في كل محفل رياضي تثبت بنات الإمارات أنهن على قدر التحدي، لا يكتفين بالمشاركة، بل يصعدن إلى المنصات ويصنعن الفارق، وجاءت دورة الألعاب الخليجية الشاطئية في سلطنة عُمان لتكون شاهداً جديداً على هذا التألق، حيث برزت مجموعة من نجمات الإمارات في ألعاب القوى، محققات ميداليات وأرقاماً جديدة، ومجددات العهد بأن المرأة الإماراتية قادرة على المنافسة في أصعب الظروف، وعلى أكثر الأرضيات تحدياً.
الإنجازات التي تحققت لم تكن وليدة لحظة، بل كانت تتويجاً لسنوات من العمل والصبر والتدريب، ونتاجاً لرؤية ثاقبة من الدولة في تمكين المرأة رياضياً، وصناعة جيل جديد من البطلات القادرات على اقتحام المنصات، خليجياً وعربياً وعالمياً.
رقم قياسي، وحلم أولمبي، وطموحات لا سقف لها.. كلها تفاصيل توردها «البيان» من اللاعبات أنفسهن عبر تصريحات خاصة، تحمل في طياتها الكثير من الإلهام، وتعكس كيف تتحول أحلام الطفولة إلى إنجازات وطنية، وكيف تصبح ابنة الإمارات رمزاً للأمل والإصرار في ساحة لا تعترف إلا بالأقوياء.
خطوة
بابتسامة تعكس الفخر وشغف الانطلاقة تحدثت العداءة الإماراتية فاطمة البلوشي لـ«البيان» عن أولى خطواتها في مشوار التميز، حيث مثلت الدولة في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية بمسقط، وكتبت اسمها بأحرف من ذهب بعدما سجلت رقماً دولياً جديداً في سباق 60 متراً بزمن 8.33 ثوانٍ، كما أحرزت مع زميلاتها الميدالية الفضية في سباق التتابع 4×60 متراً.
وقالت فاطمة: «هذه المشاركة كانت شرفاً كبيراً لي، أن أرفع علم بلادي وأمثل الإمارات خير تمثيل على المنصات، تحقيق رقم قياسي جديد لبلدي ليس فقط إنجازاً شخصياً، بل هو بداية لموسم نطمح فيه للمزيد من الميداليات، وكسر الأرقام في البطولات المقبلة، سواء على المستوى المحلي أو العالمي».
وبعفوية مفعمة بالحماس والإيمان ختمت فاطمة حديثها بجملة تحمل وعي الرياضي الحقيقي: «هذه فقط البداية»، لتُعلن بذلك انطلاقة واعدة في مشوار رياضي لم يكتب فصوله بعد، لكنه يعد بالكثير.
مكانة مستحقة
من سباقات الـ 400 متر و400 متر حواجز، حيث تختبر العزيمة في كل خطوة، بزغ اسم مهرة عبدالرحيم، العداءة الإماراتية، التي صنعت لنفسها مكاناً في قائمة المبدعات، بعد أن نالت الميدالية الفضية ضمن فريق سباق التتابع 4×60 متراً في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية بمسقط.
وكشفت مهرة لـ«البيان»، عن الحلم الذي يرافقها منذ سنوات قائلة: «أتمنى أن أصبح أول بطلة إماراتية تحصل على ميدالية أولمبية، هذا الحلم يراودني منذ فترة طويلة، لا أستطيع أن أعد بتحقيقه بشكل قاطع، لكنني أعد بأن أجتهد في التدريبات والمعسكرات، وأعمل بكل ما أملك لأرفع علم الإمارات عالياً».
مهرة التي تميزت بثبات خطواتها في المضمار تُخطط لمزيد من التحديات الخارجية في المرحلة المقبلة، وأوضحت: «طموحاتي المقبلة هي المشاركة في المزيد من البطولات الدولية، والعمل على تحطيم رقمي الشخصي أو حتى أرقام الدولة، وأثبت أن العداءة الإماراتية قادرة على المنافسة والتميز».
هدف كبير
«أحلم أن أكون أول بطلة إماراتية تحصد ميدالية أولمبية»، بهذه الكلمات افتتحت العداءة فاطمة خليل حديثها لـ«البيان»، لتُلخص مشواراً طويلاً من الطموح، الذي لا يعرف التراجع.
فاطمة لاعبة ألعاب القوى المتخصصة في سباق 100 متر والقفز بالعصا فرضت حضورها بقوة في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية بمسقط، بعد أن أحرزت الميدالية الفضية في سباق التتابع لمسافة 4×60 متراً، إنجاز وصفته بأنه «محطة أولى تدفعها نحو المزيد».
ورغم أنها لا تَعِد بتحقيق حلمها الأولمبي بشكل قاطع، إلا أن عينيها تلمعان كلما تحدثت عنه، قائلة بثقة: «الطريق إلى المجد يبدأ بالإرادة والعمل الجاد، وأنا أعد بأن أبذل قصارى جهدي في التدريبات والمعسكرات، لأُترجم هذا الحلم إلى واقع، وأرفع علم الإمارات في المحافل الدولية، فذلك أعظم وسام أطمح إليه».
فاطمة، التي ما زالت في بدايتها مع القفز بالعصا، تُراهن على الشغف والحافز الكبير لتطوير أدائها وتحقيق قفزات نوعية في هذه اللعبة، مضيفة: «أطمح حالياً إلى تحسين أرقامي الشخصية، وهدفي في الفترة المقبلة هو النزول تحت حاجز 12 ثانية في سباق 100 متر، وتجاوز ارتفاع 3 أمتار في القفز بالعصا، أعرف أن الطريق ليس سهلاً، لكنه يستحق».
طموح
في رياضة تتطلب التركيز والدقة والانفجار اللحظي للطاقة لمعت علياء يوسف الحمادي كونها لاعبة إماراتية متخصصة في الوثب العالي، حيث أهدت الإمارات ميدالية فضية جديدة في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية بمسقط، لتواصل رحلتها في رفع علم الوطن على منصات التتويج.
وفي تصريحات خاصة لـ«البيان» عبّرت علياء عن طموحاتها المقبلة قائلة: «هدفي في المرحلة المقبلة هو الاستمرار في تمثيل الدولة بشكل مشرّف، وتحقيق نتائج أفضل، وصولاً إلى الميدالية الذهبية في البطولات المقبلة، سواء على المستوى العربي أو الآسيوي».
ولا تقتصر أحلام علياء على الأهداف القريبة، بل تتطلع للمستقبل بعين طموحة، إذ تستعد حالياً لخوض دورة ألعاب التضامن الإسلامي 2025، التي ستُقام في المملكة العربية السعودية، وتؤكد: «أسعى لأن أكون ضمن المنافسات القوية، وأطمح لتحقيق ميدالية جديدة تُضاف إلى سجل إنجازاتي».
أما على المدى البعيد فأعلنت علياء بصراحة أن الهدف الأكبر هو أولمبياد لوس أنجلوس 2028، وقالت: «أطمح إلى تمثيل الإمارات في هذه التظاهرة العالمية الكبرى، والمنافسة على أعلى المستويات، وسأبذل كل جهدي لترك بصمة مميزة في رياضة أم الألعاب».
بصمة
في واحدة من أكثر مسابقات الميدان تعقيداً وتطلباً وضعت عبير إبراهيم البلوشي بصمتها في الوثب الثلاثي، لتُهدي الإمارات ميدالية برونزية مستحقة في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية بمسقط، مؤكدة أن جيلاً جديداً من الرياضيات الإماراتيات بدأ يفرض حضوره في الساحة الإقليمية.
وفي حديث خاص لـ«البيان» عبرت عبير عن فخرها بهذا الإنجاز، وربطته بطموحات كبيرة للمستقبل: «أطمح في السنوات المقبلة إلى أن أكون رياضية بارزة على المستويين المحلي والدولي، وأسعى بكل جهدي لأن يصل اسمي إلى جميع المحافل الرياضية العالمية، هدفي الأكبر هو رفع اسم بلادي عالياً وتمثيلها بأفضل صورة، من خلال تحقيق إنجاز آسيوي أو أولمبي يضاف إلى سجل الرياضة الوطنية».
الطريق ليس معبّداً أمام عبير، لكنها تؤمن بأن الصعوبات جزء أصيل من معادلة النجاح، وقالت بإصرار: «أعلم أن الطريق ليس سهلاً، لكنه مليء بالتحديات التي سأواجهها بكل عزيمة، لأنني أؤمن بأن كل جهد يُبذل اليوم سيؤتي ثماره في المستقبل».
تحدٍ
في أول تجربة لها مع الجري على الرمال كتبت العداءة الإماراتية رقية الهرنكي المرزوقي اسمها بين بطلات الخليج، بعد أن نالت الميدالية البرونزية في سباق الميل، خلال دورة الألعاب الشاطئية الخليجية في مسقط، متحدية الظروف ومتجاوزة كل التوقعات.
وروت رقية المرزوقي تجربتها لـ«البيان»، قائلة: «المسار كان مختلفاً تماماً عن كل ما خضته من قبل، لأن الجري على الرمل لم يكن سهلاً على الإطلاق، لكنه في الوقت نفسه كان تحدياً ممتعاً بالنسبة لي، الحمدلله تمكنت من الحصول على الميدالية البرونزية رغم وجود لاعبات قويات، وأجواء البطولة كانت جميلة جداً وأعطتني حافزاً كبيراً».
رقية، لاعبة منتخب الإمارات لألعاب القوى والمتخصصة في سباقات المسافات، تؤمن بأن كل خطوة تُقربها من حلم أكبر، وقالت بثقة: «طموحي في المستقبل هو أن أطور مستواي بشكل مستمر، وأتمكن من المشاركة في البطولات العالمية والمنافسة فيها بكل قوة».