روضة السركال تروي لـ« البيان » حكاية «اللقب الكبير»

أمي «الداعم الأكبر» وهدفي رفع اسم الإمارات عالمياً دائماً

من ركن صغير في منزل عائلي دافئ، انطلقت موهبة شطرنجية فذة، صنعت من الطفولة ساحة انتصارات، وحولت الرقعة البيضاء والسوداء إلى قصة مجد إماراتي، إنها روضة عيسى السركال؛ أول إماراتية تحمل لقب «أستاذة دولية كبيرة» في رياضة الشطرنج، التي خصت «البيان» بحوار صحافي هو الأول لها بعد إعلان مشاركتها في بطولة النرويج المفتوحة 2025.

تقول روضة: «بتوفيق من الله، كانت انطلاقتي من طاولة شطرنج في منزلنا، حيث كنت أرى والدتي ووالدي وإخوتي يمارسون اللعبة، وما إن علمتني شقيقتي الحركات الأساسية حتى تعلقت بالشطرنج فوراً، كان عمري آنذاك أربع سنوات فقط، وعندما لاحظت والدتي شغفي الكبير، قررت تسجيلي في نادي أبوظبي للشطرنج، رغم أنني كنت أصغر من السن القانونية للقبول، لكن المدرب اختبرني، وحين حركتُ قطعة الحصان بشكل صحيح، قرر قبولي في النادي».

خطة واضحة

منذ ذلك اليوم، بدأت رحلة روضة نحو القمة، فكما تروي، لم تكن انتصاراتها مجرد محطات عابرة، بل كانت مراحل في خطة واضحة وضعتها والدتها منذ أول بطولة: «عندما فزت بأول بطولة داخل النادي، قالت لي والدتي: ينبغي أن تحققي الفوز على مستوى الإمارات، ثم على مستوى العرب، فآسيا، ثم العالم، وكانت تكرر هذه الكلمات في كل مرة أحقق فيها إنجازاً، مؤكدة أن هدفي الأكبر يجب أن يكون نيل لقب أستاذة دولية كبيرة WGM، وبالفعل، وبعد سنوات من العمل والتدريب اليومي في النادي والمنزل، تمكنت من الفوز ببطولة العالم للناشئين في البرازيل، وبطولة العالم للمدارس في ألبانيا، وبطولات آسيا وغرب آسيا، وبطولة العرب، وبطولة الإمارات للفئات، بالإضافة إلى كأس رئيس الدولة».

وفي نوفمبر الماضي، توجت روضة مجهود 10 سنوات بلقب WGM، لكنها تعتبر أن الرحلة بدأت الآن: «بعد إحرازي للقب، أحس إن المسيرة الحقيقية بدأت، أهدافي اليوم صارت أعلى، وطموحي الكبير أن أكون أول عربية تفوز ببطولة العالم للسيدات».

حرص

ورغم الانشغال والتحديات الدراسية، تحرص روضة على التوازن بين العلم واللعبة: «أمي كانت ترافقني في كل سفرياتي، وتتابع دراستي مع المدرسات، والمدرسة كانت تدعمني، وأنا حاصلة على «جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز»، واليوم مدرستي «مدرسة المواهب» تساندني وتخصص لي وقتاً لتعويض ما يفوتني بسبب البطولات».

طموح وأهداف

أما عن طموحاتها، فقالت: «هدفي الأول هو رد الجميل لكل من دعم مسيرتي، أما حلمي الأكبر، فهو أن أرفع اسم بلادي عالياً، وأثبت أننا شعب لا يقبل إلا أن يكون في الصدارة».

روضة، التي نالت جوائز وطنية كبرى أبرزها «جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي» 2016، و«جائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة» كأفضل رياضية إماراتية 2023، و«جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز» تؤمن بأن الإنجاز ليس فردياً وقالت: «أتوجه بالشكر لوالدتي التي ضحت بالكثير من أجلي، ولوالدي وإخوتي، ولنادي أبوظبي، ولكل من آمن بموهبتي منذ البداية، فوزي بلقب أستاذة دولية كبيرة في الشطرنج يُعد دليلاً على أن أي لاعبة يمكنها الوصول إلى القمة، إذا التزمت بالتدريب وبذلت الجهد، وأقول لجميع لاعبي الشطرنج: أنتم على قدر التحدي».

حدث بارز

الحوار مع «البيان» تزامن مع حدث بارز في مسيرتها، إذ تلقت دعوة رسمية للمشاركة في بطولة النرويج المفتوحة 2025، وهي واحدة من أبرز بطولات الشطرنج العالمية التي ستقام في ستافنجر بمشاركة لاعبين من 31 دولة، وتقول روضة عن هذه الدعوة: «عندما سمعت بخبر الدعوة، لم أصدق في البداية، فقد كنت في غاية السعادة، واتصلت بمدربي على الفور لبدء الاستعدادات، أشعر بحماس كبير تجاه هذه البطولة، فهي تُعد بيئة مثالية لنمو المواهب، وأتطلع إلى لقاء نجوم كبار مثل ماغنوس كارلسن، وهيكارو ناكامورا، وبطل العالم الجديد جوكيش دي».

واختتمت روضة رسالتها قائلة: «بإذن الله، سأكون على قدر الثقة، وأسعى لتمثيل دولة الإمارات بأفضل صورة ممكنة، سواء في بطولة النرويج أم في أي محفل عالمي آخر».