أسهمت جهود المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، في دعم مسيرة التطور الرياضي على مدار عمر الاتحاد، من خلال العديد من المبادرات، التي ارتكزت على الشباب كونهم عماد الوطن، وحملة لواء المستقبل، لتصبح الإمارات الآن قِبلة يقصدها الرياضيون بمستوياتهم كافة من كل دول العالم، بعدما حظيت الرياضة بالرعاية منذ تأسيس الدولة عام 1971، كما أثمرت هذه الجهود عن عدد كبير من المنشآت الرياضية الحديثة، حتى أصبحت الرياضة أسلوب حياة.
حظيت الحركة الرياضية والشبابية باهتمام كبير من المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وذلك منذ قيام الاتحاد عام 1971، إيماناً منهما بأهمية الرياضة في حياة الإنسان، وأنها تعزز القيم النبيلة وتنمي روح التعاون والبذل والعطاء والروح الرياضية، وتحث الشباب على الصبر والمثابرة والاجتهاد، بما يسهم في استفادة الوطن من أبنائه ورفع علمه في مختلف المحافل الإقليمية والقارية والدولية.
وكان الشغف والاهتمام بالرياضة حاضراً في فكر «زايد وراشد»، وبفضل رؤيتهما، طيب الله ثراهما، الثاقبة للمستقبل، شهدت الدولة تطوراً هائلاً في القطاع الرياضي، وتنمية الشباب، بعدما وضعا حجر الأساس لنهضة رياضية شاملة ولدت مع قيام الإمارات العربية المتحدة، أصبحت معها الدولة في الوقت الحالي عاصمة وقِبلة للرياضة العالمية تتوجه إليها أنظار الملايين حول العالم.
عبد المحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة للرياضة السابق، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الحالي، وأحد الأقطاب الرياضية الذين واكبوا مسيرة الرياضة الإماراتية على مدار سنوات طويلة، تحدث عن دور زايد وراشد في تأسيس وتنمية القطاع الرياضي في الدولة، وقال: «المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، اهتما بالحركة الشبابية والرياضية منذ قيام الدولة، وحتى ما قبل الإعلان عن الاتحاد، وكان اهتمامهما بالرياضة بمفهوم شامل، ولهما أياد بيضاء وبصمات واضحة تتجلى في المعالم الرياضية بالدولة الآن».
حجر الأساس
وأضاف: «زايد وراشد وضعا حجر الأساس للنهوض بالرياضة والشباب، وعند تشكيل أول حكومة اتحادية بعد إعلان الدولة، أنشئت أول وزارة للشباب والرياضة برئاسة معالي راشد بن حميد الشامسي، وشهدت هذه الفترة بفضل توجيهاتهما بداية تأسيس الاتحادات الرياضية ووضع الأطر الرئيسية لقانون الرياضة، ثم البدء في الانضمام للاتحادات الإقليمية والقارية والدولية في مختلف الألعاب، إضافة إلى المنظمات العربية والكشفية، وبدأت مشاركة شباب الإمارات في المحافل الخارجية، والدورات العربية والدولية، واختلاط شباب الإمارات ولاعبيها مع أشقائهم من أبناء الدول العربية والإسلامية».
منشآت رياضية
وتابع: بدأ الاهتمام بالبنية التحتية والمنشآت الرياضية في عهد المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، لتوفير الملاعب والمرافق التي يمارس فيها الشباب الإماراتي الرياضة واستضافة البطولات، وأمر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ببناء مدينة زايد الرياضية التي تحوي ملعباً لكرة القدم يعد إلى وقتنا هذا تحفة معمارية، واستضاف منذ الانتهاء من بنائه عام 1980 العديد من البطولات العالمية الكبرى، وأولها بطولة كأس الخليج عام 1982.
حضور المباريات
وأردف: «المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان دائم الحرص على حضور المباريات النهائية لكأس رئيس الدولة، وبطولات كأس الخليج، حيث حضر افتتاح كأس الخليج التي أقيمت في أبوظبي عام 1982، واستقبل، طيب الله ثراه، منتخبنا الوطني قبل بداية البطولة لتشجيعهم وتحفيزهم، والتأكيد على أن البطولة تمثل ملتقى للأشقاء من أبناء الخليج».
