من النبذ إلى المجد.. كيليا نمور تكتب تاريخ الجزائر بالذهب الأولمبي بعد هجر فرنسا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شعر المتفرجون في قاعة بيرسي أرينا في باريس بأنهم شهدوا لحظة أولمبية خاصة بعد أن نجحت الشابة الجزائرية كيليا نمور في النزول عن العارضتين غير المتماثلتين، لتختتم بذلك أداءها الأفضل في حياتها.

ووسط صيحات المساندة الجماهير بالكامل، رفع أحد المعجبين بلافتة كتب عليها "هيا كيليا"، وحتى المنافسين الآخرين لم يتمكنوا من احتواء حماسهم للاعبة العارضتين الشابة، التي ساعدتها سلسلة حركاتها المذهلة في نهائي الجهاز في الفوز بالميدالية الذهبية.

وغلبت المشاعر على الفتاة الجزائرية (17 عاما) على الفور، عندما أدركت أنها ربما منحت الجزائر والعرب وأفريقيا أول ميدالية في الجمباز على الإطلاق.

وقالت نمور للصحفيين بعد تفوقها على الصينية تشو تشي يان والأمريكية سونيسا لي اللتين احتلتا المركزين الثاني والثالث "ما زلت في حالة صدمة بعض الشيء لأنني لا أعتقد أنني بطلة أولمبية في العارضتين غير المتماثلتين".

ويعني الانتصار الكثير للجزائر، لدرجة دفعت الرئيس عبد المجيد تبون إلى تهنئة نمور على الفور خلال احتفال البلاد باليوم الوطني للجيش.

ولا تزال والدة نمور، ستيفاني، تبكي بعد حفل توزيع الميداليات من شدة فرحها بالإنجاز الذي حققته ابنتها.

وقالت لرويترز "لقد تأثرت كثيرا. لقد بذلت مجهودا كبيرا. لقد أرادت حقا الحصول على هذه الميدالية".

لم يكن الطريق إلى باريس سهلا بالنسبة للاعبة نمور المولودة في فرنسا، والتي مثلتها سابقا لكنها قررت العام الماضي تحويل جنسيتها للجزائر بلد والدها.

وتعرض حلم نمور الأولمبي للتهديد عندما نشأ نزاع مع الاتحاد الفرنسي للجمباز حول أماكن التدريب مما يعني أنها لن تتمكن من المنافسة باسم بلدها.

لكنها نجحت في التحول في الوقت المناسب للتأهل للألعاب في بطولة العالم العام الماضي، وهي الآن تمثل الجزائر بفخر، ولم تعد مهتمة بالمشاكل الفرنسية.

وأضافت والدة كيليا "تجاوزنا هذه النقطة بكثير. هذا يتعلق بحلمها وهو أمر رائع للغاية".
وفي الوقت نفسه، فشلت لاعبات الجمباز الفرنسيات في التقدم، كما كان متوقعا، للتنافس على ميدالية.

وكشف الأداء المتواضع عن نقاط الضعف في الفريق الفرنسي التي ربما كانت نمور قادرة على تعويضها.

وقال المشجع الفرنسي آلان تروفيموس لرويترز وهو يرافق ابنته (11 عاما) وتسعى لأن تصبح لاعبة جمباز "نود أن نرحب (بنمور) مرة أخرى".

ولم يتمكن الجزائري عزيز سميرا (26 عاما)، الذي كان موجودا في المدرجات للاحتفال بفوز نمور، من إخفاء فرحته.

وقال "ما شاهدناه اليوم كان تاريخيا. لقد تألقت كالألماس اليوم، لذلك كان الأمر مذهلا حقا. لقد كان فوزا للجزائر".

Email