبات المشاركة في البطولة؟

أرى أن هناك نوعاً من التألق لمدارس كروية محددة، وتراجعاً واضحاً لمدارس كروية أخرى، وبعد الانتهاء من دور المجموعات والدور ثمن النهائي باعتقادي أن التقييم الفني لتلك المدارس أصبح متاحاً بعد مشاهدة ما لا يقل عن 40 مباراة، وقد وجدت أن فكر الإسبان يدرس للأجيال، كونه الأكثر تميزاً بين كل المدارس الكروية الأخرى في البطولة، حيث حافظ المنتخب الإسباني على جودة وأسلوب مدرسته في كرة القدم، وتمكن بفضل تلك الجودة من التأهل بجدارة إلى الدور ربع النهائي بعد اجتياز نظيره الجورجي برباعية، أنهى معها المغامرة الجورجية في«يورو 2024»، وبات المرشح الأبرز لإحراز اللقب.

وبماذا تمتاز المدرسة الإسبانية في كرة القدم؟

المدرسة الإسبانية في كرة القدم معروفة على صعيد المنتخب الأول بروعة الأداء المستند أساساً إلى اللعب السريع، والاستحواذ، واللعب المفتوح، والهجوم الضاغط، وعدم تمكين المنافس من التقاط الأنفاس، والاعتماد على مزيج من لاعبي الخبرة والشباب، وهو ما تجسد واقعاً في جميع مباريات المنتخب الإسباني.

تأثر الألمان

وماذا عن المدرسة الألمانية؟

المنتخب الألماني عودنا على النهوض بقوة بعد كل كبوة، وتقديم مستويات عالية وفقاً لرؤية مدرسته في كرة القدم، والقائمة أصلاً على القوة طوال المباراة، وفرض السيطرة الممكنة على المنافس، لكني أرى أن منتخب ألمانيا تأثر بعدم الاستقرار الفني من ناحية تعدد المدربين، الذين تولوا تدريب «المانشافت» خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وكيف رأيت أداء المنتخب الإيطالي وخروجه من ثمن النهائي؟

فلسفة لعب المنتخب الإيطالي ظهرت بصورة بائسة في أغلبية المباريات، بدليل ارتكابه أخطاء كارثية، خصوصاً في خط الدفاع، وهو المنتخب المعروف عنه الصلابة الدفاعية، ولكن في البطولة ظهرت عيوب فنية كثيرة في طريقة تطبيق قواعد تلك المدرسة، ولذلك ودع المنتخب الإيطالي مبكراً، وفشل بصورة ذريعة في حملة الدفاع عن اللقب.

منتخبات «الظل»

ماذا عن أداء بعض المنتخبات خصوصاً جورجيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وسويسرا وتركيا؟

النسخة الحالية شهدت ظهوراً قوياً لمنتخبات يمكن وصفها بأنها منتخبات «الظل» في «القارة العجوز»، جورجيا قدمت مستويات مميزة في ظهورها التاريخي الأول، وتأهلت إلى الدور ثمن النهائي مع سلوفينيا وسويسرا وسلوفاكيا وتركيا، وهي المنتخبات التي قدمت مستويات مميزة في دور المجموعات، وأعطت مؤشراً على ولادة منتخبات قوية في القارة الأوروبية في قادم البطولات.

ما أسباب ولادة ما تسميه بمنتخبات «الظل» في«يورو 2024»؟

باعتقادي أن السبب الرئيس والجوهري في ولادة منتخبات مميزة وقوية وبإمكانها مقارعة المنتخبات القوية ليس في أوروبا فحسب، بل في كل قارات العالم، هو أن لدى تلك المنتخبات لاعبين ينشطون في دوريات قوية تطبيق الاحتراف بصورة صحيحة وحقيقية، وعندما ننظر إلى تشكيلات تلك المنتخبات نرى أن أغلبية اللاعبين ينشطون في أقوى الدوريات الأوروبية، ويعيشون الاحتراف على «أصوله»، وليس فقط لجني المال!

تعلم الدرس

ما الذي يمكن أن تتعلمه المنتخبات العربية عموماً من النسخة الحالية؟

المنتخبات العربية، خصوصاً الآسيوية، مطالبة بتعلم الدرس واستيعاب المستجدات، التي ظهرت في نسخة ألمانيا 2024، خصوصاً أن أمام المنتخبات العربية استحقاقاً غاية في الأهمية، ألا هو خوض تحدي التأهل إلى «مونديال 2026»، ولذلك على منتخباتنا العربية استخلاص الدروس من طريقة أداء المنتخبات الأوروبية، وكيفية تحقيق الفوز وتجنب الخسارة، والأسلوب الفني الأنجح في التعامل مع المنافس، واستثمار «خلطة» اللعب بتشكيلة مزيج من الخبرة والشباب، وعدم الرهبة من المنافس مهما كان اسمه، وليس أدل على ذلك من فوز جورجيا على البرتغال بقيادة رونالدو!

وهل الدوريات العربية مؤهلة لتقديم لاعبين يمكنون المنتخبات من استيعاب الدرس الأوروبي؟

أغلبية الدوريات العربية غير منتجة للاعبين يمكنون المنتخبات العربية من التألق في البطولات الكبرى، خصوصاً في المباريات أمام منتخبات الصفوة، وبطبيعة الحال، هذا ناتج أصلاً عن سببين رئيسيين، الأول يتعلق بعدم تطبيق الاحتراف بصورة حقيقية، والثاني يعود إلى عدم خوض لاعبنا العربي تحدي الاحتراف الخارجي في الدوريات الأوروبية القوية.

Email