وأكمل الدوسري: «أتذكر عندما كنت أعلق على المباريات وحضور الشيخ زايد وسعادته بأبناء الإمارات من الرياضيين عندما يلتقي بهم، وكان معجباً وسعيداً بأداء حارس مرمى منتخبنا السابق سعيد صلبوخ الذي كان نجم تلك البطولة في أبوظبي».
مقرات الأندية
وأشار الدوسري إلى أن الرياضة كانت من أولويات المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، والذي كان عقلية فذة سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، ووجه ببناء ملاعب واستادات لكرة القدم، وقال: كنا نلعب على ملاعب رملية وترابية، وبالفعل بدأ بناءً على توجيهاته إنشاء ملعب آل مكتوم بنادي النصر، وحضر بنفسه افتتاح الاستاد، وكذلك ملاعب ومقرات والمباني الإدارية لأندية الأهلي والشباب والوصل، إضافة إلى الصالات المغلقة لإقامة منافسات الألعاب الأخرى مثل كرة السلة والطائرة واليد، إلى جانب الاهتمام بالرياضة المدرسية التي تعد اللبنة الأولى في إعداد الأبطال.
التأهل للمونديال
تحدث عبد المحسن الدوسري عن فرحة استثنائية عاشها الوطن عند التأهل إلى نهائيات كأس العالم عام 1990، ومبادرة الشيخ زايد في الاحتفاء بأبنائه اللاعبين بعد التأهل للبطولة الأكبر في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخ الإمارات، وقال: «كانت فرحة مختلفة يوم الصعود إلى نهائيات المونديال، واستقبل الشيخ زايد منتخبنا الوطني بفرحة طاغية، وبادر بمنح اللاعبين مكافآت سخية ومساكن تقديراً لجهودهم على الإنجاز والذي لم يكن ليتحقق لولا اهتمام ودعم زايد الخير للرياضة».
الرياضات التراثية
وأكد عبد المحسن الدوسري أن الشيخ زايد والشيخ راشد قاما بجهود كبيرة لتعزيز الحفاظ على الهوية الوطنية بالاهتمام بالرياضات التراثية، كونها جزءاً من التراث الشعبي الذي يجب الحفاظ عليه وتطويره وتشجيع الأجيال الجديدة على ممارسته، مشيراً إلى أن ذلك الدعم والاهتمام تجسد خير تجسيد في إنشاء وتطوير ميادين سباقات الخيول والفروسية وسباقات الهجن، إلى جانب الرياضات البحرية التراثية، ورياضة الصيد بالصقور.
وقال: «الرياضات التراثية كانت إحدى الرياضات المهمة بالنسبة للشيخ زايد والشيخ راشد، طيب الله ثراهما، وكانت توجيهاتهما ببناء الميادين ودعم ملاك الهجن وتشجيعهم على الاهتمام بـ «الحلال»، وكان الشيخ زايد يخاطب المسؤولين بتشجيع الشباب على ممارسة ركوب الخيل ورياضة الفروسية، ورياضة الصيد بالصقور التي كان يمارسها وهي من أبرز هواياته».
وأضاف: «الشيخ زايد كان دائم التأكيد على ضرورة الحرص على تطوير الرياضات التراثية وإقامة السباقات وإنشاء ميادين جديدة، والتذكير بضرورة عدم التركيز فقط على الألعاب الجماعية والرياضات المعروفة مثل كرة القدم والطائرة والسلة وألعاب القوى وغيرها، وألا ننسى رياضات الهجن، وأصبحت الكثير من المهرجانات تحمل اسم زايد، والفروسية والسباقات البحرية، حيث كان المغفور له يحضر سباقات البحر التراثية على كاسر الأمواج في أبوظبي ويفرح مع المتسابقين».
حصاد
وأكد الدوسري أن شغف الرياضة لم يغب يوماً عن المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ولم يكن الاهتمام فقط بالرياضة المحلية وإنما تعزيز تطور الرياضة العربية، وقال: «كان فكر الشيخ زايد اتحادياً وقومياً وعروبياً في كل مناحي الحياة، بينما الشيخ راشد رجل اقتصادي بالدرجة الأولى، وعملا على رفاهية الشعب وتطوير الإنسان، وما وصلنا له الآن في القطاع الرياضي وسمعة الإمارات العالمية الرياضية هي حصاد اللبنة التي وضعاها، طيب الله ثراهما